بسم الله الرحمن الرحيم
ثم عموا وصموا كثير منهم!!!
بات من الثابت القول أن المرجعية الشيعية وأبواقها قد عموا وصموا ، فكانوا مصداق لقول الحق سبحانه{وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}(المائدة/71) ،
وعماهم وصممهم عز عليه الدواء بحيث استأنسوا الكذب والتدليس الواضح على الناس الذي ما عاد يخفى على السذج بله أنصاف المتعلمين ، ولكن أولئك على الرغم من افتضاحهم تراهم سادرون في غيهم البغيض ومستكبرين على الله سبحانه وعلى دينه ، ففي خطبة من خطب الجمعة التي ألقاه على منبر مسجد براثا جلال الصغير ، استبان مخاطر تلك المرجعية الفاسدة على الدين الإلهي الحق وعلى الإنسانية ، والميزان في النظر ينبغي أن لا يكون رضا الناس وسخطهم ، بل الميزان هو رضا الله سبحانه وسخطه ، ومعبر هذا الرضا ومظهره هم أولياء الله في خلقه ، فالصغير في الخطبة الأولى أراد الدفاع عن عصمة رسول الله(ص) بمنهج حوزته القائم على الصراع والغلبة ، وليس بمنهج الحق سبحانه القائم على الهداية لما يحب ويرضى ، فالمتابع التفت إلى كم من مرة يردد فيها الصغير (نحن نرى) ، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ما يقوله أئمة أهل البيت(ص) فأعادها جاهلية أشنع وأقبح من جاهلية السقيفة الأولى ، فإذا كانت سقيفة الجاهلية الأولى بنيت على قول الزور (حسبنا كتاب الله) ، فجاهلية سقيفة آخر الزمان اليوم تبنى على قول أمر وأدهى ذلك هو (ما قاله علماؤنا) ويعنون بهذا القول ؛ السيستاني وما يرضاه السيستاني ، وما استشهادهم بآيات الكتاب المبين إلا من باب الغلبة والصراع ، وليس للهداية ، ذاك أن ما يدعونه من منهج العرض على كتاب الله سبحانه هو خدعة كبيرة ، إذ أن كتاب الله سبحانه نص فيه المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ، والعام والخاص ، ورواية آل محمد(ص) نص فيه تلك المواصفات ، فكيف يصح عرض نص على نص ، ومن الذي يحكم أن نص الرواية الصادر في الخاص لا يقع على ما صدر في العام من نص القرآن فيكون في ذلك تعارض ـ بحسب ما يدعون ـ ومن ثم سيعمدون إلى فرية (العرض على كتاب الله سبحانه) لقتل الرواية الشريفة بحجة معارضتها للقرآن ، كما قتل بالأمس الحسين(ص) ريحانة رسول الله(ص) ـ بزعمهم ـ بسيف جده ، لأنهم يرون أنه خرج على الجماعة وعلى إمام زمانه يزيد(لع) شارب الخمر ومرتكب الفسوق والفساد!!!
