الإفتتاحية

الخصم الشريف والآخر اللئيم

العدد 103 – 7 ربيع الأول 1433 هـ /31 -1 -2012

من المفيد في كثير من الأحيان أن تجد خصماً شريفاً لا يوافقك الرأي، ويسعى بنية صادقة إلى بيان الحقيقة، وإثبات خطئك من خلال تجليتها.

مثل هذا الخصم الشريف مهم جداً من أجل تجاوز العقد، وفتح مغاليق الأبواب والنوافذ أمام تيارات نسيم الحوار العذبة.

ولكن هناك بإزاء هذه الصورة الجميلة صورة أخرى بشعة للغاية هي صورة الخصم اللئيم الذي يتحرك من منطلق هاجس المغالبة، أو هاجس خشيته على منافعه الشخصية. فمثل هذا الخصم لا يبالي أبداً بالحقيقة ولا بمسألة وصولها للناس كما هي، بل إنه لا يأبه أبداً ولا يرف له جفن إذا ما تعمد تشويه الحقائق وقلبها رأساً على عقب.

وبقدر تعلق الأمر بخصوم الدعوة اليمانية الحقة فإن الواقع – وللأسف الشديد – يواجهنا دوماً بالأنموذج الثاني من الخصوم، حتى يكاد يكون التفكير بالأنموذج الأول ضرباً من المثالية غير المحمودة.

فبين الحين والآخر، وبحركة تشبه حركة مهربي البضائع المتسترين بغطاء الليل البهيم، تطل علينا وجوه ممسوحة الملامح لخصوم يحاولون طعن الدعوة المباركة بخناجر غدرهم ويولون الأدبار. نعم بين الحين والآخر تطل علينا كتابات توزعها جهات معينة لكتاّب يخجلون من وضع أسمائهم على أغلفة كتبهم، ولكنهم لا يخجلون أبداً من ملئ صفحات كتبهم بأكثر الأكاذيب مدعاة للخجل.

فمثلاً إذا كانت الدعوة المباركة تستدل بعشرات الروايات على حقيقة معينة، وتناقش بعض الروايات الشاذة التي قد يستظهر منها بعض من لا يحسن القراءة معنى مغايراً، وتبين وجه الجمع بين الروايات، بل تبين أن الدلالة التي يستظهرها الخصم المتصيد بالماء العكر ليست سوى وهم بارد، أو شبح مرتعب يريد البقاء في قمقم الجمجمة التي خلقته لأن مصيره الموت المحقق إذا ما أبصره النور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى