سنوات طويلة مرت والدعوة اليمانية المباركة تطرق أبوابكم كل يوم وتحاول جاهدة ابتكار قنوات جديدة للإتصال بكم، ولإيصال صوت الإمام المهدي عليه السلام لكم ولفت انتباهكم إلى يده الكريمة الممدودة لكم من أجل انتشالكم من الواقع المتردي الذي تعيشونه، حين تتكالب عليكم الأمم ويتحين النواصب الفرص المؤاتية للإيقاع بكم، ويتربصون بكم الدوائر.
والآن لا شك قد طرق سمعكم صوت الدعوة وبلغكم خبرها، فهل فكرتم في أدلتها؟ هل نظرتم في مقولاتها وما تهدف إليه؟ أم – للأسف الشديد – ما زلتم أسارى بعض التقولات المغرضة والإثارات التضليلية التي بلغتكم من هذه الجهة أو تلك؟
لا يريد أبناء الدعوة اليمانية منكم سوى أن تكونوا منصفين، وسترون أن إنصافكم هذا هو في حقيقته إنصاف لأنفسكم، فنحن لا نسألكم أجراً على إيمانكم، بل غايتنا أن تنقذوا أنفسكم لا غير.
أعتقد من الإنصاف أن تتحروا الحقيقة وتنظروا بأنفسكم في الدليل، ولا تقولوا لسنا من أهل العلم أو ما شابه ذلك، فأنتم تعلمون أن هذه الحجة لا تنفعكم بشيء يوم القيامة، وسيسألكم الله عن جوابكم للمرسلين والحجج. نعم لا يسعكم أن تقولوا الجملة التي يرددها البعض للأسف الشديد وهي ( ذبها بركبة عالم واطلع منها سالم ) فالله عز وجل ورسوله أمروكم باتباع العترة فقط وليس غيرهم، نعم لا أحد غيرهم يكون كلامه حجة مقبولة أمام الله عز وجل.
ولعلكم ترون إذا ما اطلعتم على أدلة الدعوة المباركة أنها تسعى جاهدة لبلوغ أقل مستويات الوعي، فالأدلة تم مراعاة التبسيط غير المخل فيها، وتقديمها بصورة يمكن لجميع المستويات تقريباً أن تتدبرها وتفهمها.