زاوية الأبحاثزاوية العقائد الدينيةعقائد السنة

من هم أهل البيت في آية التطهير الحلقة السادسة

من هم أهل البيت في آية التطهير الحلقة الرابعةانتهينا إلى الأمر الرابع الذي يدل على خروج نساء النبي عن آية التطهير،وهو : خروج النساء عن آية المباهلة وعن حديثي الثقلين والأمان.

فقد اتفق السنة والشيعة على أنّ المراد بأنفسنا في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾( آل عمران: 61) النبي  وعلي، وبنسائنا فاطمة وبأبنائنا الحسن والحسين .

فاخرج مسلم  في صحيحه، وأحمد في مسنده، والترمذي في السنن: أنه لما نزلت هذه الآية: ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾، دعا رسول الله  علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.(صحيح مسلم:ج7/ ص121، مسند احمد : ج1/ ص185،سنن الترمذي: ج4/ ص294. وغيرها أيضاً).

كما أنّ الرسول  صرّح في حديث الثقلين وحديث الأمان بعترته، فقال: وعترتي أهل بيتي.

 فالمراد من العترة هم أهل بيت النبي  ومن الواضح اختصاص العترة بعلي وفاطمة والحسن والحسين  وعدم شموله للنساء، فلا يوجد قائل بدخول النساء في حديث الثقلين ولا في حديث الأمان.

لذا روي عن علي بن موسى الرضا (ع) حينا سأله المأمون العباسي: من العترة الطاهرة؟ قال u: الذين وصفهم الله في كتابه فقال ع: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ ﴾، وهم الذين قال رسول الله : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي. (عيون اخبار الرضا u : ج2/ص208).

قال الآلوسي: وأنت تعلم أنّ ظاهر ما صح من قوله : إني تارك فيكم خليفتين – وفي رواية ثقلين – كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. يقتضي أنّ النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت  الذين هم أحد الثقلين. (تفسير الآلوسي: ج22/ ص16).

 الأمر الخامس : إنّ جمهور العامة أوجبوا الصلاة على الآل في الجملة.

أكثر أصحاب الشافعي قالوا بوجوب الصلاة على الآل في الصلاة، حتى اشتهر عن الشافعي قوله:

          يا أهل بيت رسول الله حبكم            فرض من الله في القرآن أنزلـه

     كفاكم من عظيم القدر أنكم               من لم يصل عليكم لا صلاة له.

 (ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي: ج 2 / ص 434).

     وجاء في أمتاع الأسماع للمقريزي: وأيضاً فإنّ الصلاة حق له ولآله دون سائر الأمة، ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي رحمه الله وغيره كما سيأتي، وإن كان عندهم في الآل اختلاف، ومن لم يوجبها فلا ريب أنه يستحبها عليه وعلى آله، ويكرهها أو لا يستحبها لسائر المؤمنين. (امتاع الأسماع: ج5/ ص394).

 وقال الفخر الرازي: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد، وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب، وقال الشافعي رضي الله عنه:

              يا راكباً قف بالمحصب من منى         واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى        فيضا كما نظم الفرات الفائض

إن كـان رفضا حب آل محمد      فليشهد الثقلان أنى رافضي.

(تفسير الرازي: ج 27/ ص 166).

     ثم أنه قد رووا النهي عن الصلاة البتراء، ففي جواهر العقدين والصواعق المحرقة، عن النبي  قال: لا تصلوا علي الصلاة البتراء. قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: تقولون: اللهم صل على محمد وتسكتون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. (عن ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي: ج 1/ ص 37).

وفي رواية: فقيل من أهلك يا رسول الله؟ قال : علي وفاطمة والحسن والحسين  (كشف الغمة للشعراني :ج1/ ص 219).

فروايات الصلاة على النبي  والآل في التشهد متواترة.  

في الوقت نفسه إنّ نساء النبي  غير داخلات في الآل، وهذا ما أشار إليه غير واحد من علماء العامة، فقال السخاوي في القول البديع في بيان صيغة الصلاة في التشهد: فالمرجع أنهم من حرمت عليهم الصدقة، وذكر أنه اختيار الجمهور ونص الشافعي، وأنّ مذهب أحمد أنهم أهل البيت، وقيل: المراد أزواجه وذريته. (نقلاً عن تفسير الثعلبي: ج8/ص40).

فلو كان أهل البيت  هم الأزواج أو داخلات في أهل البيت  لما نقل القول الثاني.

وروى الصنعاني في المصنف عن الثوري، وسمعته وسأله رجل عن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فقال: اختلف فيهم، فمنهم من قال: آل محمد أهل بيته، ومنه من يقول: من أطاعه. (المصنف لعبد الرزاق الصنعاني:ج 2/ ص 214).

فحصر الآل في آل محمد وأهل بيته، ومن أطاعه فقط، ولم يذكر نساء النبي ، فهذا يدل على عدم وجود قائل يقول بدخول نساء النبي  في الصلاة على الآل في زمن سفيان الثوري.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.

————————————————

(صحيفة الصراط المستقيم/عدد 12/سنة 2 في 12/10/2010 – 26 شوال 1431هـ ق)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى