أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(13- 24) (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر.‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم.‏

الحلقة الثالثة عشرة
‏( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (التكاثر:8)‏

نبدأ اولاً بما جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)‏
ظاهر السياق أن هذا الخطاب وكذلك الخطابات المتقدمة في السورة للناس بما أن فيهم من اشتغل ‏بنعمة ربه عن ربه فأنساه التكاثر فيها عن ذكر الله، وما في السورة من التوبيخ والتهديد متوجه ‏إلى عامة الناس ظاهرا واقع على طائفة خاصة منهم حقيقة وهم الذين ألهاهم التكاثر. وكذا ظاهر ‏السياق أن المراد بالنعيم مطلقه وهو كل ما يصدق عليه أنه نعمة فالانسان مسؤول عن كل نعمة ‏أنعم الله بها عليه……..‏
ثم يقول السيد الطباطبائي:‏
فاستعمال هذه النعم على نحو يرتضيه الله وينتهي بالانسان إلى غايته المطلوبة هو الطريق إلى ‏بلوغ الغاية وهو الطاعة، واستعمالها بالجمود عليها ونسيان ما وراءها غي وضلال وانقطاع عن ‏الغاية وهو المعصية، وقد قضى سبحانه قضاء لا يرد ولا يبدل أن يرجع الانسان إليه فيسأله عن ‏عمله فيحاسبه ويجزيه، وعمله هو استعماله للنعم الإلهية قال تعالى: ” وأن ليس للانسان إلا ما ‏سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى ” النجم: 42، فالسؤال ‏عن عمل العبد سؤال عن النعيم كيف استعمله أشكر النعمة أم كفر بها.‏
‏( بحث روائي ) ‏
في المجمع، قيل: نزلت في اليهود قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان ‏ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا عن قتادة. وقيل: نزلت في فخذ من الأنصار تفاخروا عن أبي ‏بريدة، وقيل: نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف بن قصي وبني سهم بن عمر وتكاثروا ‏وعدوا أشرافهم فكثرهم بنو عبد مناف. ثم قالوا: نعد موتانا حتى زاروا القبور فعدوهم وقالوا: هذا ‏قبر فلان وهذا قبر فلان فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية. عن مقاتل والكلبي. ‏وفي تفسير البرهان عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ‏عليه السلام في قوله تعالى: ” لو تعلمون علم اليقين ” قال: المعاينة. أقول: الرواية تؤيد ما قدمناه ‏من المعنى.‏
وفي تفسير القمي باسناده عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ” لتسألن يومئذ ‏عن النعيم ” قال: تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم بأهل بيته. وفي الكافي بإسناده ‏عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فدعا بالغذاء فأكلت معه طعاما ما ‏أكلت طعاما أطيب منه قط ولا ألطف فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد كيف رأيت طعامك؟ ‏أو قال: طعامنا؟ قلت: جعلت فداك ما أكلت طعاما أطيب منه قط ولا أنظف ولكن ذكرت الآية ‏التي في كتاب الله عز وجل ” ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ” فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما ‏يسألكم عما أنتم عليه من الحق.‏
وفيه بإسناده عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد ‏بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر تنظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه فقال رجل: لتسألن عن هذا ‏النعيم الذي تنعمتم به عند ابن رسول الله فقال أبو عبد الله عليه السلام إن الله عز وجل أكرم ‏وأجل أن يطعم طعاما فيسوغكموه ثم نسألكم عنه إنما يسألكم عما أنعم عليكم بمحمد وآل محمد صلى ‏الله عليه وآله وسلم.‏
أقول: وهذا المعنى مروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بطرق أخرى وعبارات مختلفة وفي ‏بعضها أن النعيم ولايتنا أهل البيت، ويؤل المعنى إلى ما قدمناه من عموم النعيم لكل نعمة أنعم الله ‏بها بما أنها نعمة.‏
بيان ذلك أن هذه النعم لو سئل عن شئ منها فليست يسأل عنها بما أنها لحم أو خبز أو تمر أو ‏ماء بارد أو أنها سمع أو بصر أو يد أو رجل مثلا وإنما يسأل عنها بما أنها نعمة خلقها الله ‏للانسان وأوقعها في طريق كماله والحصول على التقرب العبودي كما تقدمت الإشارة إليه وندبه ‏إلى أن يستعملها شكرا لا كفرا.‏
فالمسؤول عنها هي النعمة بما أنها نعمة، ومن المعلوم ان الدال على نعيمية النعيم وكيفية ‏استعماله شكرا والمبين لذلك كله هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونصب لبيانه الأئمة من أهل ‏بيته فالسؤال عن النعيم مرجعه السؤال عن العمل بالدين في كل حركة وسكون ومن المعلوم ‏أيضا أن السؤال عن النعيم الذي هو الدين سؤال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من بعده الذين افترض الله ‏طاعتهم وأوجب اتباعهم في السلوك إلى الله الذي طريقه استعمال النعم كما بينه الرسول والأئمة.‏
وإلى كون السؤال عن النعيم سؤالا عن الدين يشير ما في رواية أبي خالد من قوله: ” إنما يسألكم ‏عما أنتم عليه من الحق “. وإلى كونه سؤالا عن النعيم الذي هو النبي وأهل بيته يشير ما في ‏روايتي جميل وأبي حمزة السابقتين من قوله: ” يسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليها برسوله ثم ‏بأهل بيته ” أو ما في معناه، وفي بعض الروايات: ” النعيم هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنعم الله به على ‏أهل العالم فاستنقذهم من الضلالة “، وفي بعضها أن النعيم ولايتنا أهل البيت، والمال واحد ومن ‏ولاية أهل البيت افتراض طاعتهم واتباعهم فيما يسلكونه من طريق العبودية.‏
وفي المجمع، وقيل: النعيم الصحة والفراغ عن عكرمة، ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي ‏صلى الله عليه وآله وسلم قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. وفيه، وقيل: هو يعني النعيم ‏الامن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما ‏السلام.‏
أقول: وفي روايات أخرى من طرق أهل السنة أن النعيم هو التمر والماء البارد وفي بعضها ‏غيرهما، وينبغي أن يحمل الجميع على إيراد المثال. وفي الحديث النبوي من طرقهم أيضا، ثلاث ‏لا يسأل عنها العبد: خرقة يواري بها عورته أو كسرة يسد بها جوعته أو بيت يكنه من الحر ‏والبرد. الحديث، وينبغي أن يحمل على خفة الحساب في الضروريات ونفي المناقشة فيه والله ‏أعلم.‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 20 ص 352 و ما بعدها.‏

جاء في معنى النعيم بحسب ما ورد من كتب أبناء السنة
النعيم: المأكول والمشروب والملبوس، وقيل الصحة والأمان، وقيل هي ملذات ‏الدنيا وما يشبهها ‏من نعم. ‏
اما ما جاء في تفسير ابن كثير من ابناء السنة
قال لما نزلت هذه الآية ” ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ” ‏
قال الصحابة يا رسول الله أي نعيم نحن فيه وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير؟ فأوحى ‏الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهم أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد؟ فهذا من النعيم وقال ابن أبي ‏حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن ابن أبي ‏ليلى أظنه عن عامر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال ” ‏الامن والصحة ” وقال زيد بن أسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” يعني شبع ‏البطون وبارد الشراب وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم ورواه ابن أبي حاتم بإسناده ‏المتقدم عنه في أول السورة. وقال سعيد بن جبير حتى عن شربة عسل. وقال مجاهد: عن كل ‏لذة من لذات الدنيا وقال الحسن البصري من النعيم الغداء والعشاء وقال أبو قلابة: من النعيم أكل ‏السمن والعسل بالخبز النقي وقول مجاهد أشمل هذه الأقوال وقال علي ابن أبي طلحة عن ابن ‏عباس ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال النعيم صحة الأبدان والاسماع والابصار يسأل الله ‏العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم وهو قوله تعالى ” إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك ‏كان عنه مسؤولا ” وثبت في صحيح البخاري وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث ‏عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” نعمتان مغبون ‏فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ” ومعنى هذا أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين لا ‏يقومون بواجبهما ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه فهو مغبون. وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا ‏القاسم بن محمد بن يحيى المروزي حدثنا علي بن الحسين بن شقيق حدثنا أبو حمزة عن ليث عن ‏أبي فزارة عن يزيد بن لأصم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما فوق الازار وظل ‏الحائط وجر الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة أو يسئل عنه ” ثم قال لا نعرفه إلا بهذا ‏الاسناد. ‏
تفسير ابن كثير ج 4 ص 584 و ما بعدها.‏

و ننقل لكم ما جاء عن يماني ال محمد (ع) في كتاب المتشابهات
ما معنى ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (التكاثر:8)؟.‏
ج/النعيم هم محمد وآل محمد (ع) كما ورد عنهم (ع). ‏
والسؤال عنهم (ع) يوم القيامة لعظيم شأنهم نسبة إلى من سبقهم من الأنبياء والمرسلين، فالأنبياء ‏والمرسلين ومحمد وآل محمد (ع) أنوار أضاءت الطريق لأممهم، وبهم يعرف طريق الله سبحانه ‏وتعالى، ويميز الحق من الباطل بسيرتهم ونهجهم وحكمتهم وأقوالهم وأعمالهم، ومحمد وآل محمد (ع) ‏نور الله سبحانه وتعالى. ‏
فهم (ع) كالشموس التي أضاءت الطريق لهذه الأمة الإسلامية، ولكن للأسف أعرضت الأمة ‏عنهم، ولم تقتدي بسيرتهم، أما بقية الأنبياء والمرسلين فقد كانوا كالشموع التي أضاءت الطريق ‏لأممهم، ولهذا يهدد الله سبحانه وتعالى بأنه سيسأل هذه الأمة عن محمد وآل محمد (ع). ‏
فالطريق الذي يضاء بالشموع ليس كالطريق الذي يضاء بالشموس، والذي يتيه ويضيع طريقه ‏مع أن هذا الطريق مضاء بالشموس الطالعة الباهرة، أولى بأن يعاتب ويحاسب ثم يعاقب. وسأل ‏أمير المؤمنين علي (ع) من الذين بدلوا نعمة الله كفراً فقال (ع):-‏
‏(دعهم لغيهم هم قريش ) بحار الأنوار ج10 ص124‏
وفي زمان الرسول (ص) قريش: هم الذين يعيشون حول الكعبة في أم القرى مكة. وفي زمان ‏القائم (ع) قريش: هم الذين يعيشون حول ضريح علي (ع) في أم القرى في هذا الزمان وهي ‏النجف، ومن قريش في هذا الزمان بعض علماء الدين، وهم الذين يقدم القائم (ع) خمس مئة منهم ‏فيضرب أعناقهم، ويعيد ذلك ست مرات، كما ورد في الرواية عن أهل البيت (ع)‏ ‏ أنظر المصدر ‏بحار الأنوار ج 53.، وورد في الرواية إن القائم (ع) يفتح مدينة النجف كما فتحت مكة عنوة ‏وبالسيف، ويقتل مقاتليها ويقتل القائم في النجف حتى يرضى الله كما ورد في الروايات عنهم ‏‏(ع).‏
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى