بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة و المهديين و سلم تسليماً كثيراً
سلسة من حلقات تبين ما ورد في بعض تفاسير المسلمين وما جاء عن قائم ال محمد السيد احمد الحسن ع في تفسير بعض الايات القرآنية المباركة يتبين من خلالها العلم الذي يحمله هذا الرجل الطاهر .
و سأبدأ اولاً بما ورد في كتب التفسير ومن ثم اورد ما جاء عن السيد احمد الحسن (ع) و اترك الحكم للقاريء الكريم .
الحلقة الثانية عشرة
( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (المؤمنون:20)
و مما جاء في تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي
قوله تعالى : ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” معطوف على ” جنات ” أي وأنشأنا لكم به شجرة في طور سيناء، والمراد بها شجرة الزيتون التي تكثر في طور سيناء،
وقوله: ” تنبت بالدهن ” أي تثمر ثمرة فيها الدهن وهو الزيت فهي تنبت بالدهن،
وقوله: ” وصبغ للآكلين ” أي وتنبت بصبغ للآكلين، والصبغ بالكسر فالسكون الادام الذي يؤتدم به، وإنما خص شجرة الزيتون بالذكر لعجيب أمرها، والمعنى ظاهر.
بحث روائي
وفي تفسير القمي قوله عز وجل: ” وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” قال شجرة الزيتون ، وهو مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومثل أمير المؤمنين عليه السلام فالطور الجبل وسيناء الشجرة.
وفي المجمع ” تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ” وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الزيت شجرة مباركة فائتدموا منه وادهنوا .
تفسير الميزان – السيد الطباطبائي ج 15 ص 23 و 24 .
ننقل قول الشيخ الطبرسي رحمه الله في تفسير مجمع البيان :
(وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين ) ( 20 )
فقال: (وشجرة تخرج من طور سيناء) أي وأنشأنا لكم بذلك المطر شجرة يعني شجرة الزيتون، وخضت بالذكر لما فيها من العبرة بأنه لا يتعاهدها انسان بالسقي، وهي تخرج الثمرة التي يكون منها الدهن الذي تعظم به المنفعة. وسيناء: اسم المكان الذي به هذا الجبل في أصح الأقوال. وهي نبطية في قول الضحاك، وحبشية في قول عكرمة. وهي اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها، عن مجاهد. وقيل: سيناء البركة، فكأنه قيل: جعل البركة، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل: طور سيناء الجبل المشجر أي: كثير الشجر، عن الكلبي، وقيل: هو الجبل الحسن، عن عطاء. وهو الجبل الذي نودي منه موسى عليه السلام، وهو ما بين مصر، وأيلة، عن ابن زيد. (تنبت بالدهن) أي: تنبت ثمرها بالدهن، لأنه يعصر من الزيتون الزيت (وصبغ للآكلين) والصبغ ما يصطبغ به من الأدم، وذلك أن الخبز يلون بالصبغ إذا غمس فيه. والاصطباغ بالزيت: الغمس فيه للائتدام به. والمراد بالصبغ الزيت، عن ابن عباس، فإنه يدهن به ويؤتدم. جعل الله في هذه الشجرة أدما ودهنا. فالأدم الزيتون، والدهن الزيت. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الزيت شجرة مباركة فائتدموا به، وادهنوا.
تفسير مجمع البيان – الشيخ الطبرسي ج 7 ص 184 و ما بعدها .
ما جاء من كتب السنة فقد روى ابن كثير في فسيره
وقوله ” وشجرة تخرج من طور سيناء ” يعني الزيتونة ، والطور هو الجبل وقال بعضهم إنما يسمى طورا إذا كان فيه شجر فإن عري عنها سمي جبلا لا طورا والله أعلم ، وطور سيناء هو طور سينين وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسي بن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون ، وقوله ” تنبت بالدهن ” قال بعضهم الباء زائدة وتقديره تنبت الدهن كما في قول العرب ألقى فلان بيده أي يده وأما على قول من يضمن الفعل فتقديره تخرج بالدهن أو تأتي بالدهن ولهذا قال ” وصبغ ” أي أدم قاله قتادة ” للآكلين ” أي فيها ما ينتفع به من الدهن والاصطباغ كما قال الإمام أحمد حدثنا وكيع عن عبد الله ابن عيسى عن عطاء الشامي عن أبي أسيد واسمه مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ” وقال عبد بن حميد في مسنده وتفسيره حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة ” تفسير ابن كثير ج 3 ص253 و ما بعدها .
وما جاء في تفسير الرازي
قوله تعالى :(وشجرة تخرج من طور سيناء)
فهو عطف على جنات وقرئت مرفوعة على الابتداء أي ومما أنشأنا لكم شجرة ، قال صاحب ” الكشاف ” طور سيناء وطور سينين لا يخلو إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون ، وإما أن يكون اسما للجبل مركبا من مضاف ومضاف إليه كامرئ القيس وبعلبك فيمن أضاف ، فمن كسر سين سيناء فقد منع الصرف للتعريف والعجمة أو التأنيث لأنها بقعة وفعلاء لا يكون ألفه للتأنيث كعلباء وحرباء ، ومن فتح لم يصرفه لأن ألفه للتأنيث كصحراء ، وقيل هو جبل فلسطين وقيل بين مصر وأيلة ، ومنه نودي موسى عليه السلام وقرأ الأعمش سينا على القصر .
أما قوله تعالى: (تنبت بالدهن) فهو في موضع الحل أي تنبت وفيها الدهن، كما يقال ركب الأمير بجنده، أي ومعه الجند وقرئ تنبت وفيه وجهان : أحدهما : أن أنبت بمعنى نبت قال زهير: فرأيت ذوي لحاجات حول بيوتهم * قطينا لهم حتى إذا أنبت البقل والثاني : أن مفعوله محذوف ، أي تنبت زيتونها وفيه الزيت ، قال المفسرون : وإنما أضافها الله تعالى إلى هذا الجبل لأن منها تشعبت في البلاد وانتشرت ولأن معظمها هناك .
أما قوله: (وصبغ للآكلين) فعطف على الدهن ، أي إدام للآكلين ، والصبغ والصباغ ما يصطبغ به ، أي يصبغ به الخبز ، وجملة القول أنه سبحانه وتعالى نبه على إحسانه بهذه الشجرة ، لأنها تخرج هذه الثمرة التي يكثر بها الانتفاع وهي طرية ومدخرة ، وبأن تعصر فيظهر الزيت منها ويعظم وجوه الانتفاع به .
تفسير الرازي ج 23 ص 89 و ما بعدها .
و لنرى ما وضحه السيد احمد الحسن (ع) في كتاب المتشابهات في تفسير هذه الاية المباركة :
قال تعالى : ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) (المؤمنون:20)
ج/ قال تعالى :
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون:18)
والماء هو نور محمد (ص) وهو العلم
(فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) (المؤمنون:19)
الجنات هم آل محمد (ع) وأشجار النخيل والأعناب والفواكه هم شيعتهم (ع) وأولياءهم المخلصين .
( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) (المؤمنون:20)
وهذه الشجرة : قائم آل محمد (ع) ، والطور: النجف وقد ورد في الرواية عنهم (ع) أن طور سيناء نقلته الملائكة إلى النجف ، تنبت بالدهن : الأشجار عادة تنبت بالماء وهو سائل خفيف أما الدهن فهو سائل ثقيل كثيف لا تنبت الأشجار به عادة