بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
تابعت على مدى الأيام القليلة الماضية الطرح غير الأخلاقي ، وغير العلمي الذي قدمه المدعو ( عبدالله الفقير ) ، فقد قدم مقالين أو ثلاثة تفتقر للعلمية والموضوعية تماماً ، بل إن حديثه كله لا يعدو عن كونه إتهامات باطلة ، وسوء فهم لكلام أهل البيت ولمعتقدات الشيعة الأبرار ، والعجيب إنه بدل أن يقدم أدلة على مزاعمه الكاذبة الباطلة ، وبدل أن يراعي الأدب ، والجدل بالدليل والبرهان نفش ريشه وتمادى بباطله ظاناً أن تفاهات أسلافه من الوهابية والنواصب حق لا يرقى له الشك ، مع أنها تقولات سقيمة لا تصمد أمام النقاش ، وما أكثر الردود العلمية عليها ، ولكن أسمعت لو ناديت حياً .
الحق إني لا أرى هذا الفقير الى الدليل أهلاً للنقاش والجدل ، فهو في أحسن أحواله موتور أرعن يتخبط العشواء ، ولكني أجد نفسي مدعواً للتعقيب على ما اقترفه ، دون أن يعني هذا أني أدافع عن أحد ، فالحق إني وجدته في مقاله المنشور يوم أمس على صحيفة كتابات يتبجح ، ويقدم قائمة من المناهج التي لا أدري مدى علمه بها مع أن المقام لا يستدعي أبداً أي حديث عن هذه المناهج .
يقول الفقير : ( ورغم اني لم اعتد ان اهتم لمن يتهجم على ذاتي واتعب نفسي بالرد عليه, الا انني لا استطيع ان اصبر على من يتهجم على الحق او العلم خصوصا مراتبه العليا والمتطورة ,ولست هنا بصدد الرد على ما قاله احد دكاترة الشيعة والذي اترك الفصل فيه لكم .وهو الرد الذي لم يحتو على فقرة واحدة مقنعة للرد عما ذكرته في مقالي ذاك,فلم يتعد ما كتبه حقل السب والشتم والقدح والتكفير .
لكن ما افجعني فعلني واستفزني لكتابة ما اكتبه حاليا هو ما ذكره في نهاية مقاله ,والذي تجنى بجهالته على مصطلح علمي حديث يعتبر من اخر ما توصلت اليه المنهجية العلمية,الا وهو مصطلح “المورفلوجيا ) .
يتبجح الفقير في هذا النص المقتبس من كلامه بحرصه البالغ على الحق والعلم وخصوصاً مراتبه العليا والمتطورة !! ويزعم أن أحداً لم يرد عليه رداً مقنعاً ، ولا أدري هل انتبه هذا الفقير لنفسه ، وهل يظن أن ما كتبه فيه شئ ولو يسير من العلمية ؟
لنقرأ هذه النقاط :-
1- في مقاله عن الكرد ذهب الفقير الى أن رأي الشيعة فيهم هو أنهم نوع من الجن ، مستنداً على جملة أحاديث شريفة لم يفهم المقصود منها ، وقد أوضح له أحد الكتاب المقصود الحقيقي من هذه الأحاديث ، ولكنه أبى إلا ركوب رأسه والتمسك بتخرصاته ، فأين العلمية وأين الموضوعية في طروحاته ؟ علماً أنه أعاد الكرة مرة أخرى ولم يقدم أي نقض لجواب الكاتب المشار إليه ، بل تمسك بعنجهية النواصب المعروفة بما يفهمه هو فحسب ، وإذا كان الآن يصرخ بأن أحداً لم يقنعه فعليه أن يفهم – إن استطاع – أن المشكلة في عقله هو .
2- في مقاله اللاحق تحدث عن ما أسماه الإزاحة في العقيدة الشيعية ، وفيه تطاول بسفه بالغ على الكثير من معتقدات الشيعة ، وراح يسمي الشيعة بالدين الشيعي كما هي عادة النواصب أخزاهم الله ، وكان يكدس الإتهامات ، دون أن يتعب نفسه بمناقشتها ولا بيان وجه الإعتراض عليها ، بل هو ينطلق من رؤية النواصب التي يراها هي الحق ويكفر كل ما عداها ، أ هذه هي العلمية التي يزعمها هذا الفقير ؟
3- كما سبق القول يتبجح الفقير بسرد قائمة من المناهج الحديثة ، ولا أدري لماذا كان يركز على تلك التي تؤكد على تغييب المتلقي وتصوراته المسبقة ا من أجل أن يفضح نفسه ؟ فالفقير خلافاً لهذه المناهج يجعل من ذاته المنحرفة عن الحق ومن تصورات أسلافه المعوجة حكماً ومقياساً في كل ما يعرضه من معتقدات الشيعة ، ولم نسمعه ولو لمرة واحدة حاول قراءة العقائد الإسلامية الصحيحة – ولو رغم أنف ابن صهاك – قراءة تنطلق من نفس العقيدة وتحاول أن تبحث عن جذرها وأصلها في النص الشرعي نفسه ، فعلام هذا التبجح الفارغ إذن ؟
4- يقول الفقير : ( ولا اذكر شهادتي او مرتبتي العلمية لانها اكبر بحمد الله مما تحلمون ان تصلوا الى معشاره ) .
أقول هذا قول مضحك دون شك ، فشهادتك التي هي أطول من الحمار بشبرين على ما يبدو لماذا لا تسمح لك بأن تناقش بعلمية ، أم إنها – وهي بالتأكيد ليست من سوق مريدي – من نوع الشهادات التي يحملها أوباش الوهابية ، هريرية بخارية النوع والهوى ( نسبة الى أبي هريرة والبخاري الكذابين ) ؟
5- يتحدث الفقير عن المسرحيات الهزلية التي تقيمها قناة المستقلة فأقول له كل من تستقبلهم هذه القناة المنحرفة عن الحق هم من النواصب وإن ادعى بعضهم التشيع ، فكل حديثهم مجاملات فارغة لا يقولون فيها كلمة الحق ، وإلا مامعنى أن يقال لبعضهم هل تعتبرون عمر ومن تقدمه ومن لحقه من المنحرفين ومن أهل النار فيحجمون عن الإجابة الواضحة بنعم ونعم ونعم ؟
6- أخيراً أود أن أقول للأخ الزاملي : إن من يسمون أنفسهم بالسنة ( المقصود منها سنة معاوية لع في سب علي (ع) بدليل أن المتوكل حين أعاد هذه السنة لقبوه بمحيي السنة ! ) أقول هؤلاء لا يسمحون أبداً بأي حديث ينتقص من مذهبهم على باطله ، حتى لو كانوا من أبعد الناس عن كل ما يمت للدين بصلة ، وأذكرك فقط بأن الشاعر سعدي يوسف الذي عاش خمسين سنة من عمره شيوعي الهوى سرعان ما نسي كل تراث ماركس و أنجلز وانتفض لطائفيته حينما احتدم الصراع الطائفي على مناصب الخيانة في الحكومة الأمريكية ، أرجو أن تحمل كلمتي هذه على محمل حسن ، فلست أريد منها سوى تذكير من تنفعه الذكرى إن شاء الله .
1٬146 4 دقائق