زاوية العقائد الدينيةعقائد السنةغير مصنف

من دهاء الرازي

روى الرازي في قوله تعالى ” والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ” أخرج البزار وابن عساكر أن عليا قال في تفسيرها : (الذي جاء بالحق هو محمد صلى الله عليه وسلم ، والذي صدق به أبو بكر). وقال ابن عساكر : هكذا الرواية بالحق ولعلها قراءة لعلي انتهى .
أقول :قد نقل صاحب كشف الغمة عن الحافظ أبي بكر موسى بن مردويه بإسناده أن :(الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصدق به علي بن أبي طالب عليه السلام) وأما نزول ذلك في شأن أبي بكر فهو شئ قد تفرد به فخر الدين الرازي بمجرد ملاحظة مناسبة التصديق المذكور في الآية لما وضع أولياء أبي بكر من لقب الصديق عليه. ولو حاولوا إثبات وجود رواية نزول الآية في شأن أبي بكر في شئ من كتب المتقدمين على الرازي ومن تبعه كابن عساكر لرجعوا بخفي حنين. ومن وقاحات الرازي أنه لم يكتف في ذلك بالكذب على الله تعالى حتى وضع ذلك على لسان علي عليه السلام. يقول الرازي: إن هذا يتناول أسبق الناس إلى التصديق وأجمعوا على أن الأسبق الأفضل أما أبو بكر وأما علي لكن هذا اللفظ على أبي بكر أولى لأن عليا رضي الله عنه كان في وقت البعث صغيرا فكان كالولد الصغير الذي يكون في البيت ومعلوم أن إقدامه على التصديق لا يفيد لمزيد قوة وشوكة في الإسلام فكان حمل هذا اللفظ على أبي بكر أولى.
فالرازي بني على مجرد المناسبة فلو كان هناك رواية في شأن أبي بكر لذكرها ولما احتاج إلى تكلف الاستدلال المذكور.       

 (صحيفة الصراط المستقيم ـ العدد 25 / السنة الثانية ـ بتاريخ 6 صفر 1432 هـ الموافق ل 11/01/2011 م)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى