أخبار سياسية منوعة

تهديد الخاسرين في الانتخابات هل سيطفو على السطح

الانتخابات الفاشلةحماد الانصاري

بسم الله الرحمن الرحيم

الخبر الذي تردد بين الناس عقب اعلان نتائج الانتخابات وفي اروقة الاعلام والذي هدد فيه بعض اذناب المرجعية الفاسدة باستخدام ورقة المراجع للضغط على الفائزين بالانتخابات ليس خبرا عابرا يتيما كما يتصور البعض ، ولا يمكن المرور عليه بهذه البساطة فهذا الكلام خطير جدا وهو ينبيء باشتعال صراع قريب

بين اعمدة الحكم التي اسست لها المرجعية الفاسدة وهذا الكلام اكد عليه الانصار في مقالات عديدة سابقة .

فصراع السلطة الذي احرقت ناره المستعرة كل الحدود ، بدا مريرا ومحموما هذه المرة على الخاسرين في هذه الانتخابات .. فأسلوب التهديد والوعيد ان كان الان مستترا تحت الرماد ولا يتردد الا بين البعض فانه حتما سيكون علنيا في الايام القادمة عندما يتم اعتماد اشخاص جدد بدل حرامية الامس !!

وحال اولئك السياسيين المزري ينبئنا بحقيقتهم التي لا يمكن ان يتخطوها الى ساحة القيم والمبادي لانهم قبلوا بكل شيء مقابل السلطة ؛ هم وضعوا ايديهم بيد امريكا وتعاهدوا معها وباعوا كل شيء بل انهم لم يبقوا شيئا دون ان يضعوه في خدمة المحتل وخدمة مصالحهم الشخصية كما انهم جعلوا الدين في آخر اولوياتهم فهذا عبد العزيز الحكيم يصعد على المنبر غداة تمرير الدستور ليعلن امام الملأ بالقول : ـ (( ابشر الشعب العراقي ان دستورنا ليس اسلاميا )) ونسي انه جاء الى الحكم بعبائة الدين وتحت ستار الاسلام .. ولكي يكون عبد العزيز الممثل الشرعي للمرجعية دعمته مرجعية السوء دعما ليس له مثيل حتى جعلته هو وعصابته السائبة يتسلطون على رقاب الناس كل تلك السنين العجاف فكونوا قطيع من الكلاب المسعورة التي لا تتورع عن سفك الدماء وهتك الاعراض وسرقة الاموال من اجل السلطة والدنيا والشهوات وقد اجتمعت مع تلك العصابة فئات كثيرة من ابناء المجتمع بين مستفيد و ساكت كالشيطان لا يهمه الا البقاء في مكانه حتى وان كان الذي يقوده ابليس نفسه .

لذلك علمت المرجعية سلفا ان الرموز التي قدمتها للناس على انها (( ابناء المرجعية او قائمة المرجعية او ….)) وهي متضمنه بصورة رئيسية لبطانتها المحيطة ، علمت ان تلك الشخصيات فاسدة حد التفسخ والتعفن وان عليها ان تنئى بنفسها عن تلك الفضيحة البينة لتبريء ساحتها امام الناس فقررت عدم دعم اي قائمة اواي مرشح وهي بذلك ضربت عصفورين بحجر واحد ؛ الاول انها بررت موقفها امام الشارع الذي بات لايثق بالمرجعية لانها هي التي حمْلته على انتخاب هؤلاء المتسمنين وحمّلت الناس مسؤولية الاخفاق في اختيار الاكفأ والانسب والذي يعتبر تخلي صريح عن مسؤوليتها التي تعهدت بها عندما قررت التخلي عن حاكمية الله والاعتماد على حاكمية الناس باختيار القادة سواء بالشورى ( الانتخابات ) او بالوصاية القسرية ( سواء الدكتاتورية الدينية او العلمانية ) .

والثاني ان الحوزة باتت مرعوبة خائفة من الخطر المحدق بها فهي تعرف جيدا ان تلك البطانة قادرة على الفتك بالمرجعية والنيل منها في حال عدم تقديم الدعم ومسألة العداء والبغض بين عائلة الحكيم وعصابة السيستاني معروفة يعرفها اهل النجف وهي قديمة ومتجذرة واساسها نزاع حول السلطة وزعامة الحوزة وهذه حقيقة معروفة . فاستعاضت عن دعمها لهم بتوجيب الانتخابات لاجبار الناس تحت هذه البدعة (( اذا لم تنتخب انت في النار او خارج من الولاية او …)) ودفعت بوكلائها في جميع المحافظات الى دعم الحكيم والمالكي حصريا على اساس شخصي لتتنصل من مسؤولية الاختيار وهذا التوجه يعرفه الناس جميعا ولايستطيع ان ينكره احد فجميع وكلاء السيستاني في المحافظات توجهوا لاحدى القائمتين فقط وحثوا المقربين لهم بانتخاب اعضاء تلك القائمتين وبذلك تضمن المرجعية بقاء تلك البطانة الفاسدة لحمايتها وولائها ولتوفير الغطاء لها بدون ان تتحمل تبعات ترشيحها وتقديمها للناس ، ولكن سبحان الله تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فاول من استهزأ بتوجيب الانتخابات ؛ المالكي نفسه بعد ايام فقط من الانتخابات وتخلى عن المرجعية التي كانت سببا في تنصيبه رئيسا للوزراء وسببا في فوز قائمته على بقية القوائم وهذا التخلي بدا واضحا منذ ان اسقط المالكي كلمة الاسلامي من اسم حزبه ، في اشارة الى تحالف ” بناء دولة القانون” وهو يعني انقطاع الحبل السري الذي كان يتغذى منه المالكي واعتماده في استقطاب التاييد على كيل الاتهامات اللاذعة للاسلاميين تحت عناوين مختلفة كالطائفية واستخدام الرموز الدينية وانتهاز المناسبات الحسينية وغيرها ….

نعم هكذا فعل ابن مرجعية النجف البار المالكي ( ومن شابه اباه فما ظلم ) وهكذا فعل بقية الفائزين بين شامت ومتخلي وناكر لصنيعهم .. وبين الفائزين بالانتخابات والخاسرين ضاعت المرجعية وستعود عليها تلك الفتنة العمياء قريبا انشاء الله تعالى بسبب استفحال الصراع على السلطة بجنون ..

وهذا ما وعدنا به اهل البيت (ع) بذلك : ـ

قال رسول الله (ص) ((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا أسمه يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود )) بحار الأنوار ج 52 ص190

ومعلوم ان فتنة الانتخابات خرجت من السيستاني واتباعه وانشاء الله ستعود وبالا عليهم قريبا ..

ومادام هذا الاختلاف حتمي ولابد منه وها هي بوادره بانت على السطح ولا يمكن الحؤول دون وقوع الصراع القادم وهو ليس صراع فكري او اختلاف اراء انما قتل وقتال سيدفع طلاب الدنيا ارواحهم ثمنا لهذه الفتنة العمياء وهذا ما اخبرت به الروايات كثيرا ( اذا اختلف سيفاهم ) وما دام الامر هكذا ندعو الناس ان لاينساقوا وراء طلاب الدنيا في أمر لا ناقة لهم فيه ولا جمل وان لا يدخلوا في هذه الفتنة التي ستحرق الاخضر واليابس والايام القادمة كفيلة ببيان تلك الحقائق ولا تغركم الدنيا اذا اقبلت هذه الايام بما يوهمونكم به من دولة وامان ورواتب ضخمة ورفاه مما جعلوه سببا لنيل مرادهم وتحقيق مآربهم الدنيوية الفانية وحسب ؛ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ) ( الأنعام 42-44 ).

سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى