صحيفة “إيزفيستيا” تلاحظ أن الإسرائيليين منقسمون على الصعيد الشعبي والحكومي حول الإجابة عن السؤال المحوري التالي: هل إسرائيل بحاجة لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، أم لا؟
فهناك في الدولة العبرية معسكر معارض لشن الحرب على إيران، يتألف من 41% من الإسرائيليين. وآخر يؤيد توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية يتألف من 22% من مواطني إسرائيل. علما بأن النسبة الأخيرة متدنية إذا ما قورنت بالنسبة التي أظهرها استطلاع أجري قبل ثلاث سنوات وبلغت وقتها حاجز 60% من الإسرائيليين.
ولم تسلم الحكومة من الانقسام حول الحرب على إيران إذ يميل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك إلى الحل العسكري. في حين تعارض القيادة العليا للجيش الإسرائيلي اللجوء إلى القوة، أو على الأقل تأجيل هذه المسألة لحين موافقة الولايات المتحدة على المشاركة في الحملة إلى جانب إسرائيل.
الخبير في الشئون الإيرانية، والبروفيسور في الجامعة العبرية في القدس فلاديمير ميساميد، يرى أن رئيس الوزراء، ووزير الدفاع يريدان اغتنام الفرصة للبدء بتحرك عسكري في حين يرى كثيرون أن الاستعدادات العلنية لضرب المنشآت النووية الإيرانية ما هي إلا هيستيريا، الهدف منها جذب انتباه المجتمع الدولي إلى المشكلة، ودفعه إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تجاه هذه القضية. وهناك من المعطيات ما يفيد بأن الضربة العسكرية التي سيوجهها سلاح الطيران الإسرائيلي إلى المنشآت النووية الإيرانية باتت قريبة، وإن كان موعدها لم يتحدد بعد. ويرجح خبراء أن ينفذ الهجوم في الخريف المقبل .. في سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول القادم تحديدا.
وحول أهمية شن الحرب بالنسبة لإسرائيل، يرى رئيس معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي، أن على إسرائيل أن تختار بين الإسراع في توجيه ضربة قوية إلى إيران في أقرب وقت ممكن بهدف شل برنامجها النووي، وبين الانتظار حتى الربيع القادم .. وعندها قد تكون الحرب أكثر كلفة، لأن إيران قد تفاجئ الجميع بامتلاكها أسلحة دمار شامل.
أما البروفيسور في معهد الاستشراق فلاديمير ساجين، فيرى أن أية ضربة عسكرية لإيران، لن تقضي على برنامجها النووي قضاء مبرما، بل ستعطله لعام أو لعامين في أحسن الأحوال. وذكر أن الخيار العسكري يمنح طهران ما تحتاجه من مبررات أخلاقية للرد بكل ما تستطيع على الاعتداء الإسرائيلي، وللعمل على امتلاك السلاح النووي.
المصدر : روسيا اليوم