صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تتابع الحرب الكلامية التي استعرت مؤخرا بين إسرائيل وإيران، مبرزة أن الأزمة حول الملف النووي الإيراني أثارت انقاساما في صفوف القيادات الاسرائيلية العليا. اذ ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز وزعيم حزب “كاديما” شاؤول موفاز يحاولان الابتعاد عن النهج المتشدد الذي ينتهجهه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
ومن الملاحظ أنه بعد تهديد عدد من الوزراء الاسبوع الماضي، بإمكانية القيام بضربة عسكرية لإيران خلال الأشهر القليلة القادمة، نشط في اسرائيل “لوبي سلمي”. إذ وجه شمعون بيريز نداءا علنيا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معلنا فيه بأن البدء بعمليات عسكرية ضد طهران أمر منطقي فقط في حال مشاركة الولايات المتحدة، وإلا ستكون العملية محكومة بالفشل.
لكن رد الفعل على ذلك التصريح كان قاسيا، حيث أعرب مكتب رئيس الوزراء عن أسفه، لأن الرئيس شمعون بيريز “نسي ما هي صلاحيات الرئيس، وما هي مهامه”. لكن هذا الرد العنيف لم يمنع المعارضين للعمل العسكري عن التعبير عن موقفهم. حيث أعرب شاؤول موفاز، نائب رئيس الوزراء السابق، وزعيم حزب “كاديما”، ورئيس أكبر كتلة نيابية في الكنيست، أعرب عن ثقته بأن الحرب ضد إيران ستصبح كارثة بالنسبة لاسرائيل. وطالب موفاز في حديث متلفز بوضع حد لنتانياهو وايهود باراك، اللذين “يستعدان لجر البلاد إلى مغامرة خطرة”.
لكن “صقور” إسرائيل ليسوا معزولين. بل لهم حلفاء كثر. ومن أهم هؤلاء الحلفاء أو الشركاء في التفكيرـ القيادة العليا لجمهورية إيران الاسلامية. ففي كلمة ألقاها الرئيس محمود أحمدي نجاد بمناسبة الاحتفال بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يوم “القدس” العالمي، أطلق عددا من التصريحات النارية، واصفا إسرائيل بـ”الورم السرطاني”، وتوعد بأن شعوب المنطقة ستقوم قريبا بوضع حد للمغتصبين الصهاينة، وستخلق شرقا أوسط جديدا، لا مكان فيه للصهاينة والأمريكيين. والكلام نفسه، كرره الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي.
تصريحات القادة الإيرانيين، تسببت في إغضاب الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمين العام للأمم المتحدة ـ بان كي مون في نفس الوقت. أما بالنسبة للسلطات الإسرائيلية، فأصبحت هذه التصريحات بمثابة حجة إضافية في الجدل الدائر حول أهلية نظام الملالي في طهران. وما إذا كان من الممكن السماح لمثل هؤلاء بامتلاك أسلحة نووية.
المصدر : روسيا اليوم