زاوية العقائد الدينية

البحث عن طريق الى الله

أن الله سبحانه وهبنا العقل وجعله حجة علينا إذاً علينا البحث بعقولنا
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : صدر العاقل صندوق سرّه،
لا غِنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإنّ روّاد العلم كثيرون ورعاته قليلون، لا مال أعود من العقل، ولا عقل كالتدبير، وليس للعاقل أن يكون شاخصاً إلاّ في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو خصومة في معاد، أو لذّة في غير محرّم، ما استودع الله امرءاً عقلا إلاّ استنقذه به يوماً ما…


(روضة الواعظين، باب ماهيّة العقول: 4 ).

و العقل يمكن أن يكون ميزان لمعرفة الحق من الباطل والتمييز بين الغث والسمين و هنالك كفتين في كل ميزان لمعرفة الأمور وهي كفة قياسية وكفة ثانية نقيم بها الأمور اعتماداً على الكفة القياسية والكفة القياسية هنا هي في الحقيقة كفة التشريع الإلهي وهي موجودة في كل زمن اي منذ خلق الله آدم ومستمرة الى يوم القيامة حيث ان لكل زمن رسول مبعوث من الله ويكون معه التشريع الإلهي والذي هو الكفة القياسية الواجب استخدامها في ميزان عقلنا البشري لمعرفة حقائق الأمور وبعدم وجود الكفة القياسية فيكون هذا الميزان قد فقد ميزته كميزان فلهذا نرى الكثير من العقول تذهب بعيداً عن جادة الحق فنرى من يعبد البقرة أوالنار أوالشمس ومن لا يعبد أي شيء وهذا الأمر موجود لحد الان وفي دول متقدمة ويوجد الان من الشعوب التي تعتقد إن الزنى هو علاقة طبيعية ومباحة وان شرب الخمر بكميات معقولة امر صحي وطبيعي وصالات القمار ترفيه للنفس ,والكثير الكثير من هذه الامثلة اي المعنى ان المباديء الانسانية ستكون متغيره وبشكل جذري بين الشعوب وستكون بعيدة كل البعد عن المباديء التي يريدها الله في خلقه اي التشريع الإلهي للبشرية ولهذه الحقيقة يجب أن نتيقن ان العقل لا يمكن ان يكون هو مصدر التشريع لما رأينا من الامثله الحياتية اعلاه والتي تعيشها الكثير من الشعوب التي اعتمدت العقل كمصدر تشريع ولهذا نحن نعتقد بأن العقل هو مركز فحص وفهم وتدقيق للامور بشرط ان يكون معتمداً على الكفة القياسية (التشريع الإلهي), فأما الكفة القياسية لنا كمسلمين فهي ما أمرنا به الرسول الكريم محمد (ص) وهو التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة التي إن تمسكنا بهما لن نضل أبداً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (تركت فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي  فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.)

ولهذا نرى أن كل من ترك هذه الكفة لم يسعفه عقله (الحديث) في التوصل الى حقيقة الخلق والعبادة الحقيقية لله عز وجل إذن سيكون بحثنا معتمد على العقل والكفة القياسية فيه هي القرآن والعترة الطاهرة، والكفة الثانية ستكون في هذا البحث هي التقليد فعلينا وزنه ومعرفة حقيقته من خلال القرآن والعترة الطاهرة ولا يمكن قبول آراء وأفكار الناس مقابل رأي وقول الله والعترة الكريمة (الحديث-الاجتهاد مقابل النص) مهما يكون هؤلاء الناس لأنهم غير معصومون، (ونقبل آراءهم فقط إذا كانت تدعم رأي الكفة القياسية)، لأنهم ليسوا من الكفة القياسية التي أُمِرْنا بإتباعها من قبل الرسول محمد (ص) ومع ذلك سنناقشها في بحثنا هذا لكي نعرف الحقيقة كاملة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى