أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(14- 24) (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر.‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة الرابعة عشرة
‏(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (الفتح:10)‏

و كما تعودنا نبدأ اولاً بما جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) إلى آخر الآية. البيعة ‏نوع من الميثاق ببذل الطاعة قال في المفردات: وبايع السلطان إذا تضمن بذل الطاعة له بما ‏رضخ له انتهى، والكلمة مأخوذة من البيع بمعناه المعروف فقد كان من دأبهم أنهم إذا أرادوا ‏إنجاز البيع أعطى البايع يده للمشتري فكأنهم كانوا يمثلون بذلك نقل الملك بنقل التصرفات التي ‏يتحقق معظمها باليد إلى المشتري بالتصفيق، وبذلك سمي التصفيق عند بذل الطاعة بيعة ‏ومبايعة، وحقيقة معناه إعطاء المبايع يده للسلطان مثلا ليعمل به ما يشاء.‏
فقوله: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) تنزيل بيعته صلى الله عليه وآله وسلم منزلة بيعته تعالى بدعوى أنها هي ‏فما يواجهونه صلى الله عليه وآله وسلم به من بذل الطاعة لا يواجهون به إلا الله سبحانه لان طاعته طاعة الله ثم قرره ‏زيادة تقرير وتأكيد بقوله: (يد الله فوق أيديهم) حيث جعل يده صلى الله عليه وآله وسلم يد الله كما جعل رميه صلى الله عليه وآله وسلم رمي ‏نفسه في قوله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الأنفال: 17.‏
وفي نسبة ما له صلى الله عليه وآله وسلم من الشأن إلى نفسه تعالى آيات كثيرة كقوله تعالى: (من يطع الرسول فقد ‏أطاع الله) النساء: 80، وقوله: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون الانعام: ‏‏33، وقوله: ليس لك من الامر شئ) آل عمران: 128.‏
ثم ينقل السيد الطباطبائي روايات تخص هذا المضمون حيث يقول:‏
‏(بحث روائي) ‏
في الدر المنثور أخرج ابن عدي وابن مردويه والخطيب وابن عساكر في تاريخه عن جابر بن ‏عبد الله قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية (وتعزروه) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: ما ‏ذاك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: لتنصروه. وفي العيون بإسناده عن عبد السلام بن صالح ‏الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي ‏يرويه أهل الحديث: أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال: يا أبا الصلت إن الله ‏تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته ‏مبايعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) ‏وقال: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من زارني في ‏حياتي أو بعد موتي فقد زار الله.‏
ودرجته في الجنة أعلى الدرجات، ومن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك ‏وتعالى. ‏
وفي إرشاد المفيد في حديث بيعة الرضا عليه السلام قال: وجلس المأمون ووضع للرضا عليه ‏السلام وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام في الحضرة ‏وعليه عمامة وسيف. ثم أمر ابنه العباس بن المأمون إن يبايع له في أول الناس فرفع الرضا عليه ‏السلام يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة فقال الرضا عليه ‏السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق أيديهم.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 18 ص 274.‏

أما الشيخ الطوسي رحمه الله فيقول:‏
‏” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ” ‏
فالمراد بالبيعة المذكورة – ههنا – بيعة الحديبية، وهي بيعة الرضوان – في قول قتادة ومجاهد – ‏والمبايعة معاقدة على السمع والطاعة، كالمعاقدة في البيع والشراء بما قد مضي فلا يجوز ‏الرجوع فيه. وقيل: إنها معاقدة على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم في الحرب النصرة. وقوله ” يد ‏الله فوق أيديهم ” قيل في معناه قولان: أحدهما – عقد الله في هذه البيعة فوق عقدهم لأنهم بايعوا ‏الله ببيعة نبيه صلى الله عليه وآله والآخر – قوة الله في نصرة نبيه صلى الله عليه وآله فوق ‏نصرتهم. وقيل يد الله في هدايتهم، فوق أيديهم بالطاعة.‏
تفسير التبيان – الشيخ الطوسي ج 9 ص 319.‏

ومما ورد في كتب أهل السنة فننقل ما جاء في تفسير ابن كثير
ثم قال عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتعظيما وتكريما ” إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ‏‏” كقوله جل وعلا ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” ” يد الله فوق أيديهم ” أي هو حاضر معهم ‏يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ‏فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ‏ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ” ‏
ثم ينقل حديث عن النبي (ص)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سل ‏سيفه في سبيل الله فقد بايع الله “‏
تفسير ابن كثير ج 4 ص 199.‏

اما ما ورد عن الرازي في تفسيره ‏
ثم قال تعالى * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث ‏على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما) *. لما بين أنه مرسل ذكر أن ‏من بايعه فقد بايع الله، وقوله تعالى: * (يد الله فوق أيديهم) * يحتمل وجوها، وذلك أن اليد في ‏الموضعين إما أن تكون بمعنى واحد، وإما أن تكون بمعنيين، فإن قلنا إنها بمعنى واحد، ففيه ‏وجهان أحدهما: * (يد الله) * بمعنى نعمة الله عليهم فوق إحسانهم إلى الله كما قال تعالى: * (بل ‏الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) * (الحجرات: 17) وثانيهما: * (يد الله فوق أيديهم) * أي ‏نصرته إياهم أقوى وأعلى من نصرتهم إياه، يقال: اليد لفلان، أي الغلبة والنصرة والقهر.‏
وأما إن قلنا إنها بمعنيين، فنقول في حق الله تعالى بمعنى الحفظ، وفي حق المبايعين بمعنى ‏الجارحة، واليد كناية عن الحفظ مأخوذ من حال المتبايعين إذا مد كل واحد منهما يده إلى صاحبه ‏في البيع والشراء، وبينهما ثالث متوسط لا يريد أن يتفاسخا العقد من غير إتمام البيع، فيضع يده ‏على يديهما، ويحفظ أيديهما إلى أن يتم العقد، ولا يترك أحدهما يترك يد الآخر، فوضع اليد فوق ‏الأيدي صار سببا للحفظ على البيعة، فقال تعالى: * (يد الله فوق أيديهم) * يحفظهم على البيعة ‏كما يحفظ ذلك المتوسط أيدي المتبايعين.‏
تفسير الرازي ج 28 ص 87.‏

اما ما فسره يماني آل محمد (ص) في المتشابهات ‏
س/ ما معنى قوله تعالى:-‏
‏(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى ‏بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح:10) ‏
ج/ محمد (ص) هو يد الله، وفي الحديث القدسي ما معناه (لا يزال عبدي يتقرب الي بالفرائض ‏حتى يكون يدي وعيني …) فالحجة على أهل الأرض هو يد الله وعين الله في خلقه، وفي ‏دعاء السمات (وظهورك في جبل فاران) أي ظهور الله في مكة بمحمد (ص).‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3 ‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى