تحقيقات خبريةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد أهل الكتاب

رؤيا يوحنا اللاهوتي – أسرار وخفايا (5- 5)

رؤيا يوحنا اللاهوتي – أسرار وخفايا (5- 5)
خراب العراق والمنقذ الآتي من الشرق.
بقلم ياسين الحموي
في الأجزاء الأربعة الماضية تعرفنا على حقائق كثيرة وأسرار ورموز من رؤيا يوحنا، بينها وفكّها الأسد الذي من سبط يهوذا، وهو السيد أحمد الحسن، حيث تعرفنا على هوية الكائن الذي كان والذي سيأتي، والخروف المذبوح الذي معه أنصار أبيه، والمرأة المتسربلة بالشمس وابنها، والأسد، والشيوخ الأربعة والعشرين، ولعلّ من قرأ الأجزاء السابقة لاحظ كيف أنَّ الرؤيا محورها زمن واحد وشخصية واحدة، وهو الزمن الأخير، ومنقذ هذا الزمن.
سنبين في هذا الجزء الأخير من هذه السلسلة بعض العلامات المرتبطة بالزمن الأخير، والتي بينتها رؤيا يوحنا اللاهوتي بكل وضوح. وأول هذه العلامات التي سنتطرق لها هي ما حدث ولا يزال يحدث في العراق لليوم منذ الغزو الأمريكي للعراق بداية القرن الحالي، والذي تزامن مع بداية دعوة الأسد السيد أحمد الحسن، والذي بدأت دعوته من المشرق أو العراق، وهذا ما أنبأنا به السيد المسيح في خطابه عن المجيء الثاني، حيث يقول في (متى 24: 21): ” لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ”.
ولعلَّ من سمع وقتها خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، والذي قاد الغزو الأمريكي الغربي للعراق وهو يقول أنَّ الرب أمره بغزو العراق؛ سيعلم إرتباط هذه الحرب بالزمن الأخير والخلاص الذي يكون من المشرق، وهذا ما تنبأ به زكريا النبي في العهد القديم حيث يقول في (زكريا 8: 7): “هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هأَنَذَا أُخَلِّصُ شَعْبِي مِنْ أَرْضِ الْمَشْرِقِ”.
والآن لنقرأ هذه النبوءة الصريحة من رؤيا يوحنا فيما سيحدث في العراق في إصحاح بأكمله وهو الاصحاح الثامن عشر حيث جاء: “ثُمَّ بَعْدَ هذَا رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ. َصَرَخَ بِشِدَّةٍ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَصَارَتْ مَسْكَنًا لِشَيَاطِينَ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ؛ لأَنَّهُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا قَدْ شَرِبَ جَمِيعُ الأُمَمِ، وَمُلُوكُ الأَرْضِ زَنَوْا مَعَهَا، وَتُجَّارُ الأَرْضِ اسْتَغْنَوْا مِنْ وَفْرَةِ نَعِيمِهَا». ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلًا: «اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا.؛ لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ آثَامَهَا. جَازُوهَا كَمَا هِيَ أَيْضًا جَازَتْكُمْ، وَضَاعِفُوا لَهَا ضِعْفًا نَظِيرَ أَعْمَالِهَا. فِي الْكَأْسِ الَّتِي مَزَجَتْ فِيهَا امْزُجُوا لَهَا ضِعْفًا. بِقَدْرِ مَا مَجَّدَتْ نَفْسَهَا وَتَنَعَّمَتْ، بِقَدْرِ ذلِكَ أَعْطُوهَا عَذَابًا وَحُزْنًا. لأَنَّهَا تَقُولُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا جَالِسَةٌ مَلِكَةً، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَرَى حَزَنًا. ِمنْ أَجْلِ ذلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَتَأْتِي ضَرَبَاتُهَا: مَوْتٌ وَحُزْنٌ وَجُوعٌ، وَتَحْتَرِقُ بِالنَّارِ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ الَّذِي يَدِينُهَا قَوِيٌّ. «وَسَيَبْكِي وَيَنُوحُ عَلَيْهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، الَّذِينَ زَنَوْا وَتَنَعَّمُوا مَعَهَا، حِينَمَا يَنْظُرُونَ دُخَانَ حَرِيقِهَا، وَاقِفِينَ مِنْ بَعِيدٍ لأَجْلِ خَوْفِ عَذَابِهَا، قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ بَابِلُ! الْمَدِينَةُ الْقَوِيَّةُ! لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ جَاءَتْ دَيْنُونَتُكِ. وَيَبْكِي تُجَّارُ الأَرْضِ وَيَنُوحُونَ عَلَيْهَا، لأَنَّ بَضَائِعَهُمْ لاَ يَشْتَرِيهَا أَحَدٌ فِي مَا بَعْدُ، بَضَائِعَ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحَجَرِ الْكَرِيمِ وَاللُّؤْلُؤِ وَالْبَزِّ وَالأُرْجُوانِ وَالْحَرِيرِ وَالْقِرْمِزِ، وَكُلَّ عُودٍ ثِينِيٍّ، وَكُلَّ إِنَاءٍ مِنَ الْعَاجِ، وَكُلَّ إِنَاءٍ مِنْ أَثْمَنِ الْخَشَبِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْمَرْمَرِ، وَقِرْفَةً وَبَخُورًا وَطِيبًا وَلُبَانًا وَخَمْرًا وَزَيْتًا وَسَمِيذًا وَحِنْطَةً وَبَهَائِمَ وَغَنَمًا وَخَيْلًا، وَمَرْكَبَاتٍ، وَأَجْسَادًا، وَنُفُوسَ النَّاسِ. وَذَهَبَ عَنْكِ جَنَى شَهْوَةِ نَفْسِكِ، وَذَهَبَ عَنْكِ كُلُّ مَا هُوَ مُشْحِمٌ وَبَهِيٌّ، وَلَنْ تَجِدِيهِ فِي مَا بَعْدُ. تُجَّارُ هذِهِ الأَشْيَاءِ الَّذِينَ اسْتَغْنَوْا مِنْهَا، سَيَقِفُونَ مِنْ بَعِيدٍ، مِنْ أَجْلِ خَوْفِ عَذَابِهَا، يَبْكُونَ وَيَنُوحُونَ، وَيَقُولُونَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الْمُتَسَرْبِلَةُ بِبَزّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَالْمُتَحَلِّيَةُ بِذَهَبٍ وَحَجَرٍ كَرِيمٍ وَلُؤْلُؤٍ! لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ خَرِبَ غِنىً مِثْلُ هذَا. وَكُلُّ رُبَّانٍ، وَكُلُّ الْجَمَاعَةِ فِي السُّفُنِ، وَالْمَلاَحُونَ وَجَمِيعُ عُمَّالِ الْبَحْرِ، وَقَفُوا مِنْ بَعِيدٍ، وَصَرَخُوا إِذْ نَظَرُوا دُخَانَ حَرِيقِهَا، قَائِلِينَ: أَيَّةُ مَدِينَةٍ مِثْلُ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ؟ وَأَلْقَوْا تُرَابًا عَلَى رُؤُوسِهِمْ، وَصَرَخُوا بَاكِينَ وَنَائِحِينَ قَائِلِينَ: وَيْلٌ! وَيْلٌ! الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، الَّتِي فِيهَا اسْتَغْنَى جَمِيعُ الَّذِينَ لَهُمْ سُفُنٌ فِي الْبَحْرِ مِنْ نَفَائِسِهَا! لأَنَّهَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ خَرِبَتْ! اِفْرَحِي لَهَا أَيَّتُهَا السَّمَاءُ وَالرُّسُلُ الْقِدِّيسُونَ وَالأَنْبِيَاءُ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَانَهَا دَيْنُونَتَكُمْ». وَرَفَعَ مَلاَكٌ وَاحِدٌ قَوِيٌّ حَجَرًا كَرَحىً عَظِيمَةٍ، وَرَمَاهُ فِي الْبَحْرِ قَائِلًا: «هكَذَا بِدَفْعٍ سَتُرْمَى بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، وَلَنْ تُوجَدَ فِي مَا بَعْدُ. وَصَوْتُ الضَّارِبِينَ بِالْقِيثَارَةِ وَالْمُغَنِّينَ وَالْمُزَمِّرِينَ وَالنَّافِخِينَ بِالْبُوقِ، لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَكُلُّ صَانِعٍ صِنَاعَةً لَنْ يُوجَدَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَصَوْتُ رَحىً لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَنُورُ سِرَاجٍ لَنْ يُضِيءَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. وَصَوْتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسٍ لَنْ يُسْمَعَ فِيكِ فِي مَا بَعْدُ. لأَنَّ تُجَّارَكِ كَانُوا عُظَمَاءَ الأَرْضِ. إِذْ بِسِحْرِكِ ضَلَّتْ جَمِيعُ الأُمَمِ. وَفِيهَا وُجِدَ دَمُ أَنْبِيَاءَ وَقِدِّيسِينَ، وَجَمِيعِ مَنْ قُتِلَ عَلَى الأَرْضِ» .
فبابل هي العراق، وهي كانت عاصمة للعراق في ذلك الزمن، والعراق بلد ممتلئ بقبور الأنبياء والمرسلين والأئمة وشيعتهم الذين ذبحهم الطغاة على مر الزمن.
وقد تنبأ الحبيب يوحنا بالنبي العظيم صاحب السلطان العظيم (مَلاَكًا آخَرَ نَازِلًا مِنَ السَّمَاءِ، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيمٌ. وَاسْتَنَارَتِ الأَرْضُ مِنْ بَهَائِهِ) في فترة غزو العراق التي أصبحت ولليوم مسكناً لقواعد الطائرات الأمريكية (وَمَحْرَسًا لِكُلِّ رُوحٍ نَجِسٍ، وَمَحْرَسًا لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وَمَمْقُوتٍ)؛ لأنَّ الله لا يصف الطائر بالنجس بل إن المقصود هنا الطائرات الأمريكية والغربية التي احتلت العراق.
وقد تقاطعت هذه الرؤيا التي تنبأت بما سيجري في العراق مع عدد من نبوءات أخرى كنبوءة إشعياء النبي في الإصحاح الثالث عشر، ونبوءة دانيال النبي ونبوءة السيد المسيح الذي أكدَّ أنه متى ما رأيتم الغزاة في العراق ستجدون المخلص العالمي في تلك الديار وفي ذلك الزمان، حيث نقرأ في (متى 24: 15 – 21): “فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ – لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ – ….. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ”.
وأما رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي فهي المملكة الحديدية التي داست كل الأمم ودخلت العراق (الأرض المقدسة)، وفي هذا الصدد نقتبس مما كتبه دكتور علي عبد الرضا في كتابه “خطاب عيسى عن القيامة الصغرى ص21: ” يسوع يؤكد وبكل وضوح على ارتباط رؤيا دانيال النبي بانقضاء الدهر، وأي تفسير لرؤيا دانيال من قبل الكنيسة في بعثة يسوع في ذلك الزمان يكون خاطئ ويجب إهماله؛ لأنَّهُ يكون مخالف لقول يسوع. ودانيال أحد الأنبياء الكبار الذين سكنوا بابل أيام السبي البابلي لليهود من قبل نبوخذنصر”
وليتدبر كل مسيحي هذا التشابه جيداً:
 في المجيئ الأول للسيد المسيح: كان هناك ممهد وهو يوحنا المعمدان، ورومان يحتلون الأرض المقدسة.
 وفي المجيء الثاني للسيد المسيح: اليوم هناك ممهد وهو السيد أحمد الحسن، ونظراء للرومان (الأمريكان) يحتلون الأرض المقدسة.
وليتدبر الأخوة المسيحيين أيضاً أنه كما ختم العهد القديم بسفر ملاخي المختص بتهيئة الأفهام وتوجيهها لاستقبال السيد المسيح والممهد له (يوحنا المعمدان) في المجيء الأول؛ كذلك ختم العهد الجديد بسفر رؤيا يوحنا اللاهوني المختص بتهيئة الأفهام وتوجيهها لاستقبال السيد المسيح والممهد له (السيد أحمد الحسن) في المجيء الثاني.
والآن بعد أن عرفنا أن الخلاص من العراق (بابل) والمُخلِّص من العراق (لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ) ننتقل لنبوءة أخرى من الرؤيا تؤكد هذه الحقيقة، وهي (آسيا والكنائس السبعة)، حيث أنبأ الملاك الموحي ليوحنا في (رؤيا 1: 11) قائلاً: “اكْتُبْ فِي كِتَابٍ وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثِيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ”.
يقول دكتور علي عبد الرضا: ” يتفق أغلب المفسرون المسيحيون على مجازية أسماء الكنائس السبعة في رؤيا يوحنا على الرغم من تحديدهم مواقع على الأرض لها وتحديد أزمنة وجودها، ومنهم من حدد أسماء الآباء المقيمين عليها في زمن الرؤيا،٬ فكان في كلامهم كثير من التناقض والتضارب٬ فموضوع رؤيا يوحنا عمومًا لا يمكن حصره في مكان أو زمان معين في التأريخ، مما اضطرهم إلى القول بمجازية أسماء الكنائس في الرؤيا وذكر معانيها لغويًا ودلالة تلك المعاني، فكانوا مصيبين في بعض تفاسيرهم.
فـ (أفسس) تعني المحبوبة، و(سميرنا) تعني الضيق والمر، و(برغامس) تعني البرج العالي أو الزواج، و(ثياتيرا) تعني رائحة البلوى أو الذبيحة، و(ساردس) تعني البقية، و(فيلادلفيا) تعني محبة الإخوة، وأخيراً (لاودكية) وتعني حكم الناس أو الشعوب “، وأن تكون (اللاودكية) هي التي تعني حاكمية الناس ليس عبثاً، فهذا هو حال الزمن الأخير الذي يسوده نظام حاكمية الناس المغلف بالديمقراطية. وهذه حقيقة يقر بها علماء الكنيسة حيث يقول أنطونيوس فكري: لاودكية = حكم الشعب: من الناحية التاريخية فهذه الكنيسة تشير لأيام الكنيسة الأخيرة، أيام إطلاق الشيطان وظهور ضد المسيح. ولاودكية تعنى حكم الشعب وهذا يعنى أن الكنيسة تبدأ في مسايرة رغبات الناس. لن تعود الكنيسة هي المثل الأعلى، بل تردد ما يريده الناس. فإن رفضوا الصوم ألغت الكنيسة الأصوام كما فعلت كثير من الكنائس. بل صار كل واحد يؤسس لنفسه كنيسة، فصارت هناك آلاف الطوائف.
أما ماثيو هنزي فيقول: اللاودكية هي اخر وأسوا الكنائس السبعة واذا فسد الدين (رجال الدين) فسد كل شيء”
وأما القول بفساد الكنيسة يرمز فقط لفساد طائفة أو كنيسة تمثل كنيسة لا يصح؛ لأنَّ كنيسة نفسها كلمة يونانية تعني جماعة أو ناس.
ولكن ماذا عن آسيا ؟! بصرف النظر عن أي معنى يقدمه المسيحيين إلا أنَّ الحقيقة الواضحة هي أنَّ آسيا التي ترمز للشرق لليوم فإنها كلمة استخدمت في الأكادية لتشير إلى الشروق أو خروج الشمس. وكذا بالسريانية فإنها مشتقة من آسو والتي تعني الشرق، وهذه حقيقة أخرى من نفس الرؤيا تشير للشرق.
والآن لنعود إلى حال الناس في آخر الزمان، والذين سيطبلون ويزمرون للديمقراطية (حاكمية الناس) ويتجاهلون تماماً أنَّ الحكم لله وهو من ينصب الراعي، ولعلَّ هذا الحال المتردي الذي وصل إليه الناس شاركهم به ودفعهم إليه رجال الدين أنفسهم التي غارت أصابعهم في المحابر لتأدية طقوس انتخاب الحاكم، مجسدين بذلك الشر كله الذي تنبأ عنه يوحنا والأنبياء، والكل يعرف أن أفخر نماذج الديمقراطية قدمتها الولايات المتحدة، وبالتالي فإنَّ هذا يقودنا لأمر مهم في رؤيا يوحنا اللاهوتي، وهي تشخيص هوية ذلك الذي يتجبر على الأرض ولا يجرأ أحد على مجابهته خوفاً وذعراً، حيث نقرأ في (رؤيا 13: 4 – 9): ” وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ: «مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟» وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ. وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ. مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ!”
أما الفرج والخلاص فجاء سريعاً ببشارة من نفس الرؤيا وفي الاصحاح التالي لسفر الوحش، حيث نقرأ في (رؤيا 14: 6- 8): ” ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكًا آخَرَ طَائِرًا فِي وَسَطِ السَّمَاءِ مَعَهُ بِشَارَةٌ أَبَدِيَّةٌ، لِيُبَشِّرَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ وَكُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ، قَائِلًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ، وَاسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». ثُمَّ تَبِعَهُ مَلاَكٌ آخَرُ قَائِلًا: «سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ، لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ الأُمَمِ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ زِنَاهَا!»
ولعلَّ الذي يقضي على الشر والدجال أو الوحش الذي أظل الناس هو ذلك الخروف القائم (المنقذ السيد أحمد الحسن) والذي تؤمن به في هذا الزمن قلة قليلة أبت السجود لحاكمية الناس وآمنت بتنصيب الخروف من الله، حيث نقرأ في رؤيا يوحنا (17: 7 – 13): ” لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ!» وَقَالَ: «هذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ». ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». وفي (رؤيا 17: 19 – 21) جاء: “وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ”
فأما الخروف الذي يغلب الوحش والمناهج الفاسدة التي تروج لنظامه (النبي الكذاب) فهو نفسه الفارس الذي يجلس على الفرس وبالعدل يحكم ويحارب، وهو السيد أحمد الحسن، وأما المدعون لعرس الخروف فهم أنصاره واتباعه الذين يتبعونه حيثما ذهب، حيث نقرأ في (رؤيا 14: 1 – 5): ” ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا خَرُوفٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوبًا عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ كَتَرْنِيمَةٍ جَدِيدَةٍ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الأَرْبَعَةِ الْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ. وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ التَّرْنِيمَةَ إِّلاَّ الْمِئَةُ وَالأَرْبَعَةُ وَالأَرْبَعُونَ أَلْفًا الَّذِينَ اشْتُرُوا مِنَ الأَرْضِ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ لَمْ يَتَنَجَّسُوا مَعَ النِّسَاءِ لأَنَّهُمْ أَطْهَارٌ. هؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ يَتْبَعُونَ الْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ. هؤُلاَءِ اشْتُرُوا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ بَاكُورَةً للهِ وَلِلْخَرُوفِ. وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لأَنَّهُمْ بِلاَ عَيْبٍ قُدَّامَ عَرْشِ اللهِ”.
فهذه الحكاية باختصار في الزمن الأخير كما تنقله رؤيا يوحنا اللاهوتي: من يتبع المنقذ العالمي الذي سيأتي من العراق سينجو ويكون من الفائزين دنيا وآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى