إنتظار الفرج
الشيخ سلام السهلاني
ماذا يعني الفرج؟ أو إنتظاره؟ أو التعجيل به؟ للإجابة على الأسئلة أعلاه لا بد لنا من معرفة ما هو تعريف الفرج لتتسنى لنا معرفة المصطلحات المتعلقة بهذا المفهوم المتداول.الفرج:وهو الخلوص من شدّة. وفرّج اللّٰه الغمّ كشفه، وهو أيضا إنكشاف الضيّق بعد الشدة. وطلب الفرج هو طلب الرحمة من بعد عناء ومشقة.فمما سبق يتبين لنا ان طلب الفرج هو صيغة دعاء تكون لمن يقع في ضائقة ويطلب انكشافها عنه وانتظار هذا الفرج بواقع الحال يتطلب الصبر والتحمل المترتبان على الضيق والشدة السابقة للفرج والتي هي سبب لطلبه فأنتظار الفرج هو امر عظيم ﻻ يكون إﻻ ممن قد وطّنَ نفسَه على الشدة وتقبلها وارتجى انكشافها بطلب الرحمة، ولا يكون طالب الفرج مُنتظرا حتى يكون صابراً محتسباً لكي لا يُكتب من الجازعين الذين ﻻ حظّ لهم في طلبِ الفرج. ومِن أعظم مصاديق انتظار الفرج هو انتظار الرحمة الإلهية المتمثلة بحجج اللّه والتي وردت عن رسول الله (ص) بأن افضل أعمال أمتى انتظار الفرج. فان كان انتظار الفرج هو من أفضل الأعمال فهو مُقترن بالرحمة الإلهية المتمثلة برسول الله والحجج من بعده إلى قيام الساعة. (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) فمما تقدم يتبين ان انتظار الفرج يكون بإنتظار الإمام (ان كان مُغيبا) او نُصرته إن كان شاهدا. أما بخصوص تعجيل الفرج، وهنا يكون بصورة جليّة وواضحة انه دعاء لظهور أو تمكين الإمام (ع) وﻻ يكون إلا بشروط يمكن تلخيصها بعدة نقاط: أولاً: ان يكون الداعي على مقربة من المدعو له ليكون هناك صلة بين الطالب والمطلوب تستدعي الإستجابة لهذا الطلب ويكون طلب الفرج له منطقيا. ثانياً: أن يكون الداعي ذو معرفة ﻻ بأس بها للمدعو، له تُمكنه من معرفة طريق الفرج ان تحقق ويسير على خُطى الطلب الذي تقدم منه. ثالثاً: وبما اننا نتكلم الآن عن فرج إمام معصوم مفترض الطاعة فيجب ان نلخص ما يمكن أن يكون عليه الداعي بالفرج لإمام زمانه: 1. معرفة الإمام (ع) ومعرفة طريق التعرف عليه وتمييزه واﻻستدﻻل عليه يجب أن يكون حاضرة لطالب الفرج، ليتحقق له طلبه ويكون طلباً يرجى منه الخير.2. ان طلب الفرج جهاد نفسي على أعلى المستويات فلا يطلب الفرج على نحو الحقيقة من كان منغمسا بالدنيا وطالباً لها. فقد ورد عنهم (ص) ان الدنيا والآخرة “ضرتان ﻻ تجتمعان في قلب مؤمن”. 3. معرفة كل ما يتعلق بقدومه المبارك وعلاماته والدلالة عليه بالطريق الذي وضعه الله تعالى لأن معرفته هو من كمال طلب الفرج له وإلا ما فائدة ان تطلب الفرج لشخص وتنتظره وأنت ﻻ تعلم عنه شيئأ ويمكن أن تضيعه بسهولة ؟ فلكي تكون منتظرا للفرج وطالباً للتعجيل به على نحو من الحقيقة واﻻخلاص لابد أن تكون المعطيات أعلاه هي أقل ما تتسلح به لهذا الطلب العظيم الذي هو من أفضل أعمال هذه الأمة .