أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(24- 24) ‏(وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر.‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة الرابعة والعشرون والاخبرة

‏(وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70)‏

و سنبدأ بتفسير السيد محمد حسين الطباطبائي:‏
قوله تعالى: (وهو الله لا اله الا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم واليه ترجعون) ‏ظاهر السياق أن الضمير في صدر الآية راجع إلى (ربك) في الآية السابقة، والظاهر على هذا ‏أن اللام في اسم الجلالة للتلميح إلى معنى الوصف، وقوله: (لا اله الا هو) تأكيد للحصر المستفاد ‏من قوله: (هو الله) كأنه قيل: وهو الاله – المتصف وحده بالألوهية – لا اله الا هو.‏
وعلى ذلك فالآية كالمتمم لبيان الآية السابقة كأنه قيل: هو سبحانه مختار له أن يختار عليهم أن ‏يعبدوه وحده، وهو يعلم ظاهرهم وباطنهم فله أن يقضى عليهم أن يعبدوه وحده وهو الاله ‏المستحق للعبادة وحده فيجب عليهم أن يعبدوه وحده. ويكون ما في ذيل الآية من قوله: (له ‏الحمد) الخ، وجوها ثلاثة توجه كونه تعالى معبودا مستحقا للعبادة وحده.‏
أما قوله: (له الحمد في الأولى والآخرة) فلان كل كمال موجود في الدنيا والآخرة نعمة نازلة منه ‏تعالى يستحق بها جميل الثناء، وكل جميل من هذه النعم الموهوبة مترشحة من كمال ذاتي من ‏صفاته الذاتية يستحق بها الثناء فله كل الثناء ولا يستقل شئ غيره بشئ من الثناء يثنى عليه به ‏الا وينتهي إليه والعبادة ثناء بقول أو فعل فهو المعبود المستحق للعبادة وحده.‏
وأما قوله: (وله الحكم) فلانه سبحانه هو المالك على الاطلاق لا يملك غيره الا ما ملكه إياه وهو ‏المالك لما ملكه وهو سبحانه مالك في مرحلة التشريع والاعتبار كما أنه مالك في مرحلة التكوين ‏والحقيقة، ومن آثار ملكه أن يقضى على عبيده ومملوكيه أن لا يعبدوا الا إياه.‏
وأما قوله: (واليه ترجعون) فلان الرجوع للحساب والجزاء وإذ كان هو المرجع فهو المحاسب ‏المجازى وإذ كان هو المحاسب المجازى وحده فهو الذي يجب أن يعبد وحده وله دين يجب أن ‏يتعبد به وحده.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 16 ص 69 و 70.‏

اما ما بينه الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان:‏
‏(وهو الله لا آله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون) * (70) ‏
ثم اخبر تعالى انه الاله الذي لا إله سواه، ولا يستحق العبادة غيره في جميع السماوات والأرض، ‏وانه يستحق الثناء والحمد والمدح والتعظيم، على ما أنعم به على خلقه في الدنيا والآخرة ” وله ‏الحكم ” بينهم بالفصل بين المختلفين بما يميز به الحق من الباطل. وان جميع الخلق يرجعون إليه ‏يوم القيامة الذي لا يملك أحد الحكم غيره.‏
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 8 ص 171.‏

اما ما ورد من كتب ابناء السنة فنورد اولاً ما جاء في تفسير ابن كثير:‏
وقوله: (وهو الله لا إله إلا هو) أي هو المنفرد بالإلهية فلا معبود سواه كما لا رب يخلق ما ‏يشاء ويختار سواه (له الحمد في الأولى والآخرة) أي في جميع ما يفعله هو المحمود عليه بعدله ‏وحكمته (وله الحكم) أي الذي لا معقب له لقهره وغلبته وحكمته ورحمته (وإليه ترجعون) أي ‏جميعكم يوم القيامة فيجزي كل عامل بعمله من خير وشر ولا يخفى عليه منهم خافية في سائر ‏الأعمال.‏
تفسير ابن كثير ج 3 ص 409.‏

واما ما ورد في تفسير الرازي
قال: (وهو الله لا إلا هو) وفيه تنبيه على كونه قادرا على كل الممكنات، وعالما بكل المعلومات، ‏منزها عن النقائص والآفات يجازي المحسنين على طاعتهم ويعاقب العصاة على عصيانهم وفيه ‏نهاية الزجر والردع للعصاة ونهاية تقوية القلب للمطيعين، ويحتمل أيضا أن لما بين فساد طريق ‏المشركين من قوله: (يوم يناديهم)، فيقول: (أين شركائي) (النحل: 27) ختم الكلام في ذلك ‏بإظهار هذا التوحيد وبيان أن الحمد والثناء لا يليق إلا به.‏
أما قوله: (له الحمد في الأولى والآخرة) فهو ظاهر على قولنا لأن الثواب غير واجب عليه بل ‏هو سبحانه يعطيه فضلا وإحسانا فله الحمد في الأولى والآخرة، ويؤكد ذلك قول أهل الجنة ‏‏(الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) (فاطر: 34) (الحمد لله الذي صدقنا وعده) (الزمر: 74) ‏‏(آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) (يونس: 10) أما المعتزلة فعندهم الثواب مستحق فلا ‏يستحق الحمد بفعله من أهل الجنة، وأما أهل النار فما أنعم عليهم حتى يستحق الحمد منهم، قال ‏القاضي إنه يستحق الحمد والشكر من أهل النار أيضا بما فعله بهم في الدنيا من التمكين والتيسير ‏والإلطاف وسائر النعم، لأنهم بإساءتهم لا يخرج ما أنعم الله عليهم من أن يوجب الشكر، وهذا فيه ‏نظر، لأن أهل الآخرة مضطرون إلى معرفة الحق فإذا علموا بالضرورة أن التوبة عن القبائح ‏يجب على الله قبولها وعلموا بالضرورة أن الاشتغال بالشكر الواجب عليهم يوجب على الله ‏الثواب وهم قادرون على ذلك وعالمون بأن بذلك مما يخلصهم عن العذاب ويدخلهم في استحقاق ‏الثواب أفترى أن الإنسان مع العلم بذلك والقدرة عليه يترك هذه التوبة؟ كلا، بل لا بد أن يتوبوا ‏وأن يشتغلوا بالشكر، ومتى فعلوا ذلك فقد بطل العقاب.‏
أما قوله: (وله الحكم) فهو إما في الدنيا أو في الآخرة فأما في الدنيا فحكم كل أحد سواه إنما نفذ ‏بحكمه، فلولا حكمه لما نفذ على العبد حكم سيده ولا على الزوجة حكم زوجها ولا على الابن ‏حكم أبيه ولا على الرعية حكم سلطانهم ولا على الأمة حكم الرسول، فهو الحاكم في الحقيقة، ‏وأما في الآخرة فلا شك أنه هو الحاكم، لأنه الذي يتولى الحكم بين العباد في الآخرة، فينتصف ‏للمظلومين من الظالمين.‏
أما قوله: (وإليه ترجعون) فالمعنى وإلى محل حكمه وقضائه ترجعون، فإن كلمة إلى لانتهاء ‏الغاية وهو تعالى منزه من المكان والجهة. ‏
تفسير الرازي ج 25 ص 10 و 11.‏

و ننقل لكم ما في كتاب المتشابهات في الجزء الرابع للسيد احمد الحسن (ع):‏
س/ ما معنى قوله تعالى (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ ‏وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70)،؟.‏
ج / بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
أي أن الحمد الحقيقي لله سبحانه وتعالى، وهو الثناء عليه بشكل أكمل وأتم، بحسب المعرفة ‏بمرتبة عالية: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات:56). أي يعرفون، وهذه المعرفة ‏العالية والتي تمثل الغرض من الخلق، تتحقق في الأولى وهي السماء الأولى (سماء الرجعة)، ‏وقبلها هي (سماء الذر)، وبدايتها أي (بداية الأولى) في ظهور الإمام المهدي (ع)، حيث تبدأ ‏مرحلة الأولى ومقدمات تمهيد لعالم الرجعة. ‏
وله الحكم:- أي الحاكمية لله بحكم الإمام المهدي (ع)، والمهديين (ع) ثم الرجعة، والحكم للأنبياء ‏والمرسلين والأئمة والأوصياء.‏
واليه ترجعون:- إلى الله سبحانه وتعالى في الرجعة، أي ليجازي الصالحين بصلاحهم، ‏والظالمين بظلمهم في الرجعة (من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً) (1) كما ‏ورد عنهم (ع) ‏
فيكال لكل ظالم كيله، ويكال لكل صالح كيله، فينتقم الله للأنبياء والمرسلين والأئمة، من الظالمين ‏الذين محضوا الكفر محضاً.‏
‏(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (السجدة:21):- ولنذيقنهم من ‏العذاب الأدنى (في الرجعة).‏
أما الآخرة فالحمد فيها: أكمل وأتم وأعظم، لأنها كشف تام للحقائق وكل بحسبه: (لَقَدْ كُنْتَ فِي ‏غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ:22) ‏
‏(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا ‏لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ‏‏(الأعراف:43) ‏
أي رفع (الأنا) من الصدور، وكلُ بحسبه يغترف من رحمة الله بحسب وعاءه، ويكال له ‏بمكياله الذي صنعه بأعماله الصالحة.‏
‏……………………..‏
‎ ‎‏- مختصر بصائر الدرجات:الحسن بن سليمان الصفار: ص 24.‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى