في أكثر من مناسبة – وكان آخرها اللقاء الذي أجرته قناة الديار مع الشيخ رحيم الشكري – يثبت اليمانيون حقيقة طالما صدعوا بها، وأكدوا عليها وهي أنهم أكثر الناس إيماناً بمنطق الحوار وإقامة الدليل، بل يرون عن حق أن الحوار والدليل هما الوسط الوحيد الذي يمكن للدعوات الإلهية والأفكار أن تتنفس من خلاله، وأن تحيا وتبلغ أهدافها، لأن موطنها في بداية المطاف ونهايته لن يكون سوى القلوب والعقول.
وبعد كل هذا الذي قدمته وتقدمه الدعوة اليمانية، لابد أن يكون واضحاً للجميع أن منطق التشكيك والاعتقالات ومصادرة الكتب والصحف المرخصة رسمياً كل هذا لم يعد له ما يبرره البتة، بل إن من الواضح جداً أن مثل هذا السلوك تعبير صارخ عن عجز وإفلاس علمي وأخلاقي على حد سواء.
بل إننا نعتقد جازمين أن أياد تنتمي لهذه الجهة ولتلك، وهي أياد معروفة وليست خفية، هي من تقف وراء السلوك المشين الذي يُواجه به اليمانيون. فالأعداء يهمهم جداً نسف الجسور الواصلة بين الناس والدعوة اليمانية، ويهمهم جداً أن لا يتعرف الناس على حقيقة الدعوة اليمانية، ليتسنى لهم تمرير أكاذيبهم الشنيعة بحق الدعوة اليمانية، والصاق شتى التهم بها، ولكن يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.
فالجسور التي يحاولون قطعها، ستبقيها يقظة اليمانيين ممتدة مثل يد مباركة تستهدف انتشال الغرقى والتائهين، وفي كل مرة يحاول الأعداء اغلاق باب فتحناه سنفتح أبواباً غيره، وكيف لا ونحن لا يعنينا شيء بقدر ما يعنينا إيصال الكلمة المخلصة لأهلنا وذوينا.