قال السيوطي في الدر المنثور:4/366: (وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا ! فجاء جبريل فقال: اقرأ على ماجئتك به ، فقرأ: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ، تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى! فقال ما أتيتك بهذا ! هذا من الشيطان فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته! وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير الخ )! وزعمت رواياتهم أن النبي(ص)سجد للأصنام ! (فقال: وإنهن لهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لهي التي ترتجى ، فكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته ، فوقعت هاتان الكلمتان في قلب كل مشرك بمكة ، وذلقت بها ألسنتهم وتباشروا بها وقالوا: إن محمداً قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه ! فلما بلغ رسول الله (ص)آخر النجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم ومشرك !! ففشت تلك الكلمة في الناس وأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة فأنزل الله: وما أرسلنا من قبلك ) !!
وفي بعض رواياتهم: (ألقى الشيطان على لسانه: وهي الغرانيق العلى شفاعتهن ترتجى ، فلما فرغ من السورة سجد وسجد المسلمون والمشركون إلا أبا أحيحة سعيد بن العاص فإنه أخذ كفاً من تراب فسجد عليه وقال: قد آن لابن أبي كبشة أن يذكر آلهتنا بخير! فبلغ ذلك المسلمين الذين كانوا بالحبشة أن قريشاً قد أسلمت فأرادوا أن يقبلوا ، واشتد على رسول الله (ص) وعلى أصحابه ما ألقى الشيطان على لسانه فأنزل الله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) الآية. وقد روى قصة الغرانيق في مجمع الزوائد:6/32 و:7/70 ، ورواها البخاري ومسلم لكنهما حذفا جزءاً يسيراً منها! ففي البخاري:2/32: (عن عبدالله أن النبي(ص) قرأ سورة النجم فسجد بها فما بقي أحد من القوم إلا سجد! فأخذ رجل من القوم كفاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال يكفيني هذا) ومسلم:2/ 88
(صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 26 / السنة الثانية ـ بتاريخ 13 صفر 1432 هـ الموافق ل 18/01/2011 م)