ما زالت الصحف البريطانية تفرد مساحات واسعة من صفحاتها للشؤون العربية المتلاحقة، وعلى الاخص منها ما يحدث في سوريا، الى جانب تطورات الاوضاع في مصر.فقد خرجت صحيفة الفاينانشنال تايمز بعنوان حول سورية يقول: تحرك من اجل السيطرة على الخلافات بين القادة العسكريين المنشقين في سوريا، حيث تتحدث الصحيفة عن محاولات زعماء المعارضة السورية تهدئة مخاوف تلك الخلافات من خلال ايجاد تسوية بين هؤلاء القادة.
وتقول الصحيفة ان زعامة رياض الاسعد لجماعة “جيش السوري الحر”، وهم الجنود المنشقون عن الجيش السوري الذين يقاتلون القوات الحكومية، وجدت تحديا لها متمثلا بشخصية اعلى رتبة عسكرية هو الجنرال مصطفى الشيخ.
وتضيف الصحيفة ان المجلس الوطني السوري يحاول ايجاد تسوية تبقي الاسعد رئيسا لهذه الجماعة، مقابل تشكيل مجلس عسكري اعلى يكون الشيخ رئيسا له.
الا ان الصحيفة تقول ان الاسعد رفض تلك الجهود، واعتبر المجلس الوطني “خائنا”، حسب تصريحات ادلى بها الى تلفزيون القسم العربي في بي بي سي، عقب الاعلان عن انشاء المجلس العسكري برئاسة الشيخ.
الغارديان
“من مستوى الرئيس الامريكي باراك اوباما ونزولا، لا يوجد احد في الغرب لديه فكرة عن ما يمكن فعله في سوريا، وما مؤكد لدى هؤلاء هو ما لا يمكن لهم ان يفعلوه، وهو بشكل رئيسي عدد التدخل في حرب جديدة في الشرق الاوسط.”
وفي النسخة الالكترونية من الصحيفة نقرأ عنوانا يقول: بوتين يلمح الى سبب نقض موسكو القرار الدولي في الامم المتحدة.
وتقول ان رئيس الوزراء الروسي فتح نافذة لقراءة المنطق الروسي وراء خطوة الفيتو، وهي تتمثل بالتحذير من ان العالم قد يواجه “ثقافة عنف” تذكيها تدخلات الغرب، ومخاوف الكرملين من وصول تداعيات الربيع العربي الى التخوم الروسية.
وتشير الصحيفة الى ان بوتين قال، في لقاء مع زعامات دينية في موسكو الاربعاء، ان موسكو يجب ان لا تسمح بتكرار الانتفاضات التي حدثت في ليبيا وسوريا، منتقدا ما اعتبره تدخلا غربيا في شؤون تلك البلدان.
تدخل الغرب بسورية
وبينما تخرج صحيفة الغارديان بتغطية حول سوريا تحت عنوان: من داخل حمص “نحن فعلا نموت هنا، هذه حرب حقيقية”، كما يقول سكان من حمص الذين يتحدثون عن قصف وحشي ضد مدنيين لا حول لهم، يكتب محررها للشؤون الدولية سيمون تيسدال مقالا بعنوان: المؤامرة الغربية هي “عمل لا شيء”.
ويقول الكاتب ان الافتراض هو ان ما يحدث في سوريا يستدعي تدخل الغرب، سرا او علنا، من اجل تغيير النظام في دمشق، خصوصا بعد الفشل في استصدار قرار من الامم المتحدة بعد معارضة روسيا والصين، مما شجع النظام الحاكم الى الاندفاع بقوة لانهاء نشاط المعارضة في البلاد.
ويرى الكاتب ان الحقيقة ليست كما قد تعبر عنها المظاهر، فلا الولايات المتحدة او بريطانيا او فرنسا وتركيا، او السعودية ودول الخليج هي اللاعب الاقوى في سوريا لابقاء الحال على ما هو عليه، ذلك اللاعب هو ايران.
ويقول الكاتب ان الحقيقة تشير الى انه من مستوى الرئيس الامريكي باراك اوباما ونزولا، لا يوجد احد في الغرب لديه فكرة عن ما يمكن فعله في سوريا، وما مؤكد لدى هؤلاء هو ما لا يمكن لهم ان يفعلوه، وهو بشكل رئيسي عدد التدخل في حرب جديدة في الشرق الاوسط.
لكن هذا الامر مختلف في ايران، حسب رأي الكاتب، التي تعتبر الحليف الاقوى والاهم لنظام حكم الرئيس الاسد، والداعم السياسي والدبلوماسي، ومصدر النفط الرخيص.
ويقال، حسب المقال، ان عناصر من الحرس الثوري الايراني موجودون باعداد كبيرة في سوريا بصفة مدربين وعناصر مخابرات ومستشارين.
ويختتم الكاتب مقاله بالقول ان ايران تلعب لعبة اطول مدى، فاذا لم يعد بالامكان انقاذ الاسد، تسعى طهران الى ان يكون من يخلفه حليفا قريبا منها لا يقع في احضان الغرب، في حين تسعى الولايات المتحدة واسرائيل الى احداث العكس.
مصر لن تخضع للتهديدات
وحول مصر تخرج صحيفة الفاينانشنال تايمز بعنوان يقول: مصر لن تخضع لتهديدات امريكية بسحب الدعم، في اشارة الى تلويحات واشنطن بقطع المساعدات التي تقدمها لمصر في حال اصرت القاهرة على الاستمرار في اجراءات قانونية ضد 19 امريكيا يعملون في منظمات مدنية، تتهمهم مصر بانهم يعملون فيها من دون ترخيص رسمي.
وتنقل الصحيفة عن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري قوله ان القانون سيطبق في مصر على هؤلاء “ونحن لن نتراجع بسبب المساعدات او غيرها”.
وترى الصحيفة ان قرار السلطات المصرية تقديم 43 شخصا الى المحاكمة، من ضمنهم 19 مواطنا امريكيا، تسبب في اسوأ ازمة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، الحليفتين القريبتين، منذ الثورة التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك قبل عام.
وتقول الصحيفة انه في حال ثبتت الادانة على هؤلاء فانهم قد يواجهون احكاما بالسجن تصل الى خمسة اعوام