زاوية العقائد الدينيةعقائد الشيعة

العمامة البيضاء

المعروف الآن بين الناس – الشيعة على نحو الخصوص – أنهم يميزون السادة أو الهاشميون بالعمامة السوداء، أما العمامة البيضاء فهي بالنسبة لهم علامة تدل على أن صاحبها ليس من الهاشميين أو ليس من السادة. وفيما يلي مجموعة من الأحاديث تبين أن قاعدة الناس هذه ليست صحيحة ولا أصل لها: الجواهر السنية – الحر العاملي – ص 205 – 207:  ( … عن محمد بن سنان عن أبي عبد الله ( ع ) قال : قال أبي يوما لجابر : ان لي حاجة أريد ان أخلو بك فيها ، فلما خلا به في بعض الأيام قال له : اخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة . فقال جابر : أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة لأهنيها بولادة الحسين فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس وأطيب من رائحة المسك الأذفر ، فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى أبي فيه اسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعده من ولدي ، فسألتها ان تدفعه إلى لأنسخه ، ففعلت . فقال له : فهل لك ان تعارضني بها . قال : نعم ، فمضى جابر إلى منزله وأتى بصحيفة من كاغد فقال له : انظر في صحيفتك حتى أقرأها عليك ، فكان في الصحيفة مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزير الحكيم أنزله الروح الأمين على محمد خاتم النبيين . يا محمد عظم أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ولا ترج سوائي ولا تخش غيري ، فإنه من يرج سواي ويخش غيري أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين . يا محمد اني اصطفيتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء ، وجعلت الحسن عيبة علمي بعد انقضاء مدة أبيه ، والحسين خير أولاده الأولين والآخرين ، منه بيت الإمامة ومنه يعقب علي زين العابدين ومحمد الباقر لعلمي والداعي إلى سبيلي إلى منهاج الحق ، وجعفر الصادق في القول والعمل تتسبب من بعده فتنة صماء ، فالويل كل الويل للمكذب بعبدي وخيرتي من خلقي موسى ، وعلي الرضا يقتله عفريت كافر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلق الله ، ومحمد الهادي إلى سبيلي الذاب عن حريمي ، والقيم في رعيته حسن الأعز يخرج منه ذو الأسمين علي والحسن الخلف محمد في آخر الزمان على رأسه عمامة بيضاء تظله من الشمس ينادي بلسان فصيح تسمع الثقلين والخافقين ، هو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ).[وانظر كذلك: بشارة المصطفى للطبري ص183،  فالمهدي هنا على رأسه عمامة بيضاء.

خصائص الأئمة – الشريف الرضي – ص 75 – 76:

( وحكي أن معاوية بن أبي سفيان سأل عبد الله بن العباس رحمة الله عليه ، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال ابن عباس : هيهات ، عقم النساء أن يأتين بمثله ، والله ما رأيت رئيسا مجربا يوزن به ، ولقد رأيته في بعض أيام صفين ، وعلى رأسه عمامة بيضاء تبرق وقد أرخى طرفيها على صدره وظهره ، وكأنما عيناه سراجا كسليط ، وهو يقف على كتيبة كتيبة حتى انتهى إلي وأنا في كنف من القوم وهو يقول : معاشر المسلمين استشعروا الخشية ، وتجلببوا بالسكينة ، وعضوا على النواجذ فإنه أنبى للسيوف عن الهام وأكملوا اللامة وقلقلوا السيوف في أغمادها قبل سلها ، والحضوا لخزر واطعنوا لشزر ونافحوا بالظبا وصلوا السيوف بالخطى ، واعلموا أنكم بعين الله ، ومع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله ).[وانظر: مستدرك الوسائل – الميرزا النوري – ج 3 – ص 276 – 277، و ج 11 – ص 84، ومدينة المعاجز – السيد هاشم البحراني – ج 1 – ص 427 – 428، و ج 3 – ص 130، و بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 32 – ص 605 ]. هنا علي عليه السلام على رأسه عمامة بيضاء. بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 53 – ص 292 – 294:

( الحكاية السابعة والأربعون حدثني العالم الجليل ، والحبر النبيل ، مجمع الفضائل والفواضل ، الصفي الوفي المولى على الرشتي طاب ثراه وكان عالما برا تقيا زاهدا حاويا لأنواع العلم بصيرا ناقدا من تلامذة السيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله ، ولما طال شكوى أهل الأرض ، حدود فارس ومن والاه إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم عاش فيهم سعيدا ومات هناك حميدا رحمه الله ، وقد صاحبته مدة سفرا وحضرا ولم أجد في خلقه وفضله نظيرا إلا يسيرا . قال : رجعت مرة من زيارة أبي عبد الله عليه السلام عازما للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلا وطويرج ، رأيت أهلها من أهل حلة ، ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجف ، واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح ، رأيت واحدا منهم لا يدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة والوقار لا يمازح ولا يضاحك ، وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ، ومع ذلك كان شريكا في أكلهم وشربهم ، فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء قليلا فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهر . فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق ، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، وذمهم إياه ، وقدحهم فيه ، فقال : هؤلاء من أقاربي من أهل السنة ، وأبي منهم وأمي من أهل الايمان ، وكنت أيضا منهم ، ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان عليه السلام ، فسألت عن كيفية إيمانه ، فقال : اسمي ياقوت وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلة ، فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن ، من أهل البراري خارج الحلة ، فبعدت عنها بمراحل ، إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه ، وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ، ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحدا منهم وقد ذهبوا جميعا وكان طريقنا في برية قفر ، ذات سباع كثيرة ، ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة . فقمت وجعلت الحمل على الحمار ، ومشيت خلفهم فضل عني الطريق ، وبقيت متحيرا خائفا من السباع والعطش في يومه ، فأخذت أستغيث بالخلفاء والمشايخ وأسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرعت كثيرا فلم يظهر منهم شئ فقلت في نفسي : إني سمعت من أمي أنها كانت تقول : إن لنا إماما حيا يكنى أبا صالح يرشد الضال ، ويغيث الملهوف ، ويعين الضعيف ، فعاهدت الله تعالى إن استغثت به فأغاثني ، أن أدخل في دين أمي . فناديته واستغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء قال رحمه الله : وأشار حينئذ إلى نبات حافة النهر ، وقال : كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات . ثم دلني على الطريق وأمرني بالدخول في دين أمي، وذكر كلمات نسيتها ، وقال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعا من الشيعة ، قال : فقلت : يا سيدي أنت لا تجيئ معي إلى هذه القرية ، فقال ما معناه : لا ، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ، ثم غاب عني ، فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية ، وكان في مسافة بعيدة ، ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه ، وذكرت له القصة ، فعلمني معالم ديني ، فسألت عنه عملا أتوصل به إلى لقائه عليه السلام مرة أخرى فقال : زر أبا عبد الله عليه السلام أربعين ليلة الجمعة ، قال : فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة في يوم الخميس ، فلما وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من أعوان الظلمة يطالبون الواردين التذكرة ، وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها ، فبقيت متحيرا والناس متزاحمون على الباب فأردت مرارا أن أتخفى وأجوز عنهم ، فما تيسر لي ، وإذا بصاحبي صاحب الأمر عليه السلام في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد ، فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه ، وأدخلني من الباب فما رآني أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس ، وبقيت متحيرا على فراقه عليه السلام ، وقد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية ). صاحب الزمان هنا عليه عمامة بيضاء.

مستدرك سفينة البحار – الشيخ علي النمازي الشاهرودي – ج 7 – ص 445:

( تعمم الرضا صلوات الله عليه بعمامة بيضاء عند خروجه لصلاة العيد ). الرضا عليه السلام تعمم بعمامة بيضاء.

مستدرك سفينة البحار – الشيخ علي النمازي الشاهرودي – ج 7 – ص 443:

( عمم: في أن الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط كانوا متعممين بعمائم بيض، كما في البحار). الملائكة يتعممون بعمامة بيضاء.

الطبقات الكبرى – محمد بن سعد – ج 4 – ص 250:

 ( عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت وثب رسول الله وثبة شديدة فنظرت فإذا معه رجل واقف على برذون وعليه عمامة بيضاء قد سدل طرفها بين كتفيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع يده على معرفة برذونه فقلت يا رسول الله لقد راعتني وثبتك من هذا قال ورأيته قلت نعم قال ومن رأيت قلت رأيت دحية الكلبي قال ذاك جبرائيل عليه السلام ).[وانظر: تاريخ مدينة دمشق – ابن عساكر – ج 17 – ص 211].

جبرائيل عليه عمامة بيضاء.

أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 1 – ص 630

( عن محمد بن هلال قال رأيت علي بن الحسين بن علي يعتم بعمامة ويرخي عمامته خلف ظهره . قال ابن أبي أويس في حديثه شبرا أو فويقة فيما توخيت عمامة بيضاء ). الإمام السجاد يعتم بعمامة بيضاء.

موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ – محمد الريشهري – ج 5 – ص 321:

( 2355 – العزلة عن عمرو بن دينار : أخبرني من سمع عمرو بن العاص – يوم صفين – يقول لابنه عبد الله : يا بني ! أنظر أين ترى عليا ؟ قال : أراه في تلك الكتيبة القتماء ، ذات الرماح ، عليه عمامة بيضاء ).

الإمام علي عليه عمامة بيضاء.

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب – الشيخ علي اليزدي الحائري – ج 2 – ص 263:

( … والمسلمون يصبرون حتى يسمعون بمسير المهدي إلى الدجال فيفرحون بذلك ، قال : ويقال إن المهدي يسير إلى قتال الدجال وعلى رأسه عمامة بيضاء فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا فيقتل من أصحاب الدجال ثلاثين ألفا وينهزم الدجال ومن معه نحو بيت المقدس ).[وانظر: عقد الدرر للسلمي ج 1 ص 273

المهدي على رأسه عمامة بيضاء.

……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

(صحيفة الصراط المستقيم- العدد 10-السنة الثانية-بتاريخ 28-9-2010 م- 1محرم 1431 هـ.ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى