ورد في الروايات إن فرج المؤمنين بظهور الإمام المهدي عليه السلام يتحقق إذا ما اكتملت العدة الموصوفة وهي الثلاثمائة وثلاثة عشر، وإن قيامه عليه السلام لبسط العدل في الأرض وتطهيرها من الظلم والجور ينطلق عند اكتمال الحلقة، والمقصود من الحلقة هي توفر عشرة آلاف مقاتل هو عدد جيشه عليه السلام. عن الصادق (ع)، حين سأله بعض أصحابه قائلاً: (جعلت فداك، إني والله أحبك، وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم. فقال له: اذكرهم. فقال: كثير, فقال: تُحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك. فقال أبو عبدالله (ع): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون… فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال (ع): فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم… الخ) (غيبة النعماني 210- 211).
وعن أبي بصير عن الإمام الصادق (ع): (قال أبو عبدالله (ع): لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف…) (غيبة النعماني320).
أليس من العجيب أن يكون الإمام المهدي منتظراً لهذا العدد اليسير للغاية ( 313 ) طيلة هذه المئات المتمادية من السنين؟ هل سألنا أنفسنا لماذا أخفقنا في توفير هذا العدد الذي لا يكاد يُذكر قياساً بعدد من يقولون إنهم ينتظرونه ويفدونه بالغالي والنفيس؟
لا شك في أن مثل هذا السؤال إذا ما واجهه الإنسان بالجدية التي يستحقها سيفتح الكثير من المغاليق أمام الوعي، وستتكشف أمام البصيرة الكثير جداً من الحقائق. ولا شك في أن أفق رؤيا جديداً ستنفتح أبوابه مشرعةً أمام المتسائل، وسيبصر ما لا يبصره غيره. بل لا أشك في أن أساطير كثيرة كانت تقف حائلاً في طريق الوعي ستتهاوى كأعمدة الدخان الأسود، وصوراً زاهية براقة ستفضح شمس الرؤية الجديدة زيفها، وستُظهرها بحقيقتها العارية بقعةً مكفهرة الألوان.
إذن هي دعوة لكم لتجربوا الدخول في عالم آخر غير العالم الذي تصوره الدعايات الرخيصة، والكلمات المنمقة التي تتطاير من أفواه دهاقنة التضليل الإعلامي لتخلق في مخيلاتكم أوهاماً تختطفكم من أرض الواقع المشمسة.
هي دعوة لاختبار ما نظنه واقعاً وحقيقة، فلعلكم بدخولكم عبر بوابات السؤال المذكور سترون أن ثمة أكذوبة كبرى قد غلفت وعينا زمناً طويلاً وآن لنا أن نتحرر من قفصها المقيت.