تعتزم الأرجنتين التقدم بشكوى رسمية للأمم المتحدة بشأن إجراءات “العسكرة” التي تتخذها بريطانيا بالقرب من جزر فوكلاند المتنازع عليها.
وأعلنت رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر اعتزام بلادها تقديم تلك الشكوى خلال كلمة ألقتها أمام اجتماع لأعضاء البرلمان ضم أيضا مسؤولين كبارا وعسكريين شاركوا في حرب عام 1982 بين بلادهم وبريطانيا بشأن الجزر.
يذكر أن التوتر بين البلدين أخذ يتصاعد خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث اعلنت لندن الشهر الماضي عن عزمها إرسال مدمرة إلى منطقة الجزر.
وما تزال تلك القضية تمثل موضوعا حساسا للغاية بالنسبة للأرجنتين التي تعرف الجزر باسم “مالفيناس”.
وفي شهر ديسمبر/كانون أول الماضي، أغلقت مجموعة “ميركوسور” موانئها أمام أي سفن ترفع علم جزر فوكلاند. وميرسكور تكتل تجاري يضم دول أمريكا الجنوبية.
وردا على هذا قررت بريطانيا الشهر الماضي إرسال السفينة الحربية “إتش إم إس دونتلس”، التي تعتبر المدمرة الاحدث في الاسطول البريطاني، إلى جنوب المحيط الأطلسي لتقوم باعمال الدوريات البحرية قبالة سواحل جزر فوكلاند. ووصفت لندن هذه الخطوة بأنها “روتينية”.
كما أرسل الجيش البريطاني الأمير ويليام حفيد الملكة إليزابيث والثاني في ترتيب وراثة العرش إلى الجزر ليؤدي خدمته العسكرية طيارا لمروحية بحث وإنقاذ.
واتهمت الرئيسة فرنانديز في كلمتها الثلاثاء المملكة المتحدة بـ “عسكرة جنوب الأطلسي مرة أخرى”.
وأضافت “سوف نتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، فإجراءات عسكرة تلك المنطقة تمثل تهديدا للأمن الدولي”.
وتابعت “لا نجد تفسيرا آخر لإرسال مدمرة على درجة عالية جدا من التطور برفقة وريث للعرش نفضل أن نراه بملابسه المدنية”.
وطالبت فرنانديز ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني “بمنح السلام فرصة”.
وأصدرت وزارة الخارجية البريطانية لاحقا بيانا قالت فيه إن “سكان جزر فوكلاند بريطانيون بناء على رغبتهم، ولهم مطلق الحرية في تقرير مصيرهم، ولن تكون هناك مفاوضات مع الأرجنتين بشأن السيادة ما لم تكن هذه رغبة ساكني الجزيرة”.
ويقول مراسل بي بي سي فيرغال كين إن مبادرة الرئيسة فرنانديز تأتي ضمن جملة من الإجراءات الأرجنتينية التي اتبعت مؤخرا سعيا وراء تدويل قضية جزر الفوكلاند.
وتمكنت بوينس آيرس من الحصول على الدعم السياسي من دول مثل البرازيل وأوروغواي اللتين منعتا سفنا من الرسو على موانئهما لأنها ترفع علم جزر فوكلاند.
وأعلن وزير خارجية تشيلي مؤخرا تأييده سيادة الأرجنتين على الجزر.
وخلال كلمة الرئيسة فرنانديز، انتظم حشد من المتظاهرين في مسيرة بالقرب من مقر الحكومة رافعين أعلام الأرجنتين، وهاتفين باسمها المعروف في بلادهم “مالفيناس”.
الجدير بالذكر أن بريطانيا تهيمن على الجزر منذ عام 1833.