السفياني ينتسب الى المهدي (ع) :
في رواية وردت عن اهل البيت (ع) أي انه سيد. عن ابي جعفر (ع) : ( اذا بلغ السفياني ان القائم قد توجه اليه من ناحية الكوفة فيتجرد بخيله حتى يلقى القائم فيخرج فيقول اخرجوا لي ابن عمي … ) بشارة الاسلام ص 335
وقد يكون انتسابه الى الهاشميين دلالة الى العمامة السوداء التي يلبسها بعض المنتحلين زوراً انتسابهم الى اهل البيت (ع).
وفي رواية إن نهاية السفياني في الحيرة فهذا الذي يُقتل في الحيرة (مدينة من مدن النجف في العراق ) غير السفياني الذي يقتل في بلاد الشام !!!
عن أبي جعفر (ع): ( يهزم المهدي (ع) السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في الحيرة طويلة ) بحار الانوار ج52 ص 386 .
ان تعدد النهايات التي تذكرها الروايات لشخص السفياني تدل ايضا على نفس المطلب أي تعدد السفيانيين.
وتعدد الرايات التي يرفعها السفياني تدل ايضا على نفس المطلب وهو وجود اكثر من سفياني
عن أمير المؤمنين (ع) : ( وخروج السفياني براية حمراء وأميرها رجل من بني كلب ) بحار الانوارج52 ص272 .
عن امير المؤمنين (ع): ( وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب ) بحار الانوار ج53 ص 81
فهنا الروايتين تشير الى راية حمراء وراية خضراء وهذا دليل على تعدد السفيانيين وتعدد راياتهم وشخوصهم .
هذا الموجز مما تيسر لنا من الروايات التي سلطت الضوء على ان هناك اكثر من سفياني وهي تبين بما لا يقبل الشك أن المقصود بالسفياني ليس شخصاً واحداً بل هم مجموعة من السفيانيين ولعل ما يقطع الشك باليقين هو ما ورد في الملاحم والفتن لابن طاووس ص50 فيما ذكره نعيم قال حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن ارطأة قال: ( في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم انه ضرب ما يليهم ).
وهنا اشارة واضحة لاتقبل الشك بان هناك سفياني ثاني والروايات كثيرة الدالة على هذا المعنى لم نذكرها بغية الاختصار .
وعن حذلم بن بشير قال : قلت لعلي بن الحسين (ع) : صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال : (( يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني إختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك)) غيبة الطوسي ص294 .
وقول الإمام السجاد (ع) في نهاية الرواية : (( فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك )) حار في تفسيره بعض العلماء والباحثين لأنها لا تنطبق على الإمام المهدي (ع) وذلك لأن هذه الرواية تفيد أن الإمام المهدي (ع) يكون موجوداً قبل ظهور السفياني وهذا مخالف للكثير من الروايات المتكاثرة والمتواترة التي تنص على أن السفياني يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) بخمسةعشر شهراً وعلى أقل تقدير ثمانية أشهر أي إن السفياني علامة من علامات قيام الإمام المهدي أي قبل قيامه (ع) فكيف يكون الإمام المهدي ظاهراً قبل خروج السفياني ثم يختفي عند خروجه ثم يظهر بعد ذلك واضطر البعض إلى تأويل هذه الرواية بوجوه بعيدة عن الواقع .
والحق ان هذا من الأمور التي حاول الأئمة أخفائها في كلامهم على الناس لتكون دليلاً على إن المقصود بـ (المهدي) في هذه الرواية وأشباهها ليس الإمام الحجة محمد بن الحسن(ع) لأنه يظهر بعد السفياني لا قبله وإنما المقصود بذلك المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) الذي ذكره الرسول (ص) في وصيته ووصفه بأول المؤمنين وأول المهديين وهو الذي يستلم الوصية من الإمام المهدي (ع) عند وفاته وأيضاً قال عنه إنه يبايع بين الركن والمقام . وبهذا ينكشف الخفاء وينحل التعارض بين هذه الرواية وباقي الروايات ويكون المقصود منها هو وصي الإمام المهدي (ع) وأول المهديين من ذريته الذي يكون ظاهراً قبل السفياني ثم يختفي عند خروج السفياني ثم يظهر بعد ذلك ويقاتل السفياني وينتصر عليه ويمهد لقيام أبيه الإمام المهدي (ع) . للبحث تتمة ستأتي إن شاء الله.
——————————-
(صحيفة الصراط المستقيم/عدد/23/سنة 2 في 28/12/2010 – 22 محرم 1432هـ ق)