في روايات أهل البيت عليهم السلام :
الله سبحانه وتعالى قص علينا الرؤيا في كتابه الكريم وهي دليل الانبياء والان ناتي الى الرؤيا وعلاقتها بالقائم اليماني الموعود احمد الحسن وصي ورسول الامام المهدي(ع). ( عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله عز وجل ). هذه الرواية تعني أن كل راية على الإطلاق ترفع قبل القائم هي راية ضلال وصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله، لا يُستثنى من هذا الحكم غير راية القائم فقط.
وكما هو معلوم ان من علامات ظهور الامام المهدي (ع)هو اليماني والذي يظهر قبل الامام المهدي (ع)وتكون رايته اهدى الرايات كما اشار الامام الباقر(ع) في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة – محمد بن ابراهيم النعماني ص 264 ،
حسب الروايتين وجود رايتان ترفعان وهما رايته اليماني وهي راية هدى وراية القائم وايضا هي راية هدى ورواية الامام الصادق تقول كل راية ترفع قبل القائم هي راية ضلال كيف نحل هذا التعارض بين الروايتن ؟الجواب لايوجد تعارض بين قول الامام الباقر(ع) وقول الامام الصادق(ع)الحق واحد ورايته واحدة نستنتج ان القائم هونفسه اليماني وهو شخص واحد و راية اليماني هي نفسها راية القائم بدليل قول الامام الباقر(ع) راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم أي يدعو الى الامام المهدي(ع)وهو صاحب رايته. وفي الممهدون :يخرج رجل قبل المهدي من اهل بيته من المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية اشهر يقتل ويقتل ويتوجه الى بيت المقدس فلا يموت حتى يبلغه كنز العمال ج7 ص261
وقال الكوراني في المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي / الكوراني ص652: (( وهنا سؤال عن سبب كون راية اليماني أهدى راية الجواب: أن ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي ، فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه وأحاديث اليمانيين تركز على شخص اليماني وأنه: (يهدي إلى الحق ويدعو إلى صاحبكم ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو إلى النار) )).
عن أبي جعفر في خبر طويل قال : ((… إياك وشذاذ من آل محمد فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع) معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين (ع) ثم صار عند محمد بن علي (ع) ويفعل الله ما يشاء فألزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك…)) إلزام الناصب 2/96-97.
عن الصادق (ع): (خروج السفياني والخراساني واليماني في يوم واحد ليس فيهم أهدى من اليماني لأنه يدعو إلى الحق) الصراط المستقيم ج 2 النباطي العاملي ص 250 .
وهنا حصر الإمام الباقر الراية التي يجوز اتباعها في عصر الظهور بأنها حسينية ويجب أن يكون صاحبها عنده عهد رسول الله ورايته ( البيعة لله ) وسلاحه ( القرآن). ولا يظن أحد أن هذه الرواية تخص الإمام المهدي (ع)، لأن الإمام المهدي (ع)، قد أمر أهل لبيت (ع) باتباع اليماني الذي يظهر قبله، فلو حملناها على الإمام المهدي (ع) يصبح تعارضاً في كلام أهل البيت (ع) لأنهم قد أمروا باتباع اليماني الذي يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع)، فكيف يقول الإمام الباقر (ع) لا تتبع أحداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين معه عهد رسول الله …,الامام(ع)يقول لتتبع احد حتى ترى رجل من ولد الحسين معه عهد رسول الله يعني وهو من ذرية الامام الحسين(ع)أي من ذرية الامام المهدي وصاحب رايته , الثانية : – عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله (ص) يقول ـ وذكر المهدي- : (( إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه أحمد وعبد الله والمهدي فهذه أسماءه ثلاثتها )) غيبة الطوسي ص305 .و عن جابر الجعفي قال قال لي محمد بن على (ع) : ( يا جابر ان لبني العباس راية ولغيرهم رايات فإياك ثم إياك ـ ثلاثا ـ حتى ترى رجلا من ولد الحسين (ع) يبايع له بين الركن والمقام معه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ومغفر رسول الله صلى الله عليه وآله ودرع …) الأصول الستة عشر- عدة محدثين ص 79.
والرجل الحسيني في هذه الرواية لا يمكن أن يكون هو الإمام المهدي (ع (فلو كان المقصود به الإمام المهدي (ع) لحرم اتباع أي راية قبل قيام القائم الحجة ابن الحسن (ع) ،وهذا الفهم يتناقض مع الروايات التي تأمر باتباع اليماني ونصرته ، فيجب أن يكون الرجل الحسيني الذي يبايع له بين الركن والمقام في الرواية السابقة هو اليماني الموعود وصي الإمام المهدي أحمد ، وهو الذي له ثلاثة أسامي احمد وعبد الله و المهدي
فلابد أن يكون ذلك الحسيني الوصي الذي معه عهد رسول الله (ص) هو اليماني الموعود، وكذلك لابد أن يكون اسمه أحمد، لأن رسول الله (ص) نص في وصيته على أن وصي الإمام المهدي (ع) اسمه أحمد، وهو أول المؤمنين، أي أول المؤمنين بالإمام المهدي ونصرته، فلابد أن يكون موجوداً قبل قيام الإمام المهدي (ع) ليصدق أن يكون أول المؤمنين به (ع)، كما كان أمير المؤمنين (ع) أول المؤمنين برسول الله (ص) ووصيه ووارثه ويمينه ( يمانية ).
اذن اليماني والقائم شخصية واحدة ورايتهما راية واحدة ايضا لانها تدعو الى الامام المهدي(ع)واليماني هو القائم بالسيف قبل الامام المهدي وهو اول انصاره واول المؤمنين وحامل رايته وثورته تحضى بشرف التوجيه والتائيد المباشرمنه(ع) . فقد اهتم رسول الله واهل البيت عليهم السلام اهتماما كبيرا اما الرسول : فقد اهتم بالرؤيا اشد اهتمام , حتى انه كان كل يوم بعد صلاة الفجر , يلتفت على اصحابه فيسألهم :(هل من مبشرات هل من رؤيا) وفي يوم لا يخبره احد من اصحابه برؤيا , فيقول لهم : آنفاً كان عندي جبرائيل يقول كيف نأتيهم ونريهم رؤيا والتفث في اظفارهم .
وقال (ص) : ( من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بأحد من اوصيائي ) وقال , وقال , وقال في الرؤيا . راجع دار السلام وهو اربع مجلدات مليئة بالروايات التي تخص الرؤيا . كما اقر رسول الله (ص) الرؤيا كـ(طريق هداية وايمان) فأقر ايمان خالد بن سعيد بن العاص الاموي لرؤيا رآها به (ص) وأقر رؤيا يهودي رأى نبي الله موسى (ع) واخبره ان الحق مع محمد (ص) وأقر رسول الله (ص) ان الرؤيا حق من الله , وكلام تكلم به الرب عند عبده . وأيضاً اهل البيت (ع) : فقد ورد عنهم (من رآنا فقد رآنا فان الشيطان لا يتمثل بنا)
وارتباط الرؤيا بصاحب الأمر ( مكن الله له في الأرض ) فقد ورد في أخبار كثيرة جدا توثيق العلاقة بين الإمام الصاحب وبين الرؤيا فالصيحة تحدث في عالم الرؤيا كما ثبت ذلك في روايات أهل البيت (وسأل الإمام الرضا عن رؤيا فقال (ع) ( اعلم يا فلان إنا لو أخبرناكم بكل ما نعلم لأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ) وقال الإمام الصادق حين خرجت الرايات السود من خرسان (اسكنوا ما سكن الليل والنهار فإذا رأيتمونا اجتمعنا على شخص فانهدوا إليه بالسلاح)
ومن المعلوم أن القائم (ع) وهو الذي يخرج بالسلاح والمقطوع به أن الأئمة (ع) عندها متوفين فلا يكون اجتماعهم إلا عن طريق الرؤيا وهو ما حصل في هذه القضية المباركة ، فالرؤيا في آخر الزمان حسب روايات أهل البيت (ع) لها منـزلة عظيمة ولذا ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب ، و أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا) .
وعن عبدالله بن عجلان، قال(ذكرنا خروج القائم (ع) عند أبي عبدالله (ع)، فقلت: كيف لنا نعلم ذلك؟ فقال (ع): يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة، اسمعوا وأطيعوا)) (كمال الدين: 654).
من هذه الرواية يتضح أن من أهم الطرق للعلم بخروج القائم هو الرؤيا، وهذا معنى الصحيفة التي يجدها الإنسان تحت رأسه. وعن البيزنطي، قال(سألت الرضا (ع) عن مسألة الرؤيا، فأمسك، ثم قال: إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم، وأُخذ برقبة صاحب هذا الأمر)) (بحار الأنوار / ج25: 110).
في هذا الحديث يربط الإمام الرضا (ع) بين الرؤيا وصاحب الأمر، و ينص صراحة على أن معرفة كل أسرار الرؤيا ينتج عنها الأخذ برقبة صاحب الأمر. فكيف لا تكون حجة؟ عن أبي بكر الحضرمي قال دخلت أنا و أبان على أبي عبد الله ع و ذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان فقلنا ما ترى فقال ((اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح )) واجتماع اهل البيت (ع) على رجل في زمن الظهور لايكون الا في الرؤيا . فالرؤيا هي دليل على الحق وصاحبه ودليل واضح لمعرفة القائم واليماني الموعود كما هي دليل الانبياء والمرسلين واشار القرأن على حجيتها ,بل ان كثير من المؤمنين دلتهم الرؤيا على صاحب الحق وقبل الله سبحانه ايمانهم واليك هذه الرؤى اقر رسول الله (ص) الرؤيا كـ(طريق هداية وايمان) فأقر ايمان خالد بن سعيد بن العاص الاموي لرؤيا رآها به (ص) وأقر رؤيا يهودي رأى نبي الله موسى (ع) واخبره ان الحق مع محمد (ص) وأقر رسول الله (ص) ان الرؤيا حق من الله , وكلام تكلم به الرب عند عبده ….و للموضوع تتمة انشاء الله .
…………………………………………………………………………………………………
( صحيفة الصراط المستقيم – العدد 21 – السنة الثانية – بتاريخ 14-12-2010 م – 8 محرم 1432 هـ.ق)