يلتقي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان اليوم الثلاثاء في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد في مسعى لإيجاد سبل لحل الأزمة الراهنة في سوريا، ويأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت حصيلة العنف يوم الاثنين إلى 64 قتيلا بينهم 36 جنديا نظاميا بحسب ناشطين.
وكان عنان قد التقى مساء الاثنين وزير الخارجية السوري وليد المعلم والجنرال روبرت مود رئيس فريق المراقبين الدوليين إلى سوريا.
وأعرب عنان عقب وصوله إلى دمشق عن “صدمته لهول وبشاعة” المذبحة التي وقعت في منطقة الحولة بمحافظة حمص السورية يومي الجمعة والسبت، والتي اسفرت عن مقتل اكثر من مئة شخص، منهم عشرات الاطفال والنساء.
عنان يعد بمحاسبة المسؤولين عن مجزرة الحولة
المبعوث الاممي والعربي كوفي عنان يعرب عن صدمته لمقتل أكثر من مئة شخص نصفهم من الاطفال في بلدة حولة يوم الجمعة الماضي.
.لاستخدام هذا الملف لابد من تشغيل برنامج النصوص “جافا”، وأحدث الإصدارات من برنامج “فلاش بلاير”
ودعا عنان “كل فرد يحمل السلاح التخلي عن سلاحه” ووقف القتال.
وقال عنان “لقد جئت إلى سوريا في لحظة حرجة من هذه الازمة، وأنا شخصيا مصدوم من هول وبشاعة الحادث المأساوي في الحولة”.
بيان ونفي
وتأتي زيارة عنان إلى سوريا بعد إدانة مجلس الأمن الدولي مذبحة. وقال المجلس إن الضحايا سقطوا إثر “هجمات شملت القصف بالدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي سكني”.
وأضاف بيان صادر عن مجلس الأمن أن “هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين الدولية والتزامات الحكومة السورية”.
ونفت السلطات السورية أي علاقة لها بما حدث في الحولة واتهمت وزارة الخارجية في رسالة إلى مجلس الأمن “المجموعات الإرهابية المسلحة بارتكاب المجازر” في الحولة.
من جانبه انتقد المجلس الوطني السوري المعارض مساء الاثنين البيان الصادر عن مجلس الأمن وطالب الأمم المتحدة بـ”اتخاذ قرار تحت الفصل السابع يحمي المدنيين”.
وقال المجلس الوطني إن “البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي لا يرقى إلى مستوى ما يرتكبه النظام من مجازر ولا يشكل أساسا يمكن ان يقود إلى وقف جرائم النظام ومنعه من ارتكاب مزيد من عمليات القتل”.
ردود فعل
وكانت “مذبحة الحولة” قد أثارت ردود فعل عالمية واسعة، فقد أعلنت فرنسا وبريطانيا اتفاقهما “على العمل معا لزيادة الضغط” على الرئيس السوري وأكدتا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن “مجزرة الحولة والمستجدات في الأيام الأخيرة في سوريا ولبنان تؤكد مرة أخرى الخطر الذي تطرحه تصرفات نظام بشار الاسد على الشعب السوري”.
من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى زيادة الضغط على الرئيس السوري والمساعدة في وضع حد لـ”القمع الشعب السوري”.
وفي وقت لاحق حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من تزايد مخاطر انهيار سوريا ودخولها حربا اهلية، مطالبا دمشق تطبيق خطة السلام من اجل وقف دوامة العنف التي تعصف بالبلاد.
وقال هيغ عقب محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، ان خطة السلام المكونة من ست نقاط والتي توسط فيها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا كوفي عنان هي “الامل الوحيد” لتحقيق الاستقرار في سوريا.
أما روسيا فقد اتهمت الجانبين، المعارضة والحكومة، بالمسؤولية عن وقوع هذه المذبحة.
وأوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن ” الجانبين ضالعان في موت اناس ابرياء، من ضمنهم العشرات من النساء والاطفال، فالمنطقة تحت سيطرة المتمردين، لكنها ايضا مطوقة من القوات الحكومية”.
استمرار العنف
ميدانيا، ارتفعت حصيلة ضحايا أعمال العنف الاثنين في سوريا إلى 64 قتيلا بينهم 36 جنديا في القوات النظامية حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.
وأوضح المرصد أن 24 مدنيا قتلوا في محافظات حمص وحماة ودير الزور ودرعا وريف دمشق وادلب وحلب فيما قتل أربعة منشقين في ريف حلب وريف دير الزوروتدمر.
وأضاف أن 36 جنديا نظاميا بينهم ثلاثة ضباط قتلوا في حلب وحمص وريف دمشق ودرع وريف دير الزور وادلب