الإفتتاحية

جمعة قراءة الرسائل الإلهية

العدد 23 - 2 صفر 1433 هـ
العدد 23 - 2 صفر 1433 هـ

لا شك في إنه ليس من قبيل الصدفة أن يكون ليوم الجمعة هذا الدور الكبير جداً في تحريك واقع العرب والمسلمين، فالثورات العربية كما تسميها القنوات الفضائية، أو خلع العرب لأعنتها بحسب تسمية الروايات الشريفة الواردة عن العترة الطاهرة، كلها اتخذت من يوم الجمعة المبارك مساحة زمنية، لادامة زخمها.

أقول إنها اتخذت من يوم الجمعة مساحة زمنية ولا أقول إنها اتخذت منه ظهيراً روحياً لأنها في الحقيقة استغلت فراغ الناس في هذا اليوم واجتماعهم لأداء صلاة الجمعة مما سهل الإتصال بهم وتعبئتهم، ولكن أحداً وللأسف الشديد لم يلتف إلى أن يوم الجمعة هو يوم الإمام المهدي أي يوم المنقذ العالمي المدخر لإقامة العدل والقسط الذين تنشده الجماهير.

إن تأكيد النصوص الدينية على أن المهدي عليه السلام هو من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً يدل حتماً على أن البشرية لن تنال العدل والقسط من أحد غيره أبداً، وإلا لانتفت فائدة هذا المعنى المؤكد عليه. كما إن تأكيد النصوص المذكور يدل كذلك على أن الحاكم المنصب من الله هو وحده من يحقق للإنسانية ما تتطلع له، وبالتالي يدل على أن مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم هو المبدأ الوحيد الذي تتحقق السعادة في ظله، وتسقط بهذا كل النظريات الأخرى (الوضعية) التي يريد البعض اقناع الناس بها عبر تصويرها على أنها الأرقى والأكمل وما إلى ذلك من أباطيل.

إذن على الجماهير أن تلتفت إلى أن يوم الجمعة الذي يؤطر حركتها يدعوها لمعنى معين ويلوح لها بهدف بعينه يتعلق بالمنقذ الحقيقي والمبدأ الحقيقي الذي ينبغي أن تطلبه وتنادي به، لا أن تلهث وراء سراب المنقذين المزيفين، والمبادئ السرابية المنحرفة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى