أخبار العالم

دمشق: إيه بي سي شوَّهت مقابلة الأسد “لتتماهى مع موقف الخارجية الأمريكية”

دمشق: إيه بي سي شوَّهت مقابلة الأسد "لتتماهى مع موقف الخارجية الأمريكية"
اتَّهم مقدسي إيه بي سي بتشويه محتوى مقابلة الأسد "بشكل يتماشى مع موقف الخارجية الأمريكية"

اتَّهمت سورية الجمعة محطة إيه بي سي التلفزيونية الأمريكية بممارسة “التشويه المتعمَّد” لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي كان قد أدلى بها للمحطة وجرى بثُّها بشكل مجتزأ يوم الأربعاء الماضي.

ففي مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة، قال الدكتور جهاد مقدسي، المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، إن تشويه تصريحات الأسد جاء “من خلال عمليات مونتاج اقتطعت خلالها أجزاء من المقابلة بما يشكِّل حالة من التماهي بين ما بثته القناة وبين تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، قبل بث المقابلة.”

توضيح

وكان مقدسي قد سارع لتوضيح ما ذهب إليه الأسد في المقابلة التي أجرتها معه المذيعة باربرا وولترز، وأُذيعت بشكل مجتزأ يوم الأربعاء الماضي.

واستهجن مقدسي تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول المقابلة حتى قبل بثِّها، متَّهما إياه بـ “تشويه” تصريحات الأسد.

وأشار مقدسي إلى أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “لجأ لضرب المقابلة حتى قبل بثِّها عبر القول إن الرئيس الأسد لا يتحمَّل مسؤولية ما يحدث لضرب موضوع له علاقة بكرامة السوريين وهو، الجيش العربي السوري.”

وفي مؤتمره الصحفي يوم الجمعة قال مقدسي: “لقد قامت قناة إيه بي سي بتشويه مضمون المقابلة التي أجرتها مع الرئيس الأسد من خلال عمليات مونتاج”.

“طريقة مثلى”

وأردف قائلا: “اعتقدنا أن القناة ستبث المقابلة بالطريقة المثلى التى تعكس ما قاله الرئيس الأسد. ولكن ما جرى من تشويه لم يكن مفاجئا”.

وتابع بقوله: “من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج، ولكن بما لا يؤدي إلى تشويه المضمون، وخاصَّة مع رئيس دولة، وفي بلد مثل سورية”.

“من حق كل قناة أن تقوم بمونتاج، ولكن بما لا يؤدي إلى تشويه المضمون، وخاصَّة مع رئيس دولة، وفي بلد مثل سورية”

جهاد مقدسي، المتحدِّث باسم وزارة الخارجية السورية

وخلال المؤتمر الصحفي، عرض مقدسي على الصحفيين مقتطفات من الحديث الذي أجراه الأسد كما بثَّتها المحطَّة الأمريكية، ومن ثمَّ أجرى مقارنة مفصَّلة بينها وبين الأجزاء الأصلية كما جرى تسجيلها مع الأسد، ومن ثمَّ عقَّب على كل جزء، مشيرا إلى تأثير عمليات المونتاج الكبيرة على مضمون وفحوى المقابلة.

وقال مقدسي: “لقد جرى تشويه مضمون المقابلة باللعب على ثلاثة محاور أساسية: الجيش، ومحور الانقطاع عن الواقع واللاعقلانية، والأمم المتحدة”.

“اجتزاء وتشويه”

وقال مقدسي: “”من حق المحطة أن تجري مونتاجاً للمقابلة من أجل اختصارها، لكن ليس من حقها التشويه”.

وذكَّر مقدسي بكلام الأسد في مطلع أبريل/ نيسان 2011 عندما أعلن بشكل قاطع التزامه بعدم موافقته على هدر أي قطرة دم سورية، وبتأكيد مستشارته، بثينة شعبان، بوصفها “شاهدة” على ما قاله الأسد بهذا الصدد.

وبدا واضحا أن المؤتمر جاء محاولة للرد على موجة الاستهجان الكبيرة على نأي الأسد بنفسه عن عمليات القتل التي ارتُكبت ولا تزال تُرتكب في بلاده.

وقال مقدسي: “إن حذف مقاطع بكاملها من المقابلة لا يعكس صورة إعلامية سليمة”.

“رئيس البلاد”

“إنها ليست قواتي، بل هي قوات عسكرية تنتمي إلى الحكومة، وأنا لا أملكها، فأنا رئيس هذه البلاد”

الرئيس السوري بشار الأسد

ولئن أقرَّ الأسد بأن عناصر من القوات المسلحة قد تكون مضت بعيدا في قمع المتظاهرين، فإنه نأى بنفسه عن المسؤولية عن مقتل محتجّين، عندما سُئل إن كانت قوَّته هي التي قتلت المدنيين السوررين، إذ ردَّ قائلا: “إنها ليست قواتي، بل هي قوات عسكرية تنتمي إلى الحكومة، وأنا لا أملكها، فأنا رئيس هذه البلاد”.

وأضاف: “هناك ثمَّة فارق بين القمع السياسي الممنهج، وبين بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المسؤولين”، مدلَّلا على مثل ذلك القمع الممنهج بما قامت به الولايات المتحدة للمعتقلين في غوانتنامو وأماكن أخرى من العالم.

ورفض الأسد محصلة الأمم المتحدة للقتلى في بلاده، والتي قدَّرتها المنظمة الدولية بأكثر من 4000 قتيل، إذ اكتفى بالقول إن 1100 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا.

وأبرزت المحطة تشكيك الأسد بمصداقية الأمم المتحدة. لكن بث تفاصيل اللقاء أظهر أن الرئيس السوري ردَّ مثل ذلك التشكيك إلى فشل المنظمة الدولية بتطبيق معظم القرارات التي كانت قد أصدرتها بشأن الأوضاع في المنطقة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى