الإفتتاحية

عقيدة جديدة فاسدة تمهد لقتل الإمام المهدي عليه السلام

تشهد المنتديات والمواقع الإلكترونية هذه الأيام ولادة عقائد فاسدة تتعلق بالكيفية التي نعرف من خلالها الإمام المهدي عليه السلام، أو حجة الله في أرضه. هذه العقيدة الفاسدة التي يشترك في الترويج لها بعض طلبة العلوم الدينية، ومدعي العلم الجهلة تعتمد على بعض المرويات الموضوعة من قبل بعض الغلاة، والتي لا ترقى بأية حال من الأحوال لتكون أساساً تبنى عليه العقيدة.

فهي قبل كل شيء فاقدة لأهم الشروط التي ينبغي أن تتوفر في العقيدة بحسب مناهج هؤلاء المدعين فهي لا تعتمد على آية قرآنية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر، أو دليل عقلي قطعي، وهذه الثلاثة بحسب البناء الحوزوي لابد من توفر أحدها في العقيدة.

والعقيدة الجديدة مضمونها إن الإمام يُعرف بأن قدميه تنطبعان على الصخر وتتركان أثراً فيه، وبأنه لا تأكله السباع، وما شاكل ذلك.

وهؤلاء في الحقيقة يخالفون حتى ما قاله علماء الشيعة الذين يدرُسون كتبهم العقائدية ويدرِّسونها في حوزاتهم، حيث تتفق هذه الكتب على مسألة أن الإمام يُعرف بالنص. بل إن هذه الكتب قد يقول بعضها بأن المعجزة طريق لمعرفة الإمام، لكنها تختلف فيه، وبعضها لا يراه طريقاً كما هو شأن النص.

والحقيقة إن هؤلاء يمهدون لقتل الإمام عليه السلام، ولأبعاد الناس عنه عليه السلام، فحين يظهر الإمام لن يحصل شيء مما زعموا ولن تنطبع قدمه في الصخر، وبالتالي سيظن من ينخدع بهذه العقيدة الفاسدة بأن من يراه ليس الإمام وقد يبادر لقتله على اعتبار إنه يراه مدعياً والعياذ بالله.

إذن على الناس الذين يحرصون على حياة إمامهم وينتظرونه بصدق، أن يطالبوا هؤلاء المدعين بالدليل على ما يزعمونه، ويلزموهم بما ألزموا به أنفسهم من كون الدليل العقائدي لابد أن يكون واحداً من ثلاثة؛ فإما آية قرآنية قطعية الدلالة، وإما حديث متواتر، وإما دليل عقلي قطعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى