أخبار الترندعقائد الشيعة

ألمٌ وغصة في ذكرى عيد الغدير

ألمٌ وغصة في ذكرى عيد الغدير

ا. نجيب المياحي
من الأهميةِ بمكان في ذكرى تنصيب أمير المؤمنين في عيد الغدير أن نقف عند هذا التنصيب المباشر والبيعة لعلي (ع)، ونسأل: هل المسلمون أدّوا الطاعة وسلّموا قيادهم للخليفة الإلهي المنصَّب من عند الله سبحانه؟!

   ماذا حدث لجموع المسلمين المبايعين في تلك اللحظة بعد رحيل رسول الله محمد (ص) من هذا العالم حتى ارتدوا عن تلك البيعة التي أدوها بحضور رسول الله (ص) وبأمر الله؟!

كيف يعقل أن يحدث هكذا أمر مريب بإجماع الأغلبية الساحقة من المسلمين؟
والسؤال الأهم: هل يمكن أن يحدث هكذا حدث للذين يحتفلون اليوم بذكرى عيد الغدير ويسلكون ذات السنن التي سلكها قبلهم؟! إجابة هذا السؤال الأخير تكون باستقراء الواقع المعاش اليوم.

  الإمام علي بن أبي طالب (ع) لم يجد الناصر والمعين بعد حادثة الغدير حتى اغتُصِبت منه الخلافة غصباً، رغم كثرة المبايعين له في حادثة غدير خم المتواترة والمشهورة كالنار على علم.

   إنه أمر خطير وجلل أن يتبع المهاجرون والأنصار زعماءهم وينكثوا البيعة طاعة لأهوائهم ورضا لكبرائهم. الآن نحن نحتفل فرحًا وحبًا بعلي بن أبي طالب (ع) في عيد الغدير، الحادثة التي حدثت ومضت وانتهى زمانها ومكانها ولم يبقَ منها إلا الموعظة الحسنة، فهل نحن على استعداد لخوض امتحان مماثل لامتحان غدير خم؟
  إنه سؤال عظيم وجبار لابد أن يداهم ذهن كل مؤمن فطن كيس، فالله سبحانه يقول: "سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ  وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا" (سورة الفتح - الآية: 23).

  إذن، حدوث هكذا أمر متوقع بل قطعي حتى يكون الامتحان عادلًا للجميع وإن اختلفت آلياته وترتيبه وزمانه ومكانه لكنه نفس الصيغة: هو تأدية البيعة والطاعة للحجة في كل زمان.

  اليوم الناس ممتحنة ببيعة وصي ورسول الإمام المهدي السيد الإمام أحمد الحسن (ع) بأمر الله سبحانه وعلى لسان رسول الله (ص) وبتوجيه الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري (ع)، فاحذروا أن تلدغكم نفس الأفعى من نفس الجحر في كل مرة، وتنكثوا بيعتكم لإمامكم المهدي (ع) لأنه أرسل لكم ابنه ووصيه بالحق اليماني أحمد الحسن (ع)، أو طاعة لأهوائكم ورضا لزعمائكم كما جرى على حادثة عيد الغدير وصاحبها الامام علي بن ابي طالب (ع).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى