ورد في دعاء السمات المروي عن الامام الصادق ( ع ) عن ابيه الامام الباقر ( ع ) : دعاء السمات ( وبمجدك الذي ظهر على طور سيناء فكلمت به عبدك ورسولك موسى بن عمران (ع) وبطلعتك في ساعير وظهورك في جبل فاران بربوات المقدسين وجنود الملائكة الصافين وخشوع الملائكة المسبحين )……
هنا سأسرد لكم ما قاله سيدي و مولاي وصي ورسول الامام المهدي السيد احمد الحسن (ع ) حتى يتضح للقاري الكريم معنى الدعا اتضاح الشمس في رابعة النهار.
وأما (وبطلعتك في ساعير) :-
أي طلعت الله سبحانه في ساعير والله سبحانه وتعالى طلع في ساعير بعيسى أبن مريم والطلعة أي الأطلالة والظهور الجزئي غير المكتمل ، فعيسى (ع) مثّل الله سبحانه وتعالى في الخلق ولكن بشكل غير تام ولهذا كان بعثه طلعة الله سبحانه وتعالى ، وبهذا كان عيسى ممهداً لبعث محمد (ص) لأن الطلعة تسبق الظهور .
(وظهورك في جبل فاران) أي ظهور الله سبحانه وتعالى ، وكان هذا الظهور ببعث محمد (ص) ، فالرسول الأعظم محمد (ص) هو الله في الخلق ، ولهذا عبر الإمام (ع) في الدعاء عن بعث محمد (ص) بظهور الله سبحانه ، فالإمام (ع) يريد أن يقول في الدعاء أن محمد (ص) هو الله في الخلق وأن بعثه هو ظهور الله ، فمن عرف محمد (ص) عرف الله ، ومن رأى محمد رأى الله ، ومن نظر إلى محمد نظر إلى الله .
فهنا نفهم ما المراد من الطلعة و الظهور :
1– ان الطلعة تسبق الظهور .
2– الطلعة هي الاطلالة اي الظهور الجزئي و المقصود من الطلعة فيما تقدم ان لكل رسول يجب ان يكون هناك من ممهد و هذا الممهد يمتاز بكونه بالطلعة اي التمهيد للرسول و الترتيب له من الناحية العقائدية و العسكرية و غير ذلك .
3– اما الظهور : فهو ظهور الحجة او الرسول الممهد له
و من هنا كان لا بد ان يسبق المهدي ع الذي يمثل الظهور بممهد له يمثل الطلعة
و لكي تكتمل هذه الحلقة ما بين الممهد و المهدي ع لا بد مما يؤيد هذا الممهد و اهمها ان يكون هناك نص عليه و ان يكون مؤيد بالروايات الدالة عليه و ان يأتي بحجة يعجز عنها غيره من الناس عن الاتيان يمثلها كما اتى الانبياء و الاوصياء بحجج و معاجز اعجزت الناس عن الاتيان بمثلها هذا بالنسبة للممهد اي صاحب الطلعة .
و ها هو الذي اتى بالوصية من رسول الله (ص) و الروايات من اثني عشر امام و امتاز بالعلم بحيث انه تحدى كل العلماء و الفقهاء بأن يناظروه بالقرآن الكريم أو ان يباهلوه و لكن ما الذي فعلوه ؟
اخذوا يكذبونه و يحرمون الناس من السماع له بل و اكثر من ذلك اصدروا فتاوى باعتقال و تشريد كل من يتهم بانه موالياً له من دون ان يدر سوا او يطلعوا على ما جاء به بمجرد ان قال اني وصي و رسول الامام المهدي محمد بن الحسن (ع) فكفروه و كأنهم يريدون ان يأتي الامام (ع) متى يشاؤون و نسوا حكمة الله و ارادته في وقت اظهاره ، و لكنو لكن لا تنسوا ان ضمن صفات الممهد اي صاحب الطلعة ان يكون مُحارَباً من كبار قومه اي علمائهم كما حورب نبي الله عيسى (ع) من قبل علماء قومه و كبرائهم و اذكر لكم هذه الرواية التي تذكر صاحب هذا الامر (ع) فعن ابي بصير قال سمعت ابا جعفر (ع) يقول : (يقول في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء؛ سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين. فقلت: ما سنة موسى؟ قال: خائف يترقب. قلت وما سنة عيسى؟ فقال: يقال فيه ما يقال في عيسى. قلت: وما سنة يوسف؟ قال: السجن والغيبةو اما من محمد (ص) فالقيام بسيرته و تبين اثاره …..) كمال الدين و تمام النعمة ص 329 .
نعم ايها القارئ الكريم اريد ان اركز على سنة نبي الله عيسى (ع) فكما قال الامام الباقر (ع) : يقال فيه ما قيل في عيسى (ع) و ما قيل في عيسى (ع) انهم اتهموا مريم العذراء (ع) بانها قد اتت الفاحشة و العياذ بالله من هذا القول و اخذوا يهزؤون من عيسى (ع) بانه بلا اب او انه غير معروف الاصل ( خامل الاصل ) و هذه صفة من صفات الامام احمد الحسن (ع) وصي و رسول الامام المهدي (ع) فعن أمير المؤمنين (ع) انه قال على منبر الكوفة : (( لابد من وجود رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال سود ثيابهم أصحاب رايات سود ويل لمن ناواهم …)) غيبة النعماني ص 265 .
و ها هنا يذكر الامام علي (ع) صفة الترابط بين عيسى (ع) و وصي و رسول الامام المهدي (ع) السيد احمد الحسن (ع) اي خمول الاصل يعني انه غير معروف و هذه صفة من كثير من الصفات بين نبي الله عيسى (ع) و وصي و رسول الامام المهدي (ع) .
فادعوك ايها القارئ الكريم و الخيار لك ، ان لا تكون كمن ظلم اولياء الله عز و جل فافتروا عليهم ما افتروا بل اقول حكم عقلك و اطلع حتى تعرف الحق و اهله .
………………………………………………………………………………………………………………………….
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 32 – السنة الثانية – بتاريخ 1-3-2011 م – 25 ربيع الأول 1432 هـ.ق)