الاتجاه الذي يسير فيه ما يقلقه أو يثير له حساسية وإن نازعته ، ويعود ذلك إلى أن جديد
الأفكار والتصورات وإن كانت لها بدايات تبدأ منها إلا إن غاياتها غالبا ما تكون محض
تصورات في مخيلة السائرين،
وليس لها في الواقع الخارجي ما يعضدها أو يدلل على صلاحها
، فضلا على ضبابيتها التي تجعل للفكر مساحة واسعة في التشريق والتغريب من دون أن يجد
له ما يحكمه ، ومن دون أن يكون لتلك الفكرة حتمية تجعلها ثابتة على الرغم من تغير
الزمان والمكان والشخصيات ، بل أن الفكر البشري المادي يعشق السباحة في بحر المتشابهات
، وينفر من التسليم للمحكمات قال تعالى{هوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
مِنْه آيَاتٌ مّحْكَمَاتٌ هنَّ أمّ الْكِتَابِ وَأخَر متَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا
الَّذِينَ في قلوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعونَ مَا تَشَابَهَ مِنْه ابْتِغَاء
الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَم تَأْوِيلَه إِلاَّ اللّه
وَالرَّاسِخونَ فِي الْعِلْمِ يَقولونَ آمَنَّا بِهِ كلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا
يَذَّكَّر إِلاَّ أوْلواْ الألْبَابِ}(آل عمران/7) فتراه مع متشابه الأفكار يهرول
مسرعا ، أما عند قضية الإمام المهدي(ص) فهو يقف حيالها موقف العداء الصريح ، وفي أحسن
الأحوال يكون عدواً مراوغا ، ذاك أن تلك القضية تفضح عجز الفكر البشري ، ومحدوديته ،
وكذلك تفضح كبره واستنكافه وخيلاءه وهو يستشعر أنه بلغ من القدرة أن طوّع المادة وصنع
منها الأعاجيب ، وكل ما يدهش ، فضلا على ما وصل إليه من قدرة على توليد الأفكار ،
وربطها على وفق قوانين وضعها أطلق عليها اصطلاح الـ(منطق) ، وذهب بعيداً في الغوص بتلك
القوانين حتى نوع ذلك المنطق ونقله من الساحة التي كان فيها المنطق كلاسيكيا إلى أن
يكون رياضيا ، ومن ثم رمزياً ، واستشعر ذلك الفكر من خلال مساحته التاريخية الطويلة
وفضاؤه المكاني الواسع أنه غدا محيطاً بكل شيء حتى أنه بلغ من القدرة على كتابة
التشريعات ، ووضع الآليات لتنصيب الحاكمين ، فضلا على قدرته في رسم قواعد يصطلح عليها
(أخلاقية) للتعامل بين الناس أفراداً وأمماً ، واستطاع أن يبني منظومة للتعامل السياسي
والاقتصادي والاجتماعي والنفسي ، بين الشعوب والأمم أوهمته بالاستغناء عما يقدمه الدين
للحياة .
ولقد نجح الفكر البشري المادي في استقطاب الناس أفرادا وشعوبا ، بل وشكل ضاغطا وبقوة
على الدين فكراً وعقيدة وراح يتناول رموزه بالنقد والنقض إلى حد الإزراء بكل مخرج من
مخرجات الدين بوصفه داعية إلى العودة بالبشرية إلى عصور ما قبل الصناعة ، وساعده على
ذلك انعطاف البشرية نحوه ، واستعمالها للجهل آلة لمحاربة الدين ومنطقه ، واعتبار منطق
الفكر المادي هو المنطق الأقدر على قيادة الحياة ، ولذلك فهي تسلم لوعوده وأمانيه ،
وما يخيب منها تصدق معاذيره فيه ، من دون أن تفكر لحظة في استيقافه ومساءلته على أقل
تقدير ، وقنعت من الدين ببعض القيم الأخلاقية التي لا تتقاطع مع منظومة الفكر البشري
المادي ، وعملت على تأدية مظاهره العبادية ، كما يؤدي أولئك الذين يدينون بالأديان
الوضعية ، واصطلحوا عليها بمصطلح (حرية الاعتقاد) ومن غريب المنطق أن يستعمل هذا الفكر
مقولات الدين الإلهي سلاحاً في محاربته من خلال تحريف تلك الأقوال عن مواضعها ، كمثل
تمسك الفكر البشري المادي بقوله تعالى{لا إكراه في الدين …} وتشريع قاعدة للحرية
العقائدية ، مع أن النص القرآني لا يدل على ذلك لا من بعيد ولا من قريب ، بدليل ما قبل
تلك العبارة القرآنية وما بعدها حيث تشير إلى أن الله سبحانه اختبارا للناس لم يكرهم
على الدين إكراها ، بل جعل لهم هامشا من حرية الاختيار وعلى هذا الاختيار تترتب
النتيجة ، فمن يختار الدين الإلهي تكون نتيجته النجاح وجائزته الجنة ، ومن يعرض عن
الدين الإلهي تكون نتيجته الفشل وجائزته النار ، فهل هناك من عاقل إذا ما خيِّرَ بين
النار والجنة ، يختار النار على الجنة ويعده حرية اعتقاد؟؟؟!!!
على الرغم من قطع الفكر البشري المادي لهذه المساحة التاريخية التي حاول من خلالها طمس
الدين الإلهي في النفوس ، ومحو أثره على الواقع الحياتي وربما نجح مع أنفس السواد
الأعظم من الناس من خلال استعمال سياسة التجهيل الديني ، ومحاصرة كل من يحاول أن يجعل
للدين منبرا تعليميا ، مما دفع المؤسسات الدينية إلى التقوقع والانسحاب غير المبرر إلى
الداخل ، وغلق تلك المؤسسات على عدد من العوائل التي رأت في القيادة الدينية وكأنها
إرث يتوارثه الأبناء عن الآباء ، ولذلك تلحظ على عوائل علماء الدين أن كل عالم دين
يهيء نفرا من عائلته بالضرورة ليكون خليفة له ، وكذلك سمحت تلك المؤسسات لعدد من
البسطاء كي يتعلموا في تلك المؤسسات ، وأغلقت تلك المؤسسات بوجه الناس الذين فتحت لهم
مؤسسات الفكر البشري المادي ذراعيها وهيأت لهم كل الظروف التي تجعل من المدارس
والكليات والجامعات مكانات استقطاب ، على حساب المساجد التي خلت من روادها من الطلبة ،
فضلا على أن الفكر البشري المادي جعل من المساجد ميادين اتهام للناس ، وذريعة لاتهامهم
بمختلف التهم الكافية لزجهم خلف القضبان دون أن يكون هناك أدنى ذنب يستحقون عليه ما
حصل لهم ، فشكل هذا العمل المزدوج القائم على الترغيب والترهيب إلى جعل المساجد مكانا
للصلاة حسب ، وأداء جملة من العبادات ، فضلا على إعداد جوقة من خطباء المنابر كي تركز
على التثقيف السلبي الداعي إلى جعل الدين مسألة فردية لا تتعدى علاقة المرء بربه
سبحانه حسب ، من دون أن يكون له أدنى أثر على الواقع ، فنشأت أجيال على هذا اللون من
التدين السقيم ، وبالمقابل هرع الناس إلى المؤسسات التعليمية الدنيوية لأنها توفر
لأبنائهم الوظائف ، وتبعدهم عن الاهتمام بما يتجاوز حدود بطونهم وفروجهم ، فخلقت
أجيالا لا همَّ لها سوى التحصيل المادي ، وهذا الاهتمام عمل على تقويض البنية
الأخلاقية للمجتمعات التي تعب الأنبياء والرسل والأوصياء(ص) بغرسها في أنفس الناس عبر
مسيرة تاريخية طويلة من الجهاد الحق لنشر كلمة الله سبحانه .
على الرغم من أن سير الفكر البشري المادي الذي أثمر للحياة حضارة مادية غيرت المنظومة
الأخلاقية للناس ، ولم تبق من المنظومة الأخلاقية الإلهية غير رشحات من خلق الأنبياء
والمرسلين(ع) ، حيث أن الحضارة المادية ترى في الحضارة الأخلاقية عدوها الأوحد ، إلا
أن هذا السير لم يستطع التفلت من قبضة الغيب التي ما فتئ يعالجها ، بل ويقاتلها على كل
الصعد التي يستطيع من خلالها مقارعة الغيب وحضارته التي بها كان البدء ، ولابد الختام
كائن بها ، وهذا قانون حاكم (الغايات هو العودة إلى البدايات) ، وما هذا المهل الذي
يستغله الفكر البشري المادي إلا مساحة اختبار وامتحان للبشرية ، ولا يعني هذا المهل
بأي صورة من صوره عجزاً ، وهذا ما أثبتته عدد من نصوص الكتاب المجيد ، قال
تعالى{أَوَلَمْ يَسِيروا فِي الْأَرْضِ فَيَنظروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَة الَّذِينَ
مِن قَبْلِهِمْ وَكَانوا أَشَدَّ مِنْهمْ قوَّةً وَمَا كَانَ اللَّه لِيعْجِزَه مِن
شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّه كَانَ عَلِيماً
قَدِيراً}(فاطر/44) ، وهذا الاختبار ستستبين نتيجته في الحياة الدنيا عند قيام دولة
العدل الإلهي التي تعد مقدمة للنتيجة النهائية للمسيرة البشرية باتجاه المعرفة التي هي
غاية الخلق ، والمعرفة المقصودة ليس تلك التي روج لها الفكر البشري المادي ، وإنما هي
معرفة المخلوق بالخالق حتى يكون صورته الممثلة للأخلاق الإلهية ، كما ورد في الحديث
القدسي الشريف ـ ما معناه ـ [عبدي أطعني تكن مثلي …] ، فالمعرفة الحق تريد من الناس
أن يعرفوا كيفية العمل على وفق ما يصدر لهم من أوامر ممن جعلهم الله سبحانه ترجمانا
لنصوصه على أرض الواقع ، وهذا ما لا يرضاه الفكر البشري ، حيث أنه يستنكف أن ينحصر
عمله في كيفية العمل ، بل هو يريد أن يكون مشرعا ، وعاملا ، أما أن يكون منفذا لشرع
نازل من السماء ، ونازلا على أمر الناطق بشريعة السماء فهذا ما يدفعه للتمرد ، وهنا
ساحة الابتلاء ، فالسماء تريد من الناس أن يقولوا : سمعنا وأطعنا ، والفكر البشري
المادي يدعو الناس للقول : سمعنا وعصينا ، قال تعالى{مِّنَ الَّذِينَ هَادواْ
يحَرِّفونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقولونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ
غَيْرَ مسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ
أَنَّهمْ قَالواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهمْ
وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهم اللّه بِكفْرِهِمْ فَلاَ يؤْمِنونَ إِلاَّ
قَلِيلاً}(النساء/46) ، والغريب أن نرى أن البشرية بسوادها الأعظم تميل إلى قول
سمعنا وعصينا ، ولا يقول سمعنا وأطعنا غير القلة التي تواجهها الكثرة بالاتهام
والاستهزاء ، والسخرية ، وتراهم الأكثرية بعين الاستصغار وتصفهم بـ(الأراذل) ، قال
تعالى{فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً
مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ همْ أَرَاذِلنَا بَادِيَ
الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظنّكمْ كَاذِبِينَ}(هود/27)
، ومن يتأمل النص الكريم يستبين له أن الفكر البشري المادي يتوهم أن من يأتيه مبعوثاً
من السماء لابد أن يكون من سنخ أهلها لا من سنخ أهل الأرض ، وهنا يدحض الله سبحانه
توهمهم هذا بقوله تعالى{قل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشونَ
مطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكاً رَّسولاً}(الإسراء/95)
، وقال تعالى{وَلَوْ جَعَلْنَاه مَلَكاً لَّجَعَلْنَاه رَجلاً وَلَلَبَسْنَا
عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسونَ}(الأنعام/9) ، وكذلك يتوهم أن يكون أتباعه من أكابر الناس ،
متغافلا عن أن أولئك الذين يشعرون أنهم من الخواص والأكابر شغلتهم أنفسهم عن معرفة
الحق واتباعه ، ولذلك ما وقف القرآن على ملأ ما إلا ذمه وكشف عداءه لأولياء الله
سبحانه ومبعوثي السماء ، ولا يكتفون بالعداء بل يؤلبون الدهماء التي تعودت اتباعهم
والسماع لهم على أولياء الله سبحانه كي يؤذوهم ، وإذا لزم الأمر يقتلونهم بدم بارد ،
قال تعالى{قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرواْ مِن قَوْمِهِ لَنخْرِجَنَّكَ يَا
شعَيْب وَالَّذِينَ آمَنواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعودنَّ فِي مِلَّتِنَا
قَالَ أَوَلَوْ كنَّا كَارِهِينَ}(الأعراف/88) ، ولذلك فالحق سبحانه يطمئن أولياءه
بقوله{لَن يَضرّوك?مْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يقَاتِلوكمْ يوَلّوكم الأَدبَارَ ثمَّ لاَ
ينصَرونَ}(آل عمران/111) .
إن قضية الإمام المهدي(ص) التي يجهد الفكر البشري شيطنة أوليائه كي يعملوا على طمسها
في أنفس الناس ، واستغلال تلك المساحة الزمنية التي هي مساحة اختبار وابتلاء للناس
جميعا ، كي يؤسسوا لمشروع حاكمية الناس ، ولقد تقلبت تلك الحاكمية نتيجة فسادها في صور
متعددة ، فكلما يستبين فشل صورة من صور تلك الحاكمية ظهرت للناس بصورة أخرى موهمة
إياهم أنها تمتلك حلول نجاتهم وخلاصهم ، وما أن تدق أوتادها بأرض الناس حتى يستبين لهم
أنهم مصداق للمثل القائل (كالمستجير من الرمضاء بالنار)!!! وتعود رحى الأسى والألم
تدور مرة أخرى بما يناسب صورة الحاكمية الجديدة ، ولعل الديمقراطية هي آخر منتجات
الفكر البشري المادي ، وهي أفسد صورة من صور الحاكمية وأكثرها بلاء على الناس ، ذلك أن
مصائبها لا تقع على رؤوس أكابر المجرمين حسب بل يعم سوءها كل من مد إصبعاً في خبثها
البنفسجي ، ولأن هذه الصورة من صور حاكمية الناس هي أفسد الصور ، وأناسها القائمون
عليها هم أشر الناس ، كان لابد أن يكون لسفينة النجاة حضوراً ظاهرا معلناً ، وتلك
السفينة هي قضية الإمام المهدي(ص) الداعية إلى حاكمية الله سبحانه دعاءً واضحا صريحا
لا لبس فيه ، وتعيد لشرعة الله سبحانه ومنهاجه الحياة في النفوس وعلى أرض الواقع ، بعد