وهذا اليوم تتجدد المصيبة وهذه المرة على يد ورثة يزيد(لع) ممن تزيا بزي رسول الله(ص) ، فراحوا يقتلون روايات الطاهرين(ص) بفرية (العرض على القرآن) ، وهم يعلمون أنهم يقصدون النص الصامت ، ويعلمون كذلك أن هذه الخدعة استعملها من قبل ربيبي الشيطان(لع) معاوية وعمرو بن العاص في كسر جيش علي(ص) في صفين ، وهذه المرة يريد أولئك إعادة الكرة ، وبالفعل أعادوها مع جيش علي هذا الزمان(ص) يماني آل محمد(ص) السيد أحمد الحسن فراحوا يقتلون الروايات الدالة عليه وعلى أحقيته بتلك الفرية التي باتت مفضوحة حتى لربات الحجال ، ولكن أولئك لا يستحون من الله سبحانه ولا يخافونه ، ولذلك فسرعان ما يفضحهم الله سبحانه بألسنتهم ، فهذا المدافع عن عصمة الرسول(ص) بزعمه ، انزلق إلى ذكر قضية موسى(ع) والعبد الصالح(ع) ، وتخبط في علم موسى(ع) وصور للسامع وكأن الأمر سيناريو معد ، لإثبات أن موسى(ع) مكلف بالعمل في الشريعة الظاهرية على الرغم من علمه بالشريعة الحقيقية التي عمل بها من سماه (الخضر) بزعمه ، وهم يعلمون تمام العلم أن موسى(ع) كان في ذاك الموقف ممتحن ليعلم (أن فوق كل ذي علم عليم) ، وليس كما قال هذا الصغير الجاهل وحاول أن يبرر لموسى(ع) من حيث أساء له ولم ينصفه ، فموسى(ع) لم يكن يعلم بأسرار ما عمل العبد الصالح(ع) بدليل قول العبد الصالح(ع) له {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا} ، فإذن من أين كان لموسى(ع) أن يعلم يا صغير؟؟؟!!! فضلا على أنه رمى الشيخ الصدوق(رحمه الله) بالاشتباه ، وخطأه في نقل تلك الرواية التي تتحدث عن سهو الرسول(ص) ، وقال أن الشيعة ليس لديهم نصا صحيحا غير كتاب الله سبحانه ومن ثم كل ما دونه فهو زخرف ، وهذا القول ينطوي على خطورة كبيرة وهي الشروع بقتل روايات أهل البيت(ص) التي لا تنسجم مع بناءاتهم وتخرصاتهم المتوهمة على كونها نتاج عقلي وهي ليست كذلك ، فالذي يتعامل مع القرآن على أنه نص صامت وينصبه إماما بزعمه هو واقعا يرتكب حماقة ، ويخطئ خطأ كبيرا ، ذاك أن النص ـ هكذا الله سبحانه أراد ـ لابد له من لسان ناطق به ، وهو القرآن الناطق فمن سيكون القرآن الناطق؟! هل ستنصبون السيستاني الذي بزعمكم يقيم العراق بكلمة ويقعده بكلمة؟؟؟!!! وهو لن يقيمه أبداً لأن فاقد الشيء لا يعطيه والسيستاني أساسا لا يعرف ما القيام كي يقيم العراق ، وهو لا يعرف غير القعود عن نصرة الحق وعلى ذلك أمات في الناس غيرتهم على دينهم؟؟؟!!!
إن كون النص حاكما فتلك مغالطة واضحة المغزى فالقائلون بذلك يريدون أن يحققوا أمرين هما؛ أولا : عزل النص عن اللسان الناطق به ، وثانيا : تنصيب أنفسهم ناطقين بالقرآن ولو من طرف خفي ، وهذا ما هو حاصل اليوم على الواقع حيث صاروا كما وصف أمير المؤمنين(ص) : [وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله . وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه . ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته . فالكتاب يومئذ وأهله منفيان طريدان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا . فاجتمع القوم على الفرقة . وافترقوا عن الجماعة . كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره . ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة ، وسموا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة](من خطب نهج البلاغة) ، وتعال معي أخي القارئ لننظر فيما قاله أمي المؤمنين(ص) فقرة ، فقرة ليستبين مدى انحراف المرجعية الشيعية التي رجعت إلى سيرة الجاهلية الأولى :
1- يقول أمير المؤمنين(ص) : [وإنه سيأتي عليكم زمان من بعدي ليس فيه شيء أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل] وواقع حال اليوم يصدق عليه هذا الوصف تماما ، فاليوم عندما دعا اليماني(ص) إلى حاكمية الله سبحانه وتطبيق قانونه سبحانه الذي شرع فيه الحكم جعلا وتنصيبا من عنده ، واجهه علماء السوء وفقهاء الضلالة ومقلدتهم وانتصروا لدين أمريكا (الديمقراطية) وخذلوا دين الحق وعملوا على إخفائه وهم يدعون نصرته ، وأظهروا الباطل وهم يدعون محاربته .
2- وقال (ص) : [ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله] ، وهنا حق لنا أن نسأل وبقوة : ماذا نسمي من يكذب قول الله سبحانه في ضرورة تنصيب الحاكم على وفق قانون الله سبحانه ، ومن يكذب قوله تعالى{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ}(البقرة/180) ، وأحاديث كثيرة واردة عن الطاهرين(ص) تؤكد على ضرورة الوصية عند حضور الموت ، وخصوصا بالنسبة لرسول الله(ص) حيث ورد عنهم(ص) في ذلك أن رسول الله(ص) [لو لم يوص لضيع من في أصلاب الرجال] ، وهذا الحال يقره حتى العقل الذي يدعون التمسك به ، إذن فلماذا تكذبون وصية رسول الله(ص) التي أملاها ليلة وفاته على علي(ص) ، وتتمسكون بأخبار واردة عن تلك الوصية المقدسة ، وردت عن أهل البيت(ص) في معرض احتجاجهم على الناس ، ومعلوم أن آل محمد(ص) سدنة الحكمة فتراهم يأخذون من الوصية موضع الاحتجاج ويتركون منها ما لم يحن وقته؟؟؟!!! وقضية تكذيب الوصية المقدسة هي واحدة من مئات الأكاذيب التي أشاعتها المرجعيات الدينية في هذا الزمان على الله سبحانه وعلى رسوله ، ولو أردنا الاستقصاء لطال بنا المقام وما وفينا .
3- قال (ص) :[وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه] ، وما حق تلاوته؟ حق تلاوته أن يعمل به من كلف بحمله فيكون دالا عليه عاملا به ، وكيف يكون تحريفه؟! عندما تقوله الناس بحسب أهوائها وآرائها ، وتحاول جاهدة الفصل بينه وبين أهله المحدثين به ، الذين هم حملته الحقيقيون ، وليس أحد غيرهم أبدا ، وهم آل محمد(ص) حصرا وتخصيصا .
4- قال (ص) : [ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر] وليس في البلاد اليوم بطولها وعرضها شيء أنكر عند الناس من حاكمية الله والتنصيب الإلهي وهو المعروف كله وبه يقوم ، ولا شيء أعرف من (الديمقراطية) وهي المنكر بعينه وبها يقوم .
5- قال (ص) : [فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته . فالكتاب يومئذ وأهله منفيان طريدان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا] ، وهل هناك نبذ أعظم من جعل الكتاب فقرة معطلة ومهمشة من فقرات دستور كتب بأيدي الناس وشريعة خطتها يد الشيطان؟؟؟!!! وهل هناك نسيان أعظم من هذا النسيان عندما ترى الناس وبأم عينها فقهاءها وهي تنسى القرآن وتدعو إلى التمسك بدستور خطته يد الشيطان؟؟؟!!! ومن الذي يدعو الناس إلى القرآن اليوم ويحثهم على التمسك به لأنه ثقل الله الأكبر ، ومن الذي لم يتنازل عن القرآن وشهر سيفه بوجه كل من يداهن في هذا الأمر ، ومن الذي دُعي اليوم إلى غير القرآن فأبى إلا القرآن؟؟؟!!! هل هناك أحد غير اليماني(ص) وأنصاره؟؟؟!!! وهاهم اليوم في الناس يعيشون وبينهم ولكنهم زايلوا الناس وفارقوهم بالاعتصام بالقرآن والكفر بأصنام آخر الزمان فقهاء السوء الخونة الفجرة ، فهم في الناس وليسوا فيهم ، لأن ما يؤمنون به من الهدى لا يوافق ما عند الناس من الضلال .
