زاوية الأبحاثزاوية العقائد الدينية

ماذا تعرف عن المهديين الذين يحكمون في دولة العدل الإلهي ؟


وردت روايات كثيرة عن رسول الله وأهل البيت عليهم السلام تتحدث عن وجود مهديين يحكمون في دولة العدل الإلهي، وهذه الروايات من الكثرة بحيث قال عنها السيد محمد الصدر رحمه الله في موسوعته المهدوية بأنها تفوق حد التواتر بكثير. وسنحاول في هذه الحلقات إيراد ما وقعت عليه اليد منها، من مصادر الشيعة والسنة وبعض الكتب السماوية، والرد على بعض الشبهات التي اعترضها بها البعض، لنثبت بذلك واحدة من أهم القضايا العقائدية بعون الله تعالى.
الحلقة الأولى
لعل أهم الروايات التي نصت على وجود المهديين عليهم السلام هي الوصية التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة وفاته، وهذا نصها: ((وصية رسول الله في ليلة وفاته : عن الباقر u عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين عن أبيه الحسين الزكي الشهيد عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم سلام الله) قال : (قال رسول الله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي u : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة ، فأملا رسول الله وصيته حتى انتهى الى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ، فأنت ياعلي أول الإثني عشر إماماً سماك الله تعالى في سمائه علياً المرتضى وأمير المؤمنين والصدّيق الأكبر والفاروق الأعظم والمأمون والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لأحد غيرك . يا علي أنت وصيّ على أهل بيتي حيهم وميتهم، وعلى نسائي فمن ثبّتها لقيتني غداً ، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي ، فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها الى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى إبني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه محمد الباقر ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها الى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد ، فذلك إثنا عشر إماماً . ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين ، له ثلاثة أسامي , اسم كاسمي واسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والإسم الثالث المهدي ، وهو أول المؤمنين )).
وهذه بعض المصادر التي وردت فيها الرواية: الغيبة للطوسي صفحة 151 طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية . النجم الثاقب ج2 ص41 . الشيخ الحر العاملي في إثبات الهداةج1 ص549 ح 376 . الشيخ الحر العاملي کتاب الإيقاظ من الهجعة ص393 ، الشيخ حسن بن سليمان الحلي في کتابه مختصر البصائر ص 159 ، العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج 53 ص 147 مختصرا وفي ج 36 ص 260 کاملاً ، الشيخ عبدالله البحراني في کتابه العوالم ج 3 ص 236 ، غاية المرام ج 2 ص 241 ، السيد هاشم البحراني في کتابه غاية المرام ج 1 ص 370 ، الإنصاف ص 222 للسيد هاشم البحراني ، نوادر الأخبار للفيض الکاشاني ص 294 ، كتاب مكاتيب الرسول للشيخ الميانجي ج2 ص96 ، مختصر معجم أحاديث الإمام المهدي للشيخ الکوراني صفحة 301 ، الشيخ الميرزا النوري في کتابه النجم الثاقب ج 2 ص 171 وأشار بأن الوصية معتبرة السند وهذا نص ما ذكره الشيخ الميرزا النوري قال : روى الشيخ الطوسي بسندٍ معتبر عن الإمام الصادق (ع) خبرا ذكرت فيه بعض … الخ.
ومن الواضح إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينص في هذه الوصية المقدسة على أن الأوصياء من بعده هم الأئمة الإثنا عشر، ومن بعدهم المهديون الإثنا عشر عليهم السلام أجمعين. وسنذكر في الحلقات القادمة روايات أخرى كثيرة بعون الله تعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى