زاوية العقائد الدينية

تحقق اهم العلامات للظهور المقدس سلسلة الملاحم والفتن في هذا الزمان // 2

        نحن في عصر الظهور                             حميد حسن المحمداوي

بسم الله الرحمن الرحيم

اصبح قريبا جدا انشاء الله ظهور المخلص الذي تنتظره البشرية منذ آلاف السنين ، نعم فقد تحققت اهم العلامات المهمة التي تسبق ظهور الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع) وهو الامام الثاني عشر من أئمة المسلمين

كان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين وأمه يقال لها : نرجس ، وكان عمره عند وفات أبيه (ع) خمس سنين آتاه الله فيه الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا وجعله إماما كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا وقد غاب الامام المهدي (ع) عن الناس طوال تلك السنين وكان من اهم اسباب تلك الغيبة الطويلة إعراض الأمة عنه (ع) وهذا ما بينه عندما سئل عن الغيبة فكان من جملة جوابه انه قال:ــ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (المائدة: من الآية101) ..

والكلام بحق مظلومية الامام المهدي (ع) وحقه السليب كثير وكثير ولكن شاء الله هذه الايام ان تظهر الى الدنيا بوادر الفرج بظهوره القريب انشاء الله كما وعدوا بذلك اهل البيت (ع) ولذلك الفرج علامات منها ؛ دخول الاعور الدجال (امريكا) الى بلاد المسلمين الذي استباح الدين طولا وعرضا وبدل القرآن بالدستور الوضعي وبدل الاحكام بالحريات والديمقراطيات الشخصية وبدل حاكمية الله بالانتخابات وبالشورى واعان الدجال الاكبر فقهاء الضلالة الخونة غير العاملين وهم ( الارجاس الانجاس ) كما سماهم رسول الله (ص) فانتشر الفجور والزنا والقتل والربا والفواحش ما ظهر منها وما بطن فظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس .. والروايات التي تصف الاحداث الجارية هذه الايام مطابقة لواقعنا تماما و سنتعرض انشاء الله لها بشكل تفصيلي على ان نواكب الاحداث الجارية وما يشير لها في الروايات ولكن قبل الخوض في تفاصيل الاحداث والعلامات المتحققة وغير المتحققة ينبغي ان نعرف ان هناك نوعين من العلامات ؛ علامات حتمية (محتومة ) وعلامات غير حتمية ؛ اما غير الحتمية فهي كل العلامات التي لا تدخل ضمن العلامات الحتمية الخمسة ( على اختلاف تسمياتها ) : وهي السفياني ، اليماني ، والصيحة ، والخسف بالبيداء ، وقتل النفس الزكية .

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (( للقائم خمس علامات: ظهور السفياني ، واليماني ، والصيحة من السماء ، وقتل النفس الزكية ، والخسف بالبيداء )) الغيبة للنعماني ص261 .

عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ((النداء من المحتوم ، والسفياني من المحتوم ، واليماني من المحتوم ، وقتل النفس الزكية من المحتوم ، وكف يطلع من السماء من المحتوم ، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم ، وتفزع اليقظان ، وتخرج الفتاة من خدرها )) الغيبة للنعماني ص262 .

اذن لكي يظهر الامام المهدي (ع) فلابد من تحقق تلك العلامات الخمسة الحتمية :

اولا : ــ اليماني : صاحب دعوة الحق وهو يطالب بالحكم للامام ( حاكمية الله والتنصيب الالهي ) .

ثانيا : ــ السفياني : وهو صاحب الدعوة المناهضة لليماني وهو يطلب الحكم بأسم الدين لنفسه ( بالشورى والانتخابات )

ثالثا :ــ النفس الزكية : وهو الذي يقتل عندما تبدا دعوة الامام المهدي (ع) (دعوة اليماني ) بالظهور والانتشار بين الناس فيكون رسولا بين القائم (ع) وعلماء آخر الزمان فيفتون بقتله .

رابعا : ــ اما الصيحة ( صيحة جبرائيل ع ) فهي صوت في عالم ( الملائكة ) الملكوت يتحسسه الناس عن طريق ذلك العالم بـ ( الرؤيا والكشف ) بان الحق في فلان .

خامسا : ــ اما الخسف فانه سيكون في مراحل متاخرة من المعارك التي تنشب بين السفياني واليماني .

وعليه يكون الواجب التعرف على اهم شخصية في ايام التمهيد للظهور المقدس :

عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) (…… وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة – محمد بن ابراهيم النعماني ص 264.

فشخصية اليماني محورية تتمحور حولها كل الشخصيات والاحداث فالسفياني يكتسب صفة سفيانيته من مناصبته العداء و مناهضة للحق الذي ياتي به اليماني وكذلك بالنسبة للصيحة فهي انما تاتي تاييدا للحق الذي يصدع به اليماني في كتاب الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني ص 27: ( قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني )

وتقتل النفس الزكية في مراحل التبليغ الاولى في تلك الثورة المهدوية الكبيرة التي يكون قائدها اليماني وهكذا الحال بقية العلامات ..

والروايات التي تتطرق لهذه الشخصية العظيمة ايام التمهيد الاولى كثيرة جدا وهذه بعضها : ــ

قال رسول الله (ص) ( يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلوهم قتالا لا يقاتله قوم ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي ) بشارة الإسلام ص30 .

قال رسول الله (ص) : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق …. فإذا رأيتم أميرهم فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي) غاية المرام ج – السيد هاشم البحراني ص 108.

عن الهيم بن عبد الرحمان حدثني من سمع عليا (ع) يقول (…ويخرج قبله ( يقصد الامام المهدي ) رجل من أهل بيته بأهل الشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر … ) الملاحم والفتن – السيد بن طاووس ص 66 .

(… فيخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي فيهزم السفياني إلى الشام …) شرح إحقاق الحق ج 29 ص 620 .

(عن أبي الحسن (ع) قال : (كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات ، حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب الوصيات) الإرشاد – الشيخ المفيد ج2 ص 376.

( إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة المهدي) . الملاحم والفتن – السيد بن طاووس الحسني ص 52 .

عن أبي جعفر (ع) في حديث قال : حتى إذا بلغ إلى الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه ، وهو من أشد الناس ببدنه ، وأشجعهم بقلبه ما خلا صاحب هذا الأمر ، فيقول : يا هذا ما تصنع ؟ فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، أفبعهد من رسول الله (ص) أم بماذا ؟ فيقول المولى الذي ولي البيعة : والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول له القائم : اسكت يا فلان ، إي والله إن معي عهدا من رسول الله ، هات لي يا فلان العيبة – أو الزنجليفة – فيأتيه بها فيقرؤه العهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيقول : جعلني الله فداك ، أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه ، فيقبل بين عينيه ، ثم يقول : جعلني الله فداك ، جدد لنا بيعة ، فيجدد لهم بيعة . كتاب المهدي المنتظر (ع) ج 2 – الحاج حسين الشاكري ص 436.

وقد ذكر باسمه ( احمد ) في كثير من الروايات :ـ

عن أبي عبد الله (ع)عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ((في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الأثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ))

عن رسول (ص) انه ذكر المهدي فقال : إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد و عبد الله والمهدي ، فهذه أسماؤه ثلاثتها) غيبة الطوسي : ص454 / 470

وعن الباقر (ع) بالطريق المذكور يرفعه إلى جابر – قال : (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم:(أحمد أحمد) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولوحبوا على الثلج ). منتخب الأنوار المضيئة ص 343.

عن حذيفة بن اليمان قال رسول الله (ص) : ((… نادى منادي من السماء ألا أيها الناس إن الله قد قطع مدة الجبارين والمنافقين واتباعهم ووليكم الجابر خير أمة محمد (ص) الحقوا بمكة فانه المهدي واسمه (احمد بن عبد الله) ….)) الملاحم والفتن 141 لأبن طاووس

عن امير المؤمنين (ع) : (( … يكسرون رقبة اسرائيل الكذاب ويثقبون السد في الأرض المباركة لما قادهم احمد …..)) ماقاله علي في آخر الزمان ص239

ثم حددت الروايات مسكنه ايضا ( البصرة ) :

عن أمير المؤمنين (ع) فيخبر طويل : (( … فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الإبدال … )) بشارة الإسلام ص 148 .

عن الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( … ومن البصرة عبد الرحمن بن الاعطف بن سعد واحمد ومليح وحماد بن جابر …)) بشارة الإسلام ص 181 .

وهذه الشخصية المهمة فيها كلام كثير والروايات اشبعتها بالذكر والاشارات وما اوردته قليل جدا وآثرت فيه الاختصار ولكن فيما سبق كفاية لمن القى السمع وهو شهيد .

و لمعرفة تحقق اهم علامة الظهور المقدس بظهور دعوة اليماني في العراق قبل سنوات السيد احمد الحسن وانشاء الله سيكون القادم في استعراض المواجهة الشرسة لفقهاء اخر الزمان وحكومة الطاغوت والسفياني لدعوة الامام المهدي ورسوله (ع) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى