هل يمكننا تمييز السفياني حال ظهوره ؟
اوصاف كثيرة للسفياني ممكن للانسان المؤمن تمييزها فهناك اشارت وعدة علامات مميزة نستطيع من خلالها الاحاطة بشخصيته فهو يظهر بمظهر المتدين ويكون تحت ظل راية إسلامية تدعي الإسلام والمحافظة على الإسلام ظاهرياً وإنه أشقر أحمر أزرق أي متلون لا أمان له ماكر مخادع ، يكون عميلاً لأئمة الكفر الغربيين واليهود ، لاهم له الا قتل ومطاردة شيعة علي (ع) ويزداد القتل والدمار أثناء سلطته وتكون السلطة بيده ويستقطب في سلطته أولاد الزنا والبغاء وتتمركز سلطته في الكوفة أو تنطلق قاعدته من الكوفة (النجف ) واليكم بعض ما ورد في روايات أهل البيت عليهم السلام .
يميز السفياني بان سلطته واتبعاه جلهم من اولاد البغاء والزنا ولا همّ له إلا قتل شيعة علي (ع):
فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (كأني بالسفياني (أو صاحب السفياني) قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأسٍ من شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم. أما إن إمارتكم لا تكون يومئذٍ إلا لأولاد البغايا. وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قلت (يعني الراوي): ومن صاحب البرقع؟ فقال: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلاً رجلاً. أما إنه لا يكون إلا ابن بغي)البحار ج52 ص215.
يميز السفياني بأنه عميل لبلاد الكفر الغربيين واليهود :
عن أمير المؤمنين (ع): ( وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب ) بحار الأنوار ج53 ص 81
تتميز سلطته بكثرة القتل والتشريد والفساد ولا يكون للنساء آمان في دولته :
عن حذيفة بن اليمان أن النبي (ص) ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق و المغرب قال فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق و آخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف و يفضحون أكثر من مائة امرأة و يقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر و يستنقذون ما في أيديهم من السبي و الغنائم و يحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل …. بحارالأنوار ج : 52 ص : 187
و قال أمير المؤمنين (ع) وهو على المنبر (في كلام له عن آخر الزمان ) يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور واسمه عثمان و أبوه عنبسة و هو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضا ذات قرار و معين فيستوي على منبرها . الخرائج والجرائح ج : 3 ص : 1150
إن تسمية السفياني بعثمان أو باسم آخر وأنه يخرج من وادي اليابس في الشام وأنه من ذرية أبي سفيان.. وانه ينزل في هذا المكان ومن ثم ينزل في ذلك المكان وتعدد الادوار وتعدد الرايات كما اسلفنا سابقاً ، هذه الأمور وما شاكلها لا يمكن تحديد مصداقها على شخص واحد واطلاقها عليه ، وشخصية السفياني الحقيقة تكون من الأمور المخفية عن الناس فلو كانت معروفة للقاصي والداني لما تبعوه ولما كانت كل هؤلاء الكثرة الكاثره معه ، بل قد تكون شخصية السفياني مخفية عن صاحبها نفسه ولن تظهر مثل هكذا علامات إلا على يد نفس الإمام المهدي عليه السلام .
وقد يصر احدهم بقوله : لابد للسفياني أن يحمل نفس الاسم الذي ذكره رسول الله (ص) وأهل بيته (ع) وهذا الإصرار لايعتد به لان الاسم في الحقيقة ليس هو مدار البحث عن شخصية السفياني.. خصوصا ونحن نعلم أنه من الممكن أن يستخدم أهل البيت عليهم السلام الاسم الذي يتداوله اهله غير المتداول والمعروف .. إضافة إلى إمكان تغيير الاسم بكل سهولة لإخفاء حقيقة الشخص التي تدور حوله هذه المساحة من التهم .
1. ماهي علاقة السفياني بالإمام المهدي (ع) :
وضحنا فيما سبق من البحث في الحلقة – 1 بان هناك اكثر من مصداق لشخص السفياني فهناك سفياني الشام وهناك اخر بالكوفة وغيرها من المصاديق التي تنطبق عليهم شخصية السفياني ولكن ما علاقته بالمهدي (ع) ستتوضح لنا الصورة ان شاء الله من خلال بعض الروايات التي تشير الينا بدلالات واضحة العلاقة بين السفياني واتباعه من جهة وبين المهدي (ع) واتباعه من جهة اخرى وكيف يكون شكل الحكم في العراق الذي يواجه دعوة المهدي (ع) :
ان اغلب احداث الظهور والوقائع تتحدث عن مدينة النجف (الكوفة ) وهي اشارة واضحة لسلطة بني العباس وان اول انطلاق سلطتهم ستكون من النجف وسيكون ابتلاء أهل العراق بجور السلطان وغلاء الأسعار:
فعن محمد بن مسلم عن الصادق (ع) (قال قدام القائم (ع) بلوى من الله ، قلت وما هو جعلت فداك ؟ فقرأ (ع) ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) (البقرة:155) .
ثم قال (ع) الخوف من ملوك بني فلان (العباس)(وعبر عن حكام العراق بالعباسيين لأنهم يحكمون في عاصمتهم ويسيرون بسيرتهم) والجوع من غلاء الأسعار ونقص الأموال من كساد التجارات ، وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع ، ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار ثم قال (ع) (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل خروج القائم (ع)) إرشاد المفيد ، البحار ج52 ص203
ومنها أن حاكم العراق معروف بأنه يمارس الكهانة أي تحضير الجن والسحر الأسود وأنه بن بغي أي زانية قال أمير المؤمنين (ع) :-
(وأمير الناس – أي حاكم العراق- جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر) البحار ح 52 ص272 ، 273
وقال (ع) : ( أما أن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا -أي الزانيات – ) البحار ج52 ص210 .
قال أبو جعفر (ع) ( يقوم القائم بأمر جديد ، وكتاب جديد وقضاء جديد ، على العرب شديد . ليس شأنه إلا السيف لا يستتيب أحدا ، ولا يأخذه في الله لَوْمة لائم ) غيبة النعماني ص123.
والسيف إشارة إلى السلاح الموجود في زمانه (ع) . روي عن الصادق (ع) قال (كأني انظر إلى القائم على ظهر النجف ( فإذا استوى على ظهر النجف ) ركب فرسا ادهم أبلق . والأبلق : المبقع ، الشمراخ : العمود الطويل فيكون معنى الحديث انه يركب دبابة ، والله اعلم . وكيف كان فان الأحاديث تشير إلى انه يخوض حروباً طاحنةً مع أعداء الدين وأعدائه (ع) ، يستشهد فيها كثير من أنصاره ، بل ربما يستفاد من بعض الروايات إن الإمام (ع) يتعرض للإصابة والجرح في هذه الحروب ، والله اعلم .
وكثير من الروايات التي تشير الى ما سيلاقيه المهدي (ع) من جبروت وطغيان سلطة بني العباس ومن تبعهم وايضا هناك اشارة واضحة بان المهدي (ع) يهدم ما بناه الذي قبله كما فعل رسول الله (ص) بمكة.
عن الباقر (ع) قال ( إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد ، كما دعا رسول الله (ص) وانَّ الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ . فطوبى للغرباء ) غيبة النعماني ص174.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال ( الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فقلت اشرح لي هذا أصلحك الله فقال (ع) : يستأنف الداعي منا دعاء جديداً كما دعا رسول الله (ص) ) البحار ج52 ص366 .
عن أبي عبد الله (ع) قال : ( يصنع ما صنع رسول الله (ص) ، يهدم ما كان قبله ، كما هدم رسول الله (ص) أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديدا) البحار ج52 ص353
وعن ابن عطا قال سألت أبا جعفر الباقر (ع) فقلت إذا قام القائم (ع) بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال (ع) ( يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (ص) ويستأنف الإسلام جديدا) البحار ج52 ص364.
عن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين (ع) : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال : (( يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني إختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك)) غيبة الطوسي ص294 .
تشير الرواية الى أمر مهم لم يلتفت له اغلب الباحثين بل اكاد اقول جميع الباحثين ليس عن تقصير بل عن قصور بفهم النص من جهة وربطه بمصاديقه من جهة اخرى ، فهنا اشارة واضحة بان المهدي (ع) يظهر قبل السفياني وانه – المهدي ــ سوف يواجه سلطة السفياني بكل جبروتها ويلاقي المهدي (ع) واصحابه اشد الصعاب من سطوة السفياني واتباعه لكنه سيختفي لانه لايملك العدة والعدد وبعد ذلك يظهر .
وهناك مسألة مهمة لم ُيلتفت اليها وهي تعدد تسمية المهديين فكما اثبتنا بان هنا اكثر من سفياني لانه لقب يشمل كل من ينتمي سواء نسب او صفة الى عائلة ابي سفيان كذلك تشير بعض الروايات الى وجود مهديين الذين ينتمون نسباً وصفة الى المهدي محمد بن لحسن (ع) واليك بعض هذه الروايات التي تؤكد ما ذهبنا اليه :
وعن علي بن الحسين عليه السلام ، أنه قال : يقوم القائم منا ( يعني المهدي ) ثم يكون بعده اثنا عشر مهديا ( يعني من الائمة من ذريته من كتاب الغيبة للشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن رضى الله عنه . شرح الأخبارللقاضي النعمان المغربي ج 3 ص 400
عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : إي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ( الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين وغيرالمرسلين والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين. التهذيب ج 6 ص 31. للبحث تتمة ستأتي إن شاء الله.
—————————————
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 5/سنة 2 في 18/01/2011- 13 صفر 1432هـ ق)