أن حاول أكابر المجرمين قتل تلك الشريعة من خلال كتابة دستور جعلوه بديلا لشريعة الله
سبحانه ، وتصفية منهج الله سبحانه من خلال ابتداع آلية للحكم هي غير الآلية التي جعلها
الله سبحانه ، قال تعالى{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ
مجَرِمِيهَا لِيَمْكرواْ فِيهَا وَمَا يَمْكرونَ إِلاَّ بِأَنفسِهِمْ وَمَا
يَشْعرونَ}(الأنعام/123) وما نلحظه اليوم على الخطاب السائد في الشارع البشري هو أن
البشرية راحت تتنازل عن الكثير من خصائصها الإنسانية وقيمها التي ميزتها عن سائر
المخلوقات لمصلحة خصيصة ترحضها إلى مستوى الحيوانات ، وتلك هي البحث عمن يوفر لها
الطعام والأمن ، وكأن تلك الخصيصتين هما الأساس ، وراح الناس يتناسون (أن ليس بالخبز
وحده يحيى الإنسان) ، والتناسي هذا ناتج عن تنازل البشرية عن إنسانيتها لصالح
حيوانيتها ، فلم يبق لها من الإنسانية سوى الصورة أما القلب فهو قلب حيوان ، لا هم له
سوى إشباع غرائزه!!! ووصول البشرية إلى هذا الدرك تقوم قضية الله سبحانه التي حتمها
وحكمها كي تغلب آخر ما يمكن للشيطنة البشرية صنعه وهو الديمقراطية .
وهذا بيان للناس قادم من الإمام المهدي(ص) ليبين لهم أسباب انحرافهم وسبيل العلاج ،
قال السيد أحمد الحسن يماني آل محمد(ص) [والمهم أن على عامة الناس أن يجتنبوا اتباع
العلماء غير العاملين لأنهم يقرون حاكمية الناس والانتخابات والديمقراطية التي جاءت
بها أمريكا (الدجال الأكبر) وعلى الناس إقرار حاكمية الله وأتباع الإمام المهدي(ع) ،
وإلا فماذا سيقول الناس لأنبيائهم وأئمتهم؟ وهل يخفى على أحد أن جميع الأديان الإلهية
تقر حاكمية الله وترفض حاكمية الناس؟ فلا حجة لأحد في اتباع هؤلاء العلماء بعد أن
خالفوا القرآن والرسول وأهل البيت(ع) وحرفوا شريعة الله سبحانه وتعالى وهؤلاء هم فقهاء
آخر الزمان الذين يحاربون الإمام المهدي(ع) ، فهل بقي لأحد ممن يتبعهم حجة ؟!!!
بعد أن اتبعوا إبليس(لعنه الله) وقالوا بحاكمية الناس مع أن جميع الأديان الإلهية تقر
حاكمية الله سبحانه , فاليهود ينتظرون إيليا(ع) ، والمسيح ينتظرون عيسى(ع) ، والمسلمون
ينتظرون المهدي(ع) , فهل سيقول اليهود لـ(إيليا) إرجع فلدينا انتخابات وديمقراطية وهي
أفضل من التعيين الإلهي؟! وهل سيقول المسيح لعيسى(ع) ? أنت يا راكب الحمار يا من تلبس
الصوف وتأكل القليل وتزهد في الدنيا إرجع فلدينا رؤساء منتخبين يتمتعون بالدنيا طولا
وعرضاً بـحلالها وحرامها وهم يوافقون أهوائنا وشهواتنا ؟! هل سيقول المسلمون وبالخصوص
الشيعة للإمام المهدي(ع) ? إرجع يا ابن فاطمة فقد وجد فقهاؤنا الحل الأمثل وهو
الديمقراطية والانتخابات؟! وهل سيقول مقلدة الفقهاء فقهاء آخر الزمان للإمام المهدي(ع)
لقد تبين لفقهائنا أن الحق مع الشورى والسقيفة والانتخابات ؟! وهل سيقولون أخيراً إن
أهل السقيفة على حق وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) متشدد ؟! أم ماذا سيقولون
وكيف سيحلون هذا التناقض الذي أوقعوا أنفسهم فيه ؟! .](من كتاب حاكمية الله لا حاكمية
الناس).