تدخل الحملة الانتخابية في إيران يومها الأخير، ويأخذ الصراع داخل القوى المشاركة في الانتخابات المقررة يوم الجمعة منحنىً خطيراً بظهور انقسام حاد في مؤسسة الباسيج والحوزة الدينية في قم حول المرشحين.
وأكدت تقارير خاصة بـ”العربية” من مدينة قم أن تيارا من الباسيج، وهو قوات التعبئة الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري، عقد اجتماعاً الليلة الماضية بمشاركة طلاب ومدرسين من الحوزة الدينية في مسجد أهل البیت بشارع “سمیة”، حيث أطلق الحاضرون شعارات ضد رئیس البرلمان والمرشح عن مدينة قم علي لاریجاني، على الرغم من دعم رابطة مدرسي الحوزة الدينية في قم له، ما يشير إلى وجود اختلافات عمیقة داخل المؤسسة الدينية والباسیج حول المرشحين.
ويسعى منافسو لاريجاني من مؤيدي الرئيس محمود أحمدي نجاد أو الذين يتطرفون في رفض أي تعاون مع الإصلاحيين إلى إسقاط لاريجاني بحجة أنه كان على علاقة جیدة مع زعيمي الإصلاح مير حسين موسوي ومهدي کروبي قبل اعتقالهما وفرض الاقامة الحبرية عليهما بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009.
وذكرت التقارير أنه تم الليلة الماضية توزيع منشورات “شبنامه” هاجمت لاريجاني بشدة واتهمته بأنه مدعوم من قبل الإصلاحیین ودعت إلى رفض انتخابه.
وعلى صعيد ثانٍ، قال موقع “جرس” المقرب من موسوي إن نجل المرشد علي خامنئي مجتبى خامنئي التقى موفدا عن والده بموسوي نهاية الشهر الماضي في منزله، حيث يقيم رهن الإقامة الجبرية منذ أكثر من عام، و طلب منه التراجع عن مواقفه من أزمة الانتخابات الرئاسية الماضية معللاً ذلك بمرور البلاد بأزمة.
ونقل الموقع عن أن الزعيم الإصلاحي المعتقل في منزل تابع لوزارة الاستخبارات منذ فبراير شباط الماضي لا يزال مصراً على مواقفه السابقة، في رفض نتائج الانتخابات التي أفضت الى تجديد ولاية ثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد وتبعتها احتجاجات قمعها النظام بقسوة.
و أفاد موقع “جرس” أن الموقع تلقى هذا النبأ منذ أسبوعين، إلا أنه تكتم على الموضوع حتى يتم التأكد من صحة خبر اللقاء.
وشهدت إيران في يونيو/حزيران 2009 انتخابات رئاسية شكك الإصلاحيون والكثير من الإيرانيين المحافظين بنتائجها، وخرجت مظاهرات احتجاج سلمية قمعتها الأجهزة الأمنية وقوات الحرس الثوري والباسج وأسفرت عن سقوط قتلى واعتقالات واسعة شملت معظم قادة الإصلاح.
وبيَّنت تقارير لـ”العربية” أن موسوي، الذي كان رئيسا للوزراء 8 أعوام، يعاني من مرض سرطان الدم في إقامته الإجبارية المفروضة أيضاً على الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي الذي ترأس مجلس الشورى الاسلامي “البرلمان” لدورتين متتاليتين.
وتنقل أوساط مقربة منه أن مافيا السلطة التي تورطت في اغتيالات مريبة سابقة، قد تكون متورطة في قتل تدريجي لزعيمي الاصلاح المعترضين على نتائج الانتخابات.
وقبل أيام وجهت أوساط طلابية أسئلة صعبة الى المفتش العام في البلاد مصطفى بور محمدي ودوره في اغتيالات مسلسلة جرت في طهران العام 1999، راح ضحيتها كتاب ومثقفون ووزير سابق وزوجته هما داريوش فروهر وبروانة اسكندري.
ونفى بور محمدي الذي كان آنذاك نائبا لوزير الاستخبارات تورطه في تلك الاغتيالات التي كشف عنها الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي، وطالب بتطهير وزارة الاستخبارات مما سماها خاتمي “الغدة السرطانية”.
وتشكك الكثير من الأوساط الإيرانية بوفاة المسؤول الأول عن تلك الاغتيالات سعيد إمامي منتحرا في سجنه، وتشير إلى وفاة نجل الإمام الخميني الراحل أحمد الخميني، وتقول إن مافيا السلطة مسؤولة عن اغتياله على يد سعيد أمامي، بعد أن ساهم أحمد الخميني عام 1989 في تنصيب علي خامنئي، مرشدا أعلى للبلاد، وإقصاء نائبه آية الله حسين علي منتظري.