بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر.
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم.
الحلقة الخامسة عشرة
(إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان: 19)
و كما تعودنا نبدأ بتفسير السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان
قوله تعالى: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) القصد في الشئ الاعتدال فيه والغض – على ما ذكره الراغب – النقصان من الطرف والصوت فغض الصوت النقص والقصر فيه. والمعنى: وخذ بالاعتدال في مشيك وبالنقص والقصر في صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير لمبالغتها في رفعه.
(بحث روائي)
وفى المجمع في قوله تعالى: (ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) وروى عن أبي عبد الله ع قال: هي العطسة المرتفعة القبيحة والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا الا أن يكون داعيا أو يقرأ القرآن.
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 16 ص 219 و ص 221.
اما الشيخ الطوسي رحمه الله في تفسير التبيان فيقول:
” واغضض من صوتك ” أي لا ترفع صوتك متطاولا لأنه مذموم ” ان انكر الأصوات لصوت الحمير ” قال الفراء: معناه إن أشد الأصوات. وقال غيره: معناه أقبح الأصوات – في قول مجاهد – كما يقال: هذا وجه منكر.
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 8 ص 281.
اما من كتب السنة فيقول ابن كثير في تفسيره:
(واغضض من صوتك) أي لا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه ولهذا قال (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) وقال مجاهد وغير واحد إن أقبح الأصوات لصوت الحمير أي غاية من رفع صوته أنه يشبه بالحمير في علوه ورفعه ومع هذا هو بغيض إلى الله وهذا التشبيه في هذا بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يقئ ثم يعود في قيئه ” وقال النسائي عند تفسير هذه الآية حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا ” وقد أخرجه بقية الجماعة سوى ابن ماجة من طرق عن جعفر بن ربيعة به وفي بعض الألفاظ بالليل فالله أعلم.
تفسير ابن كثير ج 3 ص 456.
و الآن ننقل لكم تفسير قائم ال محمد في كتاب المتشابهات:
لماذا قال تعالى: (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان: 19)
ج / قال تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ) (الجمعة: 5) فالعالم غير العامل في ملكوت السماوات وكما تراه الملائكة مثاله حمار وقال تعالى في العلماء غير العاملين الذين ينفرون من دعوات الأنبياء والمرسلين (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) (المدثر50-51) أي كأنهم حمير فرت من أسد، وصوت العلماء غير العاملين منكر وهو أنكر الأصوات لأنه صوت الباطل الذي يجادل الحق الخالص الذي يأتي به الأنبياء والرسل والحجج على أهل الأرض (ع).
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3.