–
الخرطوم، السودان (CNN)– هاجمت مجموعة من المسلحين مخيماً يضم عشرات العمال في ولاية جنوب كردفان بالسودان، وقاموا باختطاف ما يقرب من 70 عاملاً، بينهم نحو 20 عاملاً صينياً، بحسب ما أكدت مصادر رسمية في كل من الخرطوم وبكين الأحد، فيما حمل مسؤولون سودانيون حكومة دولة جنوب السودان مسؤولية الهجوم.
وقال الناطق باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد، إن مجموعة من متمردي “الحركة الشعبية” بولاية جنوب كردفان، قامت السبت بالاعتداء على موقع لشركة صينية تعمل في مجال الطرق بين مدينتي “رشاد” و”العباسية”، وهي منطقة نائية بولاية جنوب كردفان، القريبة من الحدود مع دولة جنوب السودان.
وأضاف المتحدث السوداني، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية “سونا”، أن “القوات المسلحة تتعقب فلول المتمردين، التي فرت من المنطقة”، مشيراً إلى عدم توفر معلومات، حتى الآن، عن وقوع خسائر في الأرواح.
وفي وقت لاحق من مساء الأحد، أعلن والي جنوب كردفان، مولانا أحمد هارون، أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير 14 من الرعايا الصينيين، وإجلائهم إلى مدينة “الأبيض”، مؤكداً أن العمل جاري لتحرير بقية الصينيين المختطفين، وأضاف أن الحالة الصحية للصينيين الذين تم تحريرهم “جيدة.”
وفي العاصمة الصينية بكين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ليو وي مين، أن مسلحين سودانيين هاجموا المخيم في ولاية جنوب كردفان، بعد ظهر السبت، وأضاف أن “وزارة الخارجية الصينية والسفارة الصينية في السودان ستتخذان رد فعل عاجل تجاه الحادث.”
ونقلت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” عن المتحدث باسم الخارجية الصينية قوله إن مدير إدارة القنصلية بوزارة الخارجية استدعى القائم بأعمال السفير السوداني في بكين، ودعا الجانب السوداني إلى “البحث عن المواطنين الصينيين المفقودين.”
وفيما أكدت السفارة الصينية في الخرطوم، في بيان لها الأحد، فقدان أكثر من 20 عاملاً صينياً، بعد هجوم من قبل متمردين على معسكر تابع لشركة صينية بمنطقة جنوب كردفان، نقلت “شينخوا” عن متحدث باسم جماعة “الجيش الشعبي لتحرير السودان – قطاع الشمال” أن الجماعة تحتجز 29 صينياً.
وذكرت الوكالة الصينية أن أرنو تلودي، المتحدث باسم “الجيش الشعبي”، أبلغها في اتصال من العاصمة الكينية نيروبي، بقوله: “لقد وقعت مواجهات بين قواتنا والجيش السوداني في منطقة قرب مدينة العباسية بجنوب كردفان، وقد سيطرنا على المنطقة، وتم احتجاز 29 صينياً”، وأضاف: “لقد جرى ترحيل العمال الصينيين إلى منطقة آمنة، وهم بصحة جيدة وفى أيدي أمينة.”
إلى ذلك، حمل حزب “المؤتمر الوطني” حكومة جنوب السودان و”الحركة الشعبية”، الحاكمة في جوبا، “مسئولية الدماء المسفوكة، والمعاناة التي خلفها التمرد، الذي يقوده قطاع الشمال، بدعم ورعاية من حكومة الجنوب، في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.”
وأدان الحزب، على لسان أمين التعبئة السياسية، حاج ماجد سوار، الهجوم الذي نفذته الحركة الشعبية على القرى المحيطة بالعباسية، واحتجازها لمجموعة من الرعايا الصينيين، وقال إن “الاعتداء يمثل تجاوزاً لكل القوانين والأعراف الدولية، التي تحكم حتى أثناء فترة الحرب، وهذا سلوك مرفوض وغير مقبول”، بحسب قوله.