أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(18- 24) (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر.‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة الثامنة عشرة
‏(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).‏

و كما تعودنا سابقاً سنبدأ من تفسير السيد محمد حسين الطباطبائي:‏
وقوله: ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ” الظاهر أن المراد بالامر الشأن ‏وهو ما يفعله في الخلق مما يتركب منه نظام التدبير قال تعالى: ” يدبر الامر ” يونس: 3 وأنما ‏أضيف إليه تعالى لأنه مالك كل أمر كما قال تعالى: ” ألا له الخلق والامر تبارك الله رب ‏العالمين ” الأعراف: 54. والمعنى أن كل شأن من شؤون الصنع والايجاد من أمره تعالى وهو ‏تعالى غالب عليه وهو مغلوب له مقهور دونه يطيعه فيما شاء، ينقاد له فيما أراد، ليس له أن ‏يستكبر أو يتمرد فيخرج من سلطانه كما ليس له أن يسبقه تعالى ويفوته، قال تعالى: ” إن الله بالغ ‏أمره ” الطلاق: 3.‏
وبالجملة هو تعالى غالب على هذه الأسباب الفعالة باذنه يحمل عليها ما يريده فليس لها إلا السمع ‏والطاعة ولكن أكثر الناس لا يعلمون لحسبانهم ان الأسباب الظاهرة مستقلة في تأثيرها فعالة ‏برؤوسها فإذا ساقت الحوادث إلى جانب لم يحولها عن وجهتها شئ وقد أخطأوا.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 11 ص 111.‏

اما الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسيره التبيان فيقول:‏
وقوله ” والله غالب على امره ” معناه أنه قادر عليه من غير نافع حتى يقع ما أراد، ومنه وقوع ‏المقهور بالغلبة في الذلة. وقيل غالب على امر يوسف يدبره ويحوطه. وقوله ” ولكن أكثر الناس ‏لا يعلمون ” اخبار منه تعالى ان أكثر الخلق غير عالمين بحسن تدبير الله لخلقه، وما يجريه إليهم ‏من مصالحهم وانه قادر لا يغالب، بل هم جاهلون بتوحيده، ولا يدل ذلك على أن من فعل ما ‏كرهه الله يكون قد غالب الله، لان المراد بذلك ما قلناه من أنه غالب على ما يريد فعله بعباده. ‏فاما ما يريده على وجه الاختيار منهم فلا يدل على ذلك، ولذلك لا يقال إن اليهودي المقعد قد ‏غلب الخليفة حيث لم يفعل ما اراده الخليفة من الايمان، وفعل ما كرهه من اليهودية وهذا واضح
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 6 ص 116.‏

اما ما ورد من كتب ابناء السنة فنورد اولاً ما جاء في تفسير ابن كثير:‏
والله غالب على أمره ” إي إذا أراد شيئا فلا رد ولا يمانع ولا يخالف بل هو الغالب لما سواه. ‏قال سعيد بن جبير في قوله ” والله غالب على أمره ” أي فعال لما يشاء وقوله ” ولكن أكثر ‏الناس لا يعلمون ” يقول لا يدرون حكمته في خلقه وتلطفه وفعله لما يريد،
تفسير ابن كثير ج 2 ص 490.‏

اما الرازي في تفسيره فيقول:‏
ثم قال تعالى: * (والله غالب على أمره) * وفيه وجهان: الأول: غالب على أمر نفسه لأنه فعال ‏لما يريد لا دافع لقضائه ولا مانع عن حكمه في أرضه وسمائه، والثاني: والله غالب على أمر ‏يوسف، يعني أن انتظام أموره كان إلهيا، وما كان بسعيه وإخوته أرادوا به كل سوء ومكروه ‏والله أراد به الخير، فكان كما أراد الله تعالى ودبر، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد ‏الله. واعلم أن من تأمل في أحوال الدنيا وعجائب أحوالها عرف وتيقن أن الأمر كله لله، وأن ‏قضاء الله غالب.‏
تفسير الرازي ج 18 ص 110.‏

أما ما جاء في كتاب المتشابهات في الجزء الرابع للسيد احمد الحسن (ع):‏
س/ ما معنى قوله تعالى: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: ‏‏21)

ج/ بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
أي إن الله سبحانه وتعالى المهيمن على الأمر والموجه له، كيف يشاء. فهو سبحانه وتعالى يوجه ‏الكون الجسماني والروحاني إلى الغاية التي يشاءها سبحانه وتعالى، والى الغرض الذي خلق ‏لأجله الخلق. ‏
فمثلاً قصة: (نبي الله يوسف) (ع) وماجرى عليه من ابتلاء فقد القي في البئر، ثم بيع ووقع في ‏ذل العبودية، ثم اتهم بالفاحشة وهتكت سمعته، ثم القي في السجن، وفي النهاية أصبح عزيز ‏مصر. وكان سببا لاستيطان بني إسرائيل في مصر، وما تبع هذا الاستيطان من بعث موسى (ع) ‏‏(قائم آل إبراهيم) في مصر ومواجهته لفرعون مصر، وفي كل الأحداث والابتلاءات التي ‏حصلت ليوسف (ع) فإن الله غالب على الأمر، ومهيمن عليه ولو شاء لما حصلت، ولكنه شاء ‏ان تحصل، ومعظمها بسبب الشيطان او وسوسته، ولكن الله سبحانه وتعالى جعل مكر الشيطان ‏ينقلب عليه (وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ)(فاطر:10)، (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً)(النساء: 76). ‏
وبُدِّل سوء حال يوسف (ع) إلى أحسن حال، فمن السجن وذل العبودية إلى الحرية والملك، فهو ‏سبحانه مبدل السيئات بالحسنات.‏
فـ(المسيرة العامة) وان كانت فيها مداخلات كثيرة للشيطان وجنده من الإنس والجن، ولكن الله ‏سبحانه وتعالى يجعل نتيجتها ومحصلتها ما يريده هو سبحانه وتعالى: (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، ومن ‏تيقن أن الله غالب على أمره: (لا يهتم لنـزول البلاء، إلا أن يتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى). ‏
وان شئت ثنيتُ لك بـ(أيوب) (ع) وعظيم بلاءه، فهو لم يواجه البلاء إلا بالشكر والامتنان لله ‏سبحانه وتعالى، فكانت عاقبته خير الدنيا والآخرة: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) (صّ:42). ‏
والعاقبة للمتقين فيجب أن تكون هذه الآية: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) ‏‏(يوسف: 21) شعاراً يعلقه أهل اليقين في أعناقهم.‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 4‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى