زاوية العقائد الدينية

السيستانية وقناة المستقلة وقضية الإمام المهدي (ع)

ولعل الكثير من الناس قد شاهد فضائحهم المخجلة على قناة المستقلة ، فبسبب جبنهم في الغالب عن الصدع بكلمة الحق التي تمثل القول الصحيح لمنهج أهل البيت (ع) ونتيجة إنحرافاتهم التي يُسقطها الخصوم الفكريين والعقائديين – تحكماً ومغالطة – على مذهب التشيع ، كان أقطاب السيستانية يقدمون صورة مرتبكة ومترددة لا تمثل التشيع
السيستانية وقناة المستقلة وقضية الإمام المهدي (ع)

أوضحت في مقالات سابقة مرادي من مصطلح السيستانية (sistanizm  ) ، وقلت هناك إن مضمون المصطلح يتعدى نفس شخص السيستاني ليؤشر مفهوماً يستوعب مجموع الفقهاء غير العاملين ، الذين فرطوا بتعاليم الدين جرياً وراء منافعهم الدنيوية ، واتخذوا منه مطية لتحقيق أغراضهم  الدنيئة في الزعامة والتحكم بمصائر المسلمين .
ومثل هؤلاء الفقهاء –  الذين وصفتهم الروايات الواردة عن أهل البيت (ع) بأنهم فقهاء السوء الخونة ، وبأنهم شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود – شكلوا عبئاً ثقيلاً على منهج آل محمد (ع) الحق المستقيم ، سواء كان ذلك بانحرافهم عن تعاليم أهل البيت (ع) الواضحة البينة كالشمس في رابعة النهار وتحريفهم لها ، أم كان بسبب ما يحسبونه مجاملات  فارغة في الحقيقة وفاقدة لكل معنى حصيف ، ويقع وبالها دائماً على حساب الحق الصريح .
ولعل الكثير من الناس قد شاهد فضائحهم المخجلة على قناة المستقلة ، فبسبب جبنهم في الغالب عن الصدع بكلمة الحق التي تمثل القول الصحيح لمنهج أهل البيت (ع) ونتيجة إنحرافاتهم التي يُسقطها الخصوم الفكريين والعقائديين – تحكماً ومغالطة – على مذهب التشيع ، كان أقطاب السيستانية يقدمون صورة مرتبكة ومترددة لا تمثل التشيع بقدر ما تمثل السيستانية المنحرفة ، ولا تشكل هزائمها والإحراجات التي تتعرض لها سوى هزائم للسيستانية وحدها لا صلة لها بالتشيع لا من بعيد ولا من قريب .
ولعل الإنحراف الخطير الذي تشهده الساحة العراقية على وجه الخصوص المتمثل بتنصل فقهاء آخر الزمان الخونة من أهم مبادئ الدين الإسلامي والتشيع بالنتيجة ولاسيما ما يتعلق بالموقف من حاكمية الله والتنصيب الإلهي للحاكم ، وما يتبع هذا المبدأ من موقف من الرهط الأول من الحكام الذين اغتصبوا الخلافة ، والعقائد والفروع التي ترشحت عن الخلاف حول هذا المبدأ بين المسلمين بالدرجة الأساس ، أقول هذا الإنحراف أوقع فقهاء السيستانية في مأزق لا يحسدون عليه ، فقد جعلهم أشبه ما يكونون بالغراب الذي حاول تقليد الحمامة ، فلم يعد غراباً ولا استحال حمامة ، فهم من جهة تفريطهم بمبادئ التشيع ومقولاته الحقيقية فرطوا بهويتهم وعلامتهم الفارقة ، ولم يعد ثمة مستند يرتكزون عليه أو يسوغون به تقولاتهم المنحرفة ، وهم من جهة محاولاتهم تقريب المسافة مع الخصوم والإحتفاظ بالإختلاف على أنه هامش عرضي كانوا يُصدمون دائماً بحاجز الخصم الذي ينظر لهم من خلال الهوية التي فرطوا بها ، وتكون نتيجة كل هذا موقفاً أبلهاً ، يندى له الجبين .
بل لقد كان الخصم ، وهو يلاحظ تنصلهم عن مقولات مذهب الحق ، يذهب في أوهامه بعيداً ، وتسول له شياطينه وإنحرافات من يستضيفهم ، أن بوسعه الطعن في كل ما يعتقده الشيعة ، ويركبه الغي والزهو فيتحدى الشيعة أن يثبتوا له حقيقة عقيدتهم بالإمام المهدي (ع) ، وقد تكرر منه هذا التحدي في مناسبات شتى ، آخرها الدعوة التي رفعت لواءها قناة المستقلة بإستضافة من التقى الإمام المهدي (ع) من الشيعة ، على أساس أن اللقاء بالإمام (ع) طريق يثبت وجود الإمام ويثبت عقيدة الشيعة .
وعلى الرغم من أن الطريق الطبيعية لإثبات العقائد تتمثل في البحث في الأدلة الشرعية التي تؤسس لهذه العقائد ، وعلى الرغم من أن اللقاء بالإمام المهدي (ع) ليس هو الطريق الوحيد لإثبات قضيته ، بل إن التركيز على هذا الطريق من قبل طرف علمتنا التجربة معه عدم تحريه الموضوعية في البحث ، وميله للتحكم والمصادرة واتخاذ تراث أسلافه مركزاً ينطلق منه ويقيم من خلاله كل ما عداه ، هذا التركيز حري بإثارة الشكوك الكثيرة حول نيته الحقيقية ، إذ لو قال أحد إنه قد التقى بالإمام (ع) فما الضمان على أن القوم سيصدقونه ؟ وما الدليل الذي عسى أن يقدمه لهم تصديقاً لقوله ؟ أقول على الرغم من كل هذا تقدم أنصار الإمام المهدي (ع) والسيد اليماني أحمد الحسن بطلب إستضافة لقناة المستقلة لأن فيهم من التقى الإمام (ع) ، بل أعربوا عن استعدادهم لمناقشة جميع القضايا العقائدية لإثبات أن التشيع هو المذهب الحق ، عسى أن تلتزم قناة المستقلة بالوعد الذي قطعته على نفسها {وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ }هود122 .
والحقيقة إني في الوقت الذي أحيي به الأخ أبو علي البصري أود إلفاته الى أمور منها ؛ إننا لا ننظر للأمر على أنه فرصة تأريخية كما عبر في مقاله ، نعم نحن بحمد الله مؤمنون بالله تعالى ، ونرى من هذا المنطلق أن دعوة قناة المستقلة باباً فتحه الله تعالى لا ينبغي لنا أن نوصده ، ولكن دعوتنا بحمد الله حق لا يماري فيه غير متعنت ، والطريق لإثباتها والتحقق منها هو الطريق ذاته الذي تثبت به دعوات المرسلين وحجج الله على خلقه {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29 .
ومنها إنه من غير الصحيح الكف عن فضح فقهاء السوء الخونة ، فهؤلاء كما قال عيسى (ع) :
(مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم نهر لا هي تشرب ولا هي تترك الماء يخلص الى الزرع ) [فيض القدير ج4 ص206] .
فهؤلاء الفقهاء هم الأشد عدواة للإمام المهدي (ع) وكفى بالروايات الواردة عن أهل البيت (ع) دليلاً ، فهم من يقاتله وهم من يشنع عليه وعلى دعوته وهم من يغري الجُهال ويستخفهم ويصدهم عن سبيل الله تعالى ، نعم هؤلاء الخونة قاتلهم الله وأخزاهم شرهم أخطر بكثير من شر النواصب ، إذ هم يوهمون الناس بأنهم أهل بيت الإمام والعارفون به وبحركته ، وبأنهم الوسيلة الموصلة له سلام الله عليه فيمنعون دعوة النبع الصافي ( الإمام (ع) ) من الخلوص الى الناس ، ويمتنعون هم بإنحرافهم عن الشرب {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ }الملك30 . ولكن أقول لأولئك ( الذين نقضوا دين الله ونقضوا حاكمية الله سبحانه ونقضوا التنصيب الإلهي من علماء السوء وممن تابعهم وأقول لهم اعملوا ما تشاؤن إنكم للوارث تمهدون ، شئتم أم أبيتم , وستخسرون الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين وها انتم تلمسون خسارتكم في الدنيا يوماً بعد يوم ويتأكد لكم سوء حسابكم وتقديركم حيث حسبتم كل شئ إلا الله فما أخفه في ميزانكم وتقديركم ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى