الإفتتاحية

لا مزيد من الوقت لنضيعه!

لعل أهم الجبهات التي يتشكل منها مسرح عصر الظهور ثلاثة؛ هي العراق وما يتصل به كإيران، وبلاد الشام وما يتصل بها كالترك، وبلاد اليمن وما يتصل بها كالجزيرة العربية والقرن الأفريقي، ويبدو بوضوح بالغ أن الحركة متسارعة لوضع اللمسات الأخيرة قبل بدء الحركة المدوية لعجلات عصر الظهور العملاقة.

فبلاد الشام بدأ تبعث بإشارات قوية جداً على أن السفياني في طور بناء جيشه الذي حدد له أهدافه فقهاء الضلالة من قبيل العرعور وأضرابه. فالعرعور كان قد صرح قبل مدة بأن معركة ما بعد سوريا ستكون الكوفة تحديداً!

وبلاد اليمن التي تصور لنا الروايات احتدام الرايات فيها ووقوعها بسبب الفوضى فريسة لغزو الأحباش، وكذلك دخول بعض الجهات المسلحة اليمنية (القاعدة وأضرابها) لبلاد الحجاز، كل هذه الحركة لا يشك أحد في أنها قد قطعت شوطاً كبيراً في طريق الوصول إلى الذروة.

أما العراق فالروايات تُشبّه تهاوي دولة بني العباس فيه بسقوط جرة فخار من يد رجل ساهي لا يشعر بها إلا بعد أن تتناثر أشلاؤها تحت قدميه، فيفغر فمه قائلاً: هاه، متعجباً!

وهذا التصوير مذهل للغاية في دلالته على شعور بني العباس بأن الدنيا قد فتحت لهم ذراعيها واحتضنتهم إلى الأبد، وأن لا شيء يمكن أن يزيلهم من الحكم، فهم بالنتيجة أبعد ما يكونون عن توقع انهيار حكمهم. ولكن غرورهم سيوقع بينهم الاختلاف، وهو شرط سقوطهم كما تقول الروايات.

إذن ليس ثمة وقت نضيعه، وعلينا أن نجد ونجتهد في البحث عن مهدينا، ومنقذنا، فالعصب الأموية تتربص بنا الويلات، ولن يكفيها أبداً إراقة دمنا أنهاراً، بل لن يكفيها إلا محو ديننا، وهيهات هيهات لهؤلاء الأرجاس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى