كما جرت العادة في كل عام وفي كل شهر وفي كل لحظة ( فالزمن العربي لحظة موت وذل ممتدة ) ، حين يسيل الدم المسلم ، وتصطبغ الأرض باللون الأحمر القاني ، تطل علينا الوجوه السمجة لتغسل عارها الأبدي بكلمات الرثاء والتعزية الرخيصة ، أو لتغطي بكلمات الشجب والإدانة على العمل الجبان الذي باركته مسبقاً وكانت شريكاً كاملاً فيه .
نكتة لوداع عام حزين : السيستاني يطالب العرب والمسلمين بإيقاف مجازر غزة !
أبو محمد الأنصاري
كما جرت العادة في كل عام وفي كل شهر وفي كل لحظة ( فالزمن العربي لحظة موت وذل ممتدة ) ، حين يسيل الدم المسلم ، وتصطبغ الأرض باللون الأحمر القاني ، تطل علينا الوجوه السمجة لتغسل عارها الأبدي بكلمات الرثاء والتعزية الرخيصة ، أو لتغطي بكلمات الشجب والإدانة على العمل الجبان الذي باركته مسبقاً وكانت شريكاً كاملاً فيه .
تجارة لم تعد رابحة ، ولكنها ضرورية على أية حال ، فالدم المراق يطالب بثأره ، والشعوب المنكوبة الثكلى لن تكتفي بالنظر الى أشلاء الأبناء والآباء المتناثرة كأضاحي العيد ، بل ستمد أصابع الإتهام ، ومن أولى من الكبراء السفهاء جهةً تمتد لها الأصابع ؟
حقيقة يعرفها هؤلاء الجاثمون على صدور الشعوب ، وقد جهزوا لها سلفاً الكلمات التي حفظتها الشعوب عن ظهر قلب : نشجب وندين ونستنكر .. وقوى الأمن جاهزة لردع من يطلب المزيد ! ليست النكتة السمجة في هذه القصة المكرورة ، التي لم يعد أحد يأبه لها ( ما لجرح بميت إيلام ) ، النكتة تكمن في الفصل الجديد الذي أضافه لها السيستاني وأعاد للنكتة من خلاله روح السماجة الذي فقدته ، فالسيستاني يستعيد المحاكاة الببغاوية ويطالب الأمة بتحمل مسؤوليتها تجاه مجازر غزة !
ولكن إذا لم يكن الكلام عادة مألوفة أو محببة لدى السيستاني فما الذي حمله على تجشم عناء تحريك الشفاه بالكلام الرخيص ؟
فكلنا نعرف أن العراق قد مر بكوارث ومجازر إن لم تكن أفظع مما يتعرض له سكان غزة فهي لا تقل عنها ، ولكننا مع ذلك لم نسمع وكلاء السيستاني يترجمون حركة من أي نوع لشفتاه ، وكلنا سمعنا ما تعرضت له مدينة الصدر والبصرة وغيرها من مدن العراق من قصف همجي وقتل فظيع باشرته القوات الأمريكية والعراقية على حد سواء ولكننا لم نسمع حرفاً واحداً ينطق به ( أقصد يُنقل عن ) لسان السيستاني يتضمن إدانة أو رثاء لما حل بالأبرياء ، على الرغم من شهادة الكثيرين بأن السيستاني يملك لساناً ، وإن كان ثقيلاً . وهل ننسى ملحمة الفرار الكبير حين ترك السيستاني أبناء العراق يُقتّلون ويُذبّحون بالقنابل الإنشطارية التي تلقيها عليهم الطائرات الأمريكية في النجف الأشرف ، ثم بعد أن بلغ الحال حداً من الخطورة لا يمكن للسيستاني ولا للأمريكان أن يتحملوا نتائجه الكارثية عاد كضبع الفلاة لينقذ الأمريكان من مأزقهم ؟
كل هذه المآسي التي مرت بالعراق لم تكن جديرة بسقوط جوهرة واحدة من فم السيستاني ، فما معنى أن يُمطر هذا الفم جواهره المزيفة على غزة وأهلها ؟
إن ما حمل السيستاني على هذا الكرم الحاتمي الذي ارتجفت له أوصال الدويلة الإسرائيلية هو ببساطة علم السيستاني وولده المرجع الفعلي محمد رضا بأن هذه الكلمات لن تكلفهم شيئاً أبداً ، فهي كلمات رخيصة تماماً ، أو هي أصوات سرعان ما تذوب في الهواء ، بعكس الكلمات التي تقال بحق الإحتلال الأمريكي وجرائمه ، فهذه الأخيرة يُفهم منها في حال صدورها – لا سمح الله – إن المرجع الشيعي يؤيد وإن من طرف خفي أو غير صريح ما تفعله المقاومة ، وهذا ما لا يمكن للسيستاني أن يتحمله ، فكيف إذا كان المستفيد عدوه وابن عدوه اللدود . كما إن أي إدانة تصدر من السيستاني لإجرام الآلة العسكرية الأمريكية ستمثل – قصد قائلها أم يقصد ، أراد أم لم يُرد – إدانة لفعل الإحتلال نفسه ولكل ما ترتب عليه من عملية سياسية ، والأنكى والأمر من كل هذا إدانة لمؤامرة تعطيل الجهاد الدفاعي التي أتاحت للمحتل تحقيق كل مآربه في العراق ، وهذه المؤامرة بطلها كما هو معروف السيستاني نفسه . إذن السيستاني التزم الصمت فيما يتعلق بجرائم الأمريكان في العراق لأنها في الحقيقة جرائمه هو شخصياً ، أما حديثه عن غزة فهو يعلم أنها ليست سوى بولة في شط كما يقال .
Aaa-aaa9686_(at)_yahoo.com