الإفتتاحية

يعود الإسلام غريباً كما بدأ

افتتاحية العدد21   17 محرم 1433 هـ
افتتاحية العدد21 17 محرم 1433 هـ

أكثرنا إن لم يكن كلنا قد طرق سمعه حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول عودة الإسلام غريباً في آخر الزمان، وباعتقادي إن زماننا هذا أكثر الأزمان بعداً عن الإسلام وأجدرها بوصف ( آخر الزمان ).

يوماً ما قال عيسى عليه السلام: «اَلْمِلْحُ جَيِّدٌ. وَلكِنْ إِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ، فَبِمَاذَا يُصْلَحُ؟ 35لاَ يَصْلُحُ لأَرْضٍ وَلاَ لِمَزْبَلَةٍ، فَيَطْرَحُونَهُ خَارِجًا. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ». نعم فكل شيء يفسد يمكن اصلاحه بالملح، ولكن ماذا إن فسد الملح؟ والحقيقة إن كل الانحرافات يمكن للعلماء أن يصلحونها، فهم بمنزلة الملح، ولكن إن فسد العالِم فسد العالَم.

واليوم نرى العلماء، أو من يسمون أنفسهم، أو يسميهم الناس علماء في البلدان العربية التي شهدت ما يُسمى بالربيع العربي يتسابقون من أجل ارضاء القوى الغربية على حساب الدين وتعاليمه. فالكثير منهم يعلن جهاراً نهاراً أنه سيتنازل عن هذا الحكم أو ذاك من أحكام الشريعة بعد أن يتسنم سدة الحكم، هكذا بدون حياء، ودون التفات منه إلى أنه بقوله هذا إنما يقول بأن الإسلام بحاجة إلى إعادة نظر في بعض أحكامه، وهو بالتالي ليس ديناً إلهياً يصلح لكل زمان ومكان.

الحق إن مثل هؤلاء العلماء – بحسب تسمية الناس – يفضحون جهلهم للناس، ويكشفون عن حقيقة كونهم رجال دنيا، فعلى الناس إذن أن لا ينخدعوا بمظهرهم، ولا ترهبهم الألقاب الرنانة التي يصفهم بها المتملقون، وعليهم أن يعوا جيداً إن واحدة من أهم العلامات قد تحققت بهم وهي علامة غربة الإسلام المرتبطة بابتعاد حماته المفترضون عن حقائقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى