أعلنت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)
التابعة للأمم المتحدة أن عدد الجياع في العالم يبلغ مليار إنسان معظمهم من الأطفال الذين يعيشون في أفريقيا وآسيا!
هذا الخبر المأساوي جدير بأن يجعلنا أمام مجموعة من الأسئلة المصيرية التي من شأنها إحداث انقلاب أو ثورة عارمة في نظرتنا للحضارة الغربية الوضعية، التي تتحكم معادلاتها وآليات عملها بحياتنا.
فالجوع الذي يعصف بمليار إنسان دليل صارخ على فشل الحضارة الغربية المادية في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات الإنسان، كما إنه يدل بلا شك على أن مزاعمها الطويلة العريضة بشأن الإنسان وحقوقه، والاهتمام به، ما هي إلا أكاذيب يروج لها أصحاب المنافع بقصد التغطية على الوجه القبيح للحضارة المادية، ومعادلاتها الظالمة.
إن حضارة لا تستطيع توفير أيسر شروط العيش المتمثل بلقمة العيش لا يليق بنا أن نبقى أسارى لشراكها الإعلامية التي تتحدث عن منجزات ومكاسب لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً في عصر من عصورها، فالواقع المأساوي ولغة الأرقام كفيلان بسقوط الغشاوة عن أعيننا لنرى البون الشاسع بين لغة الإعلام والدعاية التضليلية وبين الحقيقة التي يتلوى بسببها مليار إنسان لا يجدون لقمة العيش.