6- قال (ص) : [فاجتمع القوم على الفرقة . وافترقوا عن الجماعة . كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم] ، وما أوضح هذا الحال اليوم وأبينه ، سبحان الله فلا غرابة ولا عجب فالقائل أمير المؤمنين(ص) نعم اجتمع الناس اليوم على ما فرقهم عن دينهم الحق ، وتركوا الحق وأهله ففارقوا الجماعة ، وقد نصبوا من أنفسهم أئمة للكتاب فراحوا يقولونه بأهوائهم وتخرصاتهم فأحلوا للناس حراما عندما أفتوا بشرعية الديمقراطية الأمريكية وهي بديل شيطاني لحاكمية الله سبحانه ، وحرموا عليهم حلالا عندما أفتوهم ببطلان دعوة اليماني(ص) وهي الحق الواضح الصريح الفصيح الذي لا يحتاج إلى برهان ولا دليل بعد أن أقام القرآن والعترة الطاهرة دليله ، وهما من قال فيهما رسول الله(ص) : [ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا] .
7- قال (ص) : [فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره .] نعم ما بقي من القرآن اليوم إلا الاسم والرسم بعد أن عطله فقهاء السوء في هذا الزمان ، واجترحوا شريعة من عند أنفسهم سموها الدستور ما أنزل الله بها من سلطان ، وتراهم لاهين في النظر إلى تحسين أصواتهم بالقرآن ويتفننون بالغناء به ، حتى أنهم من جرأتهم على الله سبحانه وكتابه باتوا يسمون قراءة القرآن (ألحان السماء) وهذا برنامج تقدمه اليوم فضائية الحرة الأمريكية ، ويقوم بإعداده وتقديمه شخص يدعي أنه من قرائه ، وحوزة الشيطان ترى وتسمع ولا تعلق!!! فهل بعد هذا الانحراف من انحراف؟؟؟!!!
8- قال (ص) : [ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة ، وسموا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة] نعم هو نهج قديم نهجه أسلافهم ممن أضاع الصلاة واتبع الشهوات ، وها أنتم اليوم تشهدون بأم أعينكم كيف يسمي أدعياء الدين من مرجعيات الضلال ؛ دعوة اليماني(ص) وصي ورسول الإمام المهدي(ص) وهم يعلمون أنه الحق ، وقالوها له بسان الحال : ارجع يا ابن فاطمة وهم يقولونها اليوم وكل يوم بلسان المقال ، وبلغ طغيانهم وجبروتهم مداه عندما استعدوا الطواغيت على هذه الدعوة المباركة ووسموا ما تدعو إليه بـ(الفرية) وهو الحق من الله سبحانه ، ومن الإمام المهدي(ص) إن كانوا يؤمنون به حقا؟؟؟!!! وجعلوا في الثبات على ولاية علي(ص) عقوبة الخروج عنها عندما أفتوا للناس ببطلان الأعمال العبادية لمن لا يخرج للانتخابات الديمقراطية ، وهم يعلمون تمام العلم أنهم يدعون الناس إلى خسران مبين فهم يدفعونهم إلى نكث بيعتهم للإمام المهدي(ص) كما نكث أسلافهم البيعة لأمير المؤمنين(ص) ، ويدعونهم إلى غير دين الله سبحانه ، يدعونهم بالتمسك بديمقراطية أمريكا التي قالوا عنها مرارا وتكرارا إنها الشيطان ، وإنها الدجال الأكبر ؛ فما عدا مما بدا اليوم يا فقهاء السوء؟؟؟؟!!!!
هل علمتم أيها الناس لماذا قال رسول الله(ص) : [غير الدجال أخوف عليكم عندي من الدجال ؛ أئمة مضلون] لأن الدجال أعجز من أن ينال من دين الله سبحانه لولا ما فعله أولئك العلماء المضلون الذين نصبوا أنفسهم أئمة للناس ولم ينصبهم الله سبحانه ، فراحوا يطلقون صفة الإمام عليهم ليكونوا مصداقا لقول الرسول(ص) بعدما حرفوا الناس عن شريعة الحق ، ودعوا الناس إلى باطل ظاهر البطلان .
فهل ما زلتم أيها الناس بعد كل هذه البينات ترون في تلك المرجعيات الضالة المضلة أنها من حفظت الدين ، وأنها سبل نجاة عند وقوع البلاء ، وإنها عصمتكم عند المصائب؟؟؟!!! ما لكم كيف تحكمون؟؟؟!!!