الإفتتاحية

حرب على الدين باسم الدين!

إفتتاحية العدد 108
إفتتاحية العدد 108

قد ترى شخصاً يرفع الدين هويةً، ويحدثك بسيماء الحريص على الدين، ولكنه في الحقيقة كالأفعى الرقطاء يخدعك ملمسها الناعم، وفي أنيابها السم الزعاف.

 هذه في الحقيقة حال الكثيرين اليوم، فالقنوات الفضائية صارت كبيوت الشيطان تفرخ بمثل هذه النماذج من الدجالين.

 هؤلاء في الحقيقة يمارسون أخطر وأقذر حرب على الدين، لأنهم يحاربون الدين باسم الدين، هم يروجون لبدعهم وأضاليلهم، التي تقف بالضد من الدين تماماً، على أنها هي الدين!

 لا أريد التعرض لأسماء، فالأسماء كثيرة جداً، والوجوه الكالحة أكثر من أن تحصى، وعلى أية حال ليس مهماً على الإطلاق معرفة الأسماء، فالمهم حقاً هو معرفة المنهج الذي يمكن من خلاله فضح هؤلاء الأدعياء المتاجرين بالدين.

 ولعل من أهم ما يمكن من خلاله كشف زيف ادعاءات هؤلاء المتبرقعين بقناع القداسة هو ملاحظة واقعهم، فهل حقاً هم كذلك في حياتهم اليومية؟ إذ من الواضح إن من يؤمن بشيء لابد أن تنعكس آثاره على سلوكه.

 ويمكن كذلك معرفة حقيقة نواياهم من ملاحظة مدى احترامهم لوعي الناس، وحرصهم على إيصال الحقيقة كاملة وبكل تفاصيلها ليتسنى للناس الحكم بأنفسهم واتخاذ القرارات المتعلقة بمصيرهم الأخروي انطلاقاً من اقتناعهم لا عبر مقولة اتبعني أو افعل ما أقول وخطيئتك في رقبتي!

 إن من يحدثك بشيء ولا يعطيك الدليل الكامل عليه، أو قد يخدعك ويلفق لك أدلة ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا مخادع يخبئ وراء ابتسامته الصفراء سكيناً أعدها لحز رقبتك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى