من هو المهدي الذي يقوم بالسيف ويُنادى باسمه بين الركن والمقام؟
يظن أغلب الناس أن المهدي الذي يقوم بالسيف وينادى باسمه هو الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام، بينما الحقيقة التي تشير لها كثير من النصوص الروائية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن أهل البيت تقول إنه أحمد ابن الإمام المهدي والذي هو اليماني الموعود. هذه الحقيقة هي ما تحاول هذه الحلقات المبسطة إثباته إن شاء الله تعالى، نرجو من القارئ فقط أن يصبر ويتأمل.
الحلقة الرابعة: المهدي هو الخامس من السابع من ولد أمير المؤمنين (ع)
ورد عن محمد بن الحنفية، قال : قال أمير المؤمنين (ع) : ( سمعت رسول الله يقول، في حديث طويل في فضل أهل البيت : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك )([1]).
الرسول يحدث أمير المؤمنين (ع) عن فتنة تقع عند فقدان الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين (ع)، فهو يقول له : من ولدك .
لنرى من يكون هذا الولد من أولاد علي (ع) :
1- الإمام الحسن 2- الإمام الحسين 3- الإمام السجاد 4- الإمام الباقر 5- الإمام الصادق 6- الإمام الكاظم 7- الإمام الرضا ( وهو السابع ) والآن لنعرف من هو الخامس من السابع من ولد أمير المؤمنين (ع):
1- الإمام الجواد 2- الإمام الهادي 3- الإمام العسكري 4- الإمام المهدي 5- الإمام أحمد المذكور في وصية رسول الله .
إذن المقصود هنا هو أحمد بن الإمام المهدي (ع)، هو الخامس من السابع من ولد أمير المؤمنين. وهو الذي بفقدانه تكون الفتنة الصماء الصيلم أي الإختبار الذي يسقط فيه كل ذي وليجة وبطانة.
وفي الكافي – الشيخ الكليني :
قال إن الإمام الكاظم (ع) قال لأولاده وأرحامه : ( إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلنكم عنها أحد. يا بني إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به !؟ إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، لو علم أباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لاتبعوه. قال، فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن حمله، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه )([2]).
الإمام الكاظم (ع) يُحدث أولاده وأرحامه عن صاحب هذا الأمر، أي عن القائم (ع)، ويحذرهم من الامتحان الذي يحدث عن فقد الخامس من ولد السابع، ولكن هذه الرواية لا تقول إنه الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين، فهل المقصود منها إذن الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)؟
لنتساءل الآن : عن أي شئ تصغر عقول أبناء الإمام الكاظم وأرحامه وتضيق أحلامهم؟ هم يسألونه عن الخامس من ولد السابع. فهل معرفة اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) الذي يعرفه القاصي والداني، وذكرته الروايات، وغيبته التي وردت فيها عشرات الروايات، هل هذا هو ما تضيق عن حمله أحلام أبناء الإمام الكاظم وأرحامه وتصغر عنه عقولهم ؟
لاشك إن بإمكاننا أن نقول أن الأمر يتعلق بشخص آخر ادخره الله ليبتلي به الناس وتكون نتيجة هذا الابتلاء رجوع من كان يقول بأمرهم أي يخرج من ولايته (ع).
لنقرأ الرواية التالية:
بحار الأنوار- العلامة المجلسي :
وعن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال علي (ع) : ( كنت عند النبي في بيت أم سلمة … الى أن قال u: ثم التفت إلينا رسول الله فقال رافعاً صوته: الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي. قال علي: فقلت: يا رسول الله، فما تكون هذه الغيبة ؟ قال: الصمت حتى يأذن الله له بالخروج … )([3]).
إذن هو الخامس من ولد السابع من ولد أمير المؤمنين (ع) وهو أحمد كما سلف القول، والفتنة أو الاختبار ليس هو الغيبتان كما حصل للإمام المهدي (ع)، وإنما هو الصمت حتى يأذن الله له بالخروج. وأحمد هو صاحب الأمر الذي ذكره الإمام الكاظم (ع).
([1]) كفاية الأثر : 158.
([2]) الكافي : ج1: 336.
([3]) بحار الأنوار : ج36ص335.
(صحيفة الصراط المستقيم / السنة الثانية ـ العدد 30 ـ الصادر بتاريخ 11 ربيع الاول 1432 هـ الموافق ل 15/02/2011 م)