حينما تصر على أن الدليل على حجة الله هي المعاجز والأمور الخارقة دون النص والعلم والدعوة إلى حاكمية الله فإنك إنما تقول بأنك لا تؤمن بالإمام المهدي عليه السلام.
ذلك أنك لم تلتق بالإمام المهدي عليه السلام، ولم يحدث أن طلبت منه معجزة لتؤمن به، وعلى الأقل أنت تبرر لمن لا يؤمن بالإمام المهدي عدم إيمانه.
لأنه إذا كان البناء هو توقف الإيمان على المعجزة فعلى الأقل يوجد مئات الملايين من المسلمين، وأكثر منهم بكثير من غير المسلمين لم يروا معجزة من الإمام المهدي عليه السلام، فهل تقول إن هؤلاء محقون في عدم إيمانهم؟
إن الدليل على حجة الله لابد أن يكون حاضراً دائماً وللجميع، لا أن يكون حاضراً للبعض، أو في زمان دون آخر. ففي كل زمان يوجد مكلفون ممتحنون بمعرفة حجة الله، والمعجزة لا يمكن أن تقع لكل هؤلاء، ونقلها من جيل إلى جيل يفقدتها ميزتها ويحيلها إلى صورة أخرى من صور النص.
فالخبر الذي ينقل المعجزة إنما ينقل مفاداً هو صاحب المعجزة الذي ادعى المنصب الإلهي هو حجة الله، وهذا هو ما يفعله النص.
فالنص في الحقيقة ورديفيه العلم والدعوة لحاكمية الله هي وحدها الأدلة الحاضرة على الدوام، والتي لا يمكن لأحد أن يلتف عليها، وهذه هي أدلة السيد أحمد الحسن عليه السلام، فإن كنت تؤمن بالإمام المهدي عليه السلام فعليك أن تؤمن به، وإلا فإيمانك بالإمام المهدي محل شك