أدلة الدعوة اليمانيةزاوية الحكمة اليمانيةزاوية الدعوة اليمانيةشيء من علم السيد أحمد الحسن ععقائد السنةعقائد الشيعة

(12- 24) (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً

سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد ‏احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله ‏هذا الرجل الطاهر .‏
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و ‏اترك الحكم للقاريء الكريم .‏

الحلقة الثانية عشرة

‏( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (المؤمنون:20)‏

و مما جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي

قوله تعالى : ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” معطوف على ” ‏جنات ” أي وأنشأنا لكم به شجرة في طور سيناء، والمراد بها شجرة الزيتون التي تكثر في طور ‏سيناء، ‏
وقوله: ” تنبت بالدهن ” أي تثمر ثمرة فيها الدهن وهو الزيت فهي تنبت بالدهن، ‏
وقوله: ” وصبغ للآكلين ” أي وتنبت بصبغ للآكلين، والصبغ بالكسر فالسكون الادام الذي يؤتدم ‏به، وإنما خص شجرة الزيتون بالذكر لعجيب أمرها، والمعنى ظاهر.‏

بحث روائي
وفي تفسير القمي قوله عز وجل: ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” ‏قال شجرة الزيتون ، وهو مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومثل أمير المؤمنين عليه السلام فالطور الجبل ‏وسيناء الشجرة. ‏
وفي المجمع ” تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الزيت شجرة ‏مباركة فائتدموا منه وادهنوا .‏
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 15 ص 23 و 24 .‏

ننقل قول الشيخ الطبرسي رحمه الله في تفسير مجمع البيان :‏

‏(وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين ) ( 20 ) ‏
فقال: (وشجرة تخرج من طور سيناء) أي وأنشأنا لكم بذلك المطر شجرة يعني شجرة الزيتون، ‏وخضت بالذكر لما فيها من العبرة بأنه لا يتعاهدها انسان بالسقي، وهي تخرج الثمرة التي يكون ‏منها الدهن الذي تعظم به المنفعة. وسيناء: اسم المكان الذي به هذا الجبل في أصح الأقوال. وهي ‏نبطية في قول الضحاك، وحبشية في قول عكرمة. وهي اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها، ‏عن مجاهد. وقيل: سيناء البركة، فكأنه قيل: جعل البركة، عن‎ ‎ابن عباس، وقتادة. وقيل: طور ‏سيناء الجبل المشجر أي: كثير الشجر، عن الكلبي، وقيل: هو الجبل الحسن، عن عطاء. وهو ‏الجبل الذي نودي منه‎ ‎موسى عليه السلام، وهو ما بين مصر، وأيلة، عن ابن زيد. (تنبت بالدهن) ‏أي: تنبت ثمرها بالدهن، لأنه يعصر من الزيتون الزيت (وصبغ للآكلين) والصبغ ما يصطبغ به ‏من الأدم، وذلك أن الخبز يلون بالصبغ إذا غمس فيه. والاصطباغ بالزيت: الغمس فيه للائتدام ‏به. والمراد بالصبغ الزيت، عن‎ ‎ابن عباس، فإنه يدهن به ويؤتدم. جعل الله في هذه الشجرة أدما ‏ودهنا. فالأدم الزيتون، والدهن الزيت. وقد روي عن‎ ‎النبي صلى الله عليه وآله وسلم‎ ‎أنه قال: (الزيت شجرة مباركة ‏فائتدموا به، وادهنوا.‏
تفسير مجمع البيان – الشيخ الطبرسي ج 7 ص 184 و ما بعدها .‏

ما جاء من كتب السنة فقد روى ابن كثير في فسيره ‏

وقوله ” وشجرة تخرج من طور سيناء ” يعني الزيتونة ، والطور هو الجبل وقال بعضهم إنما ‏يسمى طورا إذا كان فيه شجر فإن عري عنها سمي جبلا لا طورا والله أعلم ، وطور سيناء هو ‏طور سينين وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسي بن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال ‏التي فيها شجر الزيتون ، وقوله ” تنبت بالدهن ” قال بعضهم الباء زائدة وتقديره تنبت الدهن كما ‏في قول العرب ألقى فلان بيده أي يده وأما على قول من يضمن الفعل فتقديره تخرج بالدهن أو ‏تأتي بالدهن ولهذا قال ” وصبغ ” أي أدم قاله قتادة ” للآكلين ” أي فيها ما ينتفع به من الدهن ‏والاصطباغ كما قال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن عبد الله ابن عيسى عن عطاء الشامي عن أبي ‏أسيد واسمه مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلوا ‏الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ” وقال عبد بن حميد في مسنده وتفسيره حدثنا عبد ‏الرزاق أنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ائتدموا بالزيت وادهنوا ‏به فإنه يخرج من شجرة مباركة ” تفسير ابن كثير ج 3 ص253 و ما بعدها .‏

وما جاء في تفسير الرازي ‏

‏ قوله تعالى :(وشجرة تخرج من طور سيناء) ‏
فهو عطف على جنات وقرئت مرفوعة على الابتداء أي ومما أنشأنا لكم شجرة ، قال صاحب ” ‏الكشاف ” طور سيناء وطور سينين لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء ‏وسينون ، وإما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف إليه كامرئ القيس وبعلبك فيمن ‏أضاف ، فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو التأنيث لأنها بقعة وفعلاء ‏لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء ، ومن فتح لم يصرفه لأن ألفه للتأنيث كصحراء ، وقيل هو ‏جبل فلسطين وقيل بين مصر وأيلة ، ومنه نودي موسى عليه السلام وقرأ الأعمش سينا على ‏القصر .‏
أما قوله تعالى: (تنبت بالدهن) فهو في موضع الحل أي تنبت وفيها الدهن، كما يقال ركب ‏الأمير بجنده، أي ومعه الجند وقرئ تنبت وفيه وجهان : أحدهما : أن أنبت بمعنى نبت قال ‏زهير: فرأيت ذوي لحاجات حول بيوتهم * قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل والثاني : أن مفعوله ‏محذوف ، أي تنبت زيتونها وفيه الزيت ، قال المفسرون : وإنما أضافها الله تعالى إلى هذا الجبل ‏لأن منها تشعبت في البلاد وانتشرت ولأن معظمها هناك . ‏
أما قوله: (وصبغ للآكلين) فعطف على الدهن ، أي إدام للآكلين ، والصبغ والصباغ ما ‏يصطبغ به ، أي يصبغ به الخبز ، وجملة القول أنه سبحانه وتعالى نبه على إحسانه بهذه الشجرة ‏، لأنها تخرج هذه الثمرة التي يكثر بها الانتفاع وهي طرية ومدخرة ، وبأن تعصر فيظهر الزيت ‏منها ويعظم وجوه الانتفاع به .‏
تفسير الرازي ج 23 ص 89 و ما بعدها .‏

و لنرى ما وضحه السيد احمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات في تفسير هذه الاية ‏المباركة :‏

قال تعالى : ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (المؤمنون:20) ‏
ج/ قال تعالى : ‏
‏(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون:18) ‏
والماء هو نور محمد (ص) وهو العلم ‏
‏(فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون:19) ‏
الجنات هم آل محمد (ع) وأشجار النخيل والأعناب والفواكه هم شيعتهم (ع) وأولياءهم المخلصين .‏
‏( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) (المؤمنون:20)‏
وهذه الشجرة : قائم آل محمد (ع) ، والطور: النجف وقد ورد في الرواية عنهم (ع) أن طور سيناء ‏نقلته الملائكة إلى النجف ، تنبت بالدهن : الأشجار عادة تنبت بالماء وهو سائل خفيف أما الدهن ‏فهو سائل ثقيل كثيف لا تنبت الأشجار به عادة ولكن هذه شجرة خاصة ولها خصوصية أنها ‏تسقى بالدهن لا الماء فهي تشرب الدهن وهو العلم الثقيل والنور الخالص ‏
‏( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور ) النور .‏
وصبغ للآكلين : الذي يأكل يقدم له الطعام لا الصبغ ، إذن فهذا الصبغ هو نتيجة للأكل من هذه ‏الشجرة ، حيث أن الذين يأكلون من هذه الشجرة ويأخذون علومها وينتفعون بعلم الإمام المهدي ‏‏(ع) يصبغون بصبغة الله سبحانه . ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) .‏

المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3 .‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى