عبدالعزيز الحكيم الجزار البشري الذي ذاق الويلات على يديه عراقيو المنفى الإيراني المتمردون على سلطنة آل الحكيم ، عبدالعزيز هذا ، يبدو أن سرطان الديمقراطية قد أوغل بعيداً في جسمه فصار يتحدث عن التقوى السياسية التي ينبغي أن يحرص عليها المؤمنون بآل الحكيم وسيستانيهم رب السكارى . يقول عبدالعزيز إن الإنتخابات لابد أن تجري ريحها الغربية بنزاهة شرقية ولابد للشعب الضائع في فكرة : هل نحن شعب أم شعوب بعدد القبائل والأمراء واللصوص ؟ هذا الشعب يريد له الحكيم أن يختار الأصلح والأنزه والأكفأ ، والحكيم في هذا الصدد يخاطب شعباً يعلم جيداً أن ذاكرته المزيفة تتحكم في مراكز صنع القرار لديه ، وأن هذا الشعب من الذكاء والحذاقة بحيث يفهم المقصود ، فالأصلح والأنزه والأكفأ هو ببساطة نادرة من لا يكلفك عدم التصويت له طلاق زوجتك ، وتجشم عناء البحث عن إجابة ليوم القيامة لا يوجد ما يضمن حصولك عليها ، لاسيما إذا علمت أن اللقاء بأسد النجف الهصور لا يتسنى لكل من هب ودب ، ثم إنك مسكين لاعلاقة تربطك برايان كروكر تؤهلك للحصول على مراسلة سرية من الأسد إياه !
وعلى ما يبدو لا يرى عبدالعزيز تناقضاً من أي نوع كان ؛ منطقياً ، أخلاقياً ، ديمقراطياً ، بين التقوى السياسية التي يبشر بها من وراء قفص الزجاج المضاد للرصاص وبين توزيع الحقائب المدرسية والورقة الخضراء من فئة المئة دولار ( إبراهيم الجعفري يوزع بالونات ) ، وبطبيعة الحال لا علاقة تربط الهدايا التي يوزعها عادل عبدالمهدي ومؤسسة عمار الحكيم بموسم الإنتخابات الساخن ، فالتوافق في الأزمان محض صدفة بريئة ، لا كما يتصور ذوو الظنون السيئة من أمثالي ، ويكفي دليلاً لا يدحض على حسن النوايا أن الموفدين الذين يرسلهم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقاً ( أي أيام كان الخضوع لولاية الفقيه ضرورة دينية بالدليل القطعي النقلي والعقلي ) هؤلاء الموفدين كلهم من ذوي العمائم ( بنوعيها الأبيض الناصع والأسود الليلكي ) ، وأيضاً اللحى المشذبة الغانمة ( بمعنى لا يخفى على القارئ ) التي تفوح منها رائحة ماء الورد ( تختلط أحياناً بقليل من رائحة النفط المهرب ) وهؤلاء الروحانيون المهذبون والمحترمون جداً يملكون كل أنواع التقوى ومشتقاتها ، ولا رغبة لهم بشئ من حطام الدنيا الزائلة ، وهل المناصب والأموال والجاه سوى حبائل الشيطان يا مؤمنين ، كما أتوقع أن يقولون في خطب جمعهم السياسية الإنتخابية ؟!
تُرى أي دليل يريد الشعب العراقي ليقتنع بزيف الديمقراطية ؟ ألا يكفي هذا الكم الهائل من الأكاذيب والتناقضات وشراء الأصوات والذمم ؟ ألا يكفي عاراً أن السياسيين ينظرون للشعب نظرتهم لقطيع من القرود التي يمكن زجها في حلبة رقص مجنونة أو حتى في أتون نار متوقدة بمجرد التلويح لها ببالون أو حقيبة مدرسية ؟!
ألا يرى هذا الشعب أن هؤلاء المعممين المزيفين وفي كل موسم انتخابي يعبدون له في خطبهم الرنانة المتفجرة بالتقوى السياسية كل الشوارع الطافحة بماء المجاري ويبنون له من المساكن ما لا تكاد صحراء المنطقة الغربية تسعه ( كلكم تذكرون ما قاله السفيه باقر جبر صولاغ من أنهم سيبنون مليونين ونصف وحدة سكنية ) وإنهم سيجعلون من الناصرية دبي العراق ، ومن البصرة فينيسيا الشرق ، وما أن يجف الحبر البنفسجي على أصابعكم حتى تتبينوا أن خطبهم ليست سوى أصوات أثيرية سرعان ما تذوب في الهواء ، كلكم تذكرون أن حزب الفضيلة في الإنتخابات السابقة رفع لافتة ( من أجل بصرة أنظف ) ، نعم البعض منكم سخر قائلاً إنه شعار يليق بمديرية بلدية أكثر منه حزب سياسي ، ولكن البعض انتخب لصوص هذا الحزب من أجل بياض عمامة اليعقوبي ، وماذا كانت النتيجة : بصرة أكثر قذارة وفساداً .
وكلكم تذكرون أن مجلس آل الحكيم وعدكم بمستوى معيشي يحلم بمثله هارون العباسي ، وفراق أبدي لمقابر الموت الجماعية ، وانتخبتموهم ، وكانت النتيجة مزيداً من الجثث التي فاضت بها الطرقات ، ومزيداً من البسطات تحكي قصة البطالة المقنعة الأليمة .
فحتى متى تبقون غافلين وتلدغكم نفس الأفعى في المرات كلها ؟
Aaa-aaa9686_(at)_yahoo.com