أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(16- 24) (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر.‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة السادسة عشرة
‏(الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (يّـس:80)‏
كيف يمكن ان تكون النار من الشجر الأخضر؟

ونبدأ بتفسير السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان
قوله تعالى: ” الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ” بيان لقوله: ” ‏الذي أنشأها أول مرة ” والايقاد إشعال النار. والآية مسوقة لرفع استبعاد جعل الشئ الموات شيئا ‏ذا حياة والحياة والموت متنافيان والجواب أنه لا استبعاد فيه فإنه هو الذي جعل لكم من الشجر ‏الأخضر الذي يقطر ماء نارا فإذا أنتم منه توقدون وتشعلون النار، والمراد به على المشهور بين ‏المفسرين شجر المرخ والعفار كانوا يأخذون منهما على خضرتهما فيجعل العفار زندا أسفل ‏ويجعل المرخ زنذا أعلى فيسحق الاعلى على الأسفل فتنقدح النار بإذن الله فحصول الحي من ‏الميت ليس بأعجب من انقداح النار من الشجرة الخضراء وهما متضادان.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 17 ص 112.‏

اما الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسير التبيان فيقول:‏
‏(الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) * فبين أن من قدر على أن ‏يجعل في الشجر الاخضر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع تضاد النار للرطوبة حتى إذا ‏احتاج الانسان حك بعضه ببعض وهو المزح والعفار وغير ذلك من أنواع الشجر فيخرج منه ‏النار وينقدح، فمن قدر على ذلك لا يقدر الإعادة؟ ! ثم نبههم على دليل آخر فقال * (أوليس الذي ‏خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) * ومعناه من قدر على اختراع السماوات ‏والأرض كيف لا يقدر على أمثاله؟ ! وقد ثبت أن من شأن القادر على الشئ أن يكون قادرا على ‏جنس مثله وجنس ضده. ودخول الباء في خبر (ليس) لتأكيد النفي. ثم قال تعالى مجيبا عن هذا ‏النفي فقال * (بلى وهو الخلاق العليم) * أي هو خالق لذلك عالم بكيفية الإعادة.‏
التبيان – الشيخ الطوسي ج 8 ص 478.‏

اما من كتب السنة فيقول ابن كثير في تفسيره:‏
وقوله تعالى: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) ‏
أي الذي بدأ خلق هذا الشجر من ماء حتى صار خضرا نضرا ذا ثمر وينع ثم أعاده إلى أن صار ‏حطبا يابسا توقد به النار كذلك هو فعال لما يشاء قادر على ما يريد لا يمنعه شئ قال قتادة في ‏قوله (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) يقول الذي أخرج هذه النار ‏من هذا الشجر قادر على أن يبعثه وقيل المراد بذلك شجر المرخ والعفار ينبت في أرض الحجاز ‏فيأتي من أراد قدح نار وليس معه زناد فيأخذ منه عودين أخضرين ويقدح أحدهما بالآخر فتتولد ‏النار من بينهما كالزناد سواء وروي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي المثل: لكل شجر ‏نار واستمجد المرخ والغفار وقال الحكماء في كل شجر نار إلا العناب.‏
تفسير ابن كثير ج 3 ص 589.‏

و اما الرازي في تفسيره فيقول:‏
‏(الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذآ أنتم منه توقدون) * ووجهه هو أن الإنسان ‏مشتمل على جسم يحس به وحياة سارية فيه، وهي كحرارة جارية فيه فإن استبعدتم وجود حرارة ‏وحياة فيه فلا تستبعدوه، فإن النار في الشجر الأخضر الذي يقطر منه الماء أعجب وأغرب وأنتم ‏تحضرون حيث من توقدون، وإن استبعدتم خلق جسمه فخلق السماوات والأرض أكبر من خلق ‏أنفسكم فلا تستبعدوه فإن الله خلق السماوات والأرض فبان لطف قوله تعالى: * (الذي جعل لكم ‏من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) *.‏
تفسير الرازي ج 26 ص 110.‏

و الآن ننقل لكم تفسير قائم ال محمد في كتاب المتشابهات:‏
ما معنى الآية: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (يّـس:80)؟.‏
ج/ الشجر الأخضر أي الدين فمعنى الآية أن الله جعل لكم من الدين نوراً فإذا أنتم به ترتقون في ‏السماوات، وجعل لكم من الدين نوراً تسيرون به في الناس وتعرفون الحق من الباطل، فبالعبادة ‏وطاعة الله يرتقي الإنسان ويجعل الله له نوراً يعرف به الحق، ويبصر به الحق، هذه هي حقيقة ‏المراد من الآية، أما ظاهرها فهو بين لا يحتاج إلى توضيح وأي شخص درس عملية التركيب ‏الضوئي في النبات يعلم أن الخشب إنما هو نتيجة من نتائج هذه العملية التي تعتمد على المادة ‏الخضراء الموجودة في الأوراق عادة وهذه آية من آيات الله فالنبات باختصار يقوم مقام مصنع ‏يخزن حرارة الشمس على شكل خشب وهذا الخشب يمكن أن يعطي هذه الحرارة في أي وقت.‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى