وتاتي هذه التظاهرات “التي خرجت احتجاجا على سياسات البيت الابيض التي تلوح بالحرب على ايران، والتي طالبت الساسة الاميركيين التخلي عن اجراءاتهم المعادية ضد طهران”، وسط تعتيم اعلامي، وانتشار امني مكثف. وتقدمت المسيرة لافتة عملاقة كتب عليها لا للحرب، لا للعقوبات، لا للتدخل، لا للاغتيالات في اشارة الى العلماء الايرانيين الذين اغتيلوا في ايران.
وجاءت التظاهرات تلبية لدعوات من منظمات مناهضة للحرب، حيث تجمع المئات في ساحة تايمز سكوير في نيويورك، وساروا حتى مقر البعثة الاميركية في الامم المتحدة وقنصلية الكيان الاسرائيلي في مانهاتن.
وبدعوة من تجمع منظمات سلمية، بينها اتحادات ومنظمات مناهضة للحرب، نزل المتظاهرون الى الشوارع أملا في اسماع صوت لم يستمع له لحد الان مطلقين شعارات .. أوقفوا الحرب ضد ايران ، لا للعقوبات، لا للتدخل، لا للارهاب الاميريكي الاسرائيلي على ايران، لتقف الاغتيالات الاميركية الاسرائيلية للعلماء الايرانيين، بينما رفعت صور العالم النووي الشهيد مصطفى احمدي روشن الذي اغتيل مؤخرا في طهران.
وطالب المتظاهرون الذين تجمع المئات منهم امام مبنى الامم المتحدة وممثلية الولايات المتحدة لدى المنظمة في نيويورك وقنصلية الكيان الاسرائيلي في مانهاتن، طالبوا واشنطن بالكف عن قرع طبول الحرب تحت تأثير اللوبي الصهيوني، وحثوا الساسة على ايجاد فرص عمل لمواطنيهم بدلا من تهديد ايران بالحرب.
كما نظمت تظاهرات مماثلة في مدن اميركية اخرى بينها شيكاغو وسان فرانسيسكو ولوس انجلس وواشنطن وبوسطن وفيلادلفيا، وفي مدينتي كالغاري وفانكوفر غربي كندا.
الى ذلك، قالت ديبرا سويت مديرة منظمة “العالم لا يمكنه الانتظار اكثر”، وهي واحدة من الحركات السلمية والحقوقية الستين التي دعت الى هذا التحرك، ان “ما تقوم به الحكومة الايرانية لا يبرر على الاطلاق ان تعلن الولايات المتحدة الحرب”، على هذا البلد.
ولمحت الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي مرارا الى انهما قد تشنان عملية عسكرية على ايران لضرب منشآتها النووية.
واعتبر تجمع المنظمات السلمية ان “حرب الولايات المتحدة على ايران بدأت في اي حال”، لافتا الى “العقوبات الاقتصادية القاسية” التي فرضت على الجمهورية الاسلامية، اضافة الى “انتشار حاملات الطائرات الاميركية قرب الساحل الايراني”.
من جهته، أكد ريتشارد غريو ، عضو مجموعة “بروكلين للسلام”‘معارضة الشعب الاميركي للاعمال العدائية ضد ايران، وقال ان اميركا التي تمتلك الالاف من القنابل النووية ليست في مكانة تسمح لها بابداء رأيها حول البرنامج النووي الايراني محذرا من ان الحرب ستكون كارثة لاميركا وجميع العالم.
بدورها اعتبرت سارا فلاندرز، رئيسة مركز الاجراء الدولي لرفض الحرب ومنظِمة التظاهرات، فرض الحظر ضد المصرف المركزي الايراني بمثابة اعلان حرب ضد الشعب الايراني، وقالت ان هذه الاجراءات هدف مشترك للحكومة الاميركية والكيان الاسرائيلي، مؤكدة ان الحظر الاقتصادي الاميركي ضد ايران يستهدف الشعب الايراني.
ووصف نشطاء سياسيون مناهضون للحرب ممن ضاقوا ذرعا بسياسات البيت الابيض الحربية، تشديد الحظر الذي وقع عليه الرئيس الاميركي باراك اومابا نهاية ديسمبر الماضي بمثابة حرب على الشعب الايراني ، وحذروا من ان اي تدخل في هذا البلد يمثل تهديدا للمنطقة برمتها وللسلام فيها.