أخبار العالمخبر عربي وإسلامي

يديعوت تزعم: ألمانيا تراجعت عن صفقة الغواصات لمصر.. وإسرائيل ترحب بالقرار وتعتبره تحولاً حاداً للأسوأ بين القاهرة وبرلين.. وتزويد البحرية المصرية بالغواصتين كان سيمنحها التفوق..والقاهرة تنفى المزاعم

صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن ألمانيا تراجعت عن صفقة غواصات “209” لمصر، التى كانت تنتوى بيعها لها خلال الفترة المقبلة، ووصفت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية قرار ألمانيا بأنه تحول حاد للأسوأ فى العلاقات بين القاهرة وبرلين.

ونقلت الصحيفة العبرية عن المصادر الإسرائيلية قولها، إن الصفقة لن تتم بدون مصادقة الحكومة الألمانية، وقد أكدت جهات فى وزارة الدفاع الألمانية أن الحكومة لن تصادق على الصفقة نهائيا.

وقالت يديعوت أحرونوت، خلال تقرير لها، على صفحة كاملة اليوم، الأحد، إن قائد سلاح البحرية المصرى اللواء بحرى أركان حرب أسامة أحمد الجندى، أعلن يوم الجمعة الماضى أن القاهرة ستزيد عدد غواصات سلاح البحرية المصرى، عبر شراء غواصتين حربيتين من ألمانيا من طراز “209”، وبارجتين حربيتين، ولنشات صواريخ، من الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذا الطراز من الغواصات استخدم بالأساس لتطوير غواصات دولفين الستة التى باعتها ألمانيا لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن الجندى قوله، إن الهدف من شراء هاتين الغواصتين هو تأمين حركة الملاحة فى قناة السويس، وحماية المياه الإقليمية المصرية.

وكشفت يديعوت أن جهات أمنية فى وزارة الدفاع الألمانية أبلغت جهات رسمية فى إسرائيل أن الصفقة التى تم إبرامها بين شركة بناء السفن الألمانية وبين الحكومة المصرية، تلزم بداية الحصول على موافقة الحكومة الألمانية، وطالما لم تصدر هذه الموافقة، يبقى الاتفاق عديم الفائدة. مضيفة أن الحكومة الألمانية لا تعتزم حاليا المصادقة على هذه الصفقة.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن تل أبيب تأمل أن تفى الحكومة الألمانية بتعهدها بعدم بيع غواصتين لمصر، خاصة فى الظروف الحالية الحساسة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط؛ لأن تزويد سلاح البحرية المصرى بغواصتين سيمنح مصر تفوقاً بارزاً على الأسطول الإسرائيلى، على حد قولها.

وأشارت يديعوت إلى أن تزويد مصر بالغواصات هو ملف حساس للغاية، إذ تحافظ إسرائيل على صمت إعلامى فى هذا الشأن، حتى بعد الإعلان عن أمر الصفقة.

ووصفت الصحيفة الإسرائيلية أنه مجرد إبرام الصفقة حتى بدون تنفيذها بأنها صفعة لحكومة بنيامين نتانياهو، ودليل على حدة التوتر فى العلاقات بين حكومتى البلدين.

ولفتت يديعوت إلى أن التدهور فى العلاقات الألمانية – الإسرائيلية، كان قد بدأ خلال فترة ولاية نتانياهو، على أثر فترة من العلاقات الممتازة بين البلدين بين عامى 2005 و2009، عندما وقفت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى جانب إسرائيل خلال الحرب الثانية على لبنان والحرب على غزة، وبدأت ألمانيا تغير موقفها، على أثر ضغوط من إدارة أوباما، وتوجهات من المعارضة الإسرائيلية.

وأضافت يديعوت أنه قد ظهر التدهور فى العلاقات الألمانية الإسرائيلية عندما تبنى البرلمان الألمانى “البوندستاج” فى برلين قرارا بإدانة إسرائيل، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للسفينة التركية “مرمرة”، وقتل 13 مسافراً على متن السفينة التى كانت فى طريقها لكسر الحصار على غزة، فى مايو 2005.

كما سرب مسئولون فى ديوان ميركل تفاصيل اتصال هاتفى جرى بين ميركل وبين نتانياهو، وبّخت خلاله ميركل نتنياهو على قرار توسيع المستوطنات، وعدم التقدم فى المسيرة السلمية.

الجدير بالذكر أن جهات سياسية إسرائيلية كانت قد اتهمت بعض المسئولين فى مكتب ميركل والسفير الألمانى لدى إسرائيل بالعمل على تعكير صفو العلاقات بين البلدين، سعيا لإنهاء “العلاقات المميزة بين إسرائيل وألمانيا”.

ونفت القوات البحرية المصرية ما تردد فى الصحيفة حول امتناع الحكومة الألمانية عن استكمال إجراءات الصفقة الخاصة ببيع غواصتين من طراز دولفين للقوات البحرية المصرية .

وأكدت البحرية أن الجهتين الوحيدتين المنوط بهما تحديد مصير تلك الصفقة، هما الحكومتين المصرية والألمانية، وليست صحف إسرائيل، التى تحاول بث الشائعات التى من شأنها زعزعة الاستقرار داخل مصر، مؤكدين أن الصفقة تسير فى طريقها الطبيعى وفق الأوقات الزمنية المحددة لها.

ونقل راديو صوت إسرائيل عن الصحيفة أن مصادر سياسية إسرائيلية أعربت عن أملها فى أن تتمسك حكومة برلين بموقفها هذا، مضيفة أنه فى حال المصادقة على الصفقة المذكورة، فإن ذلك سيكون بمثابة تحوّل دراماتيكى إلى الأسوأ فى العلاقات بين إسرائيل وألمانيا.

المصدر : اليوم السابع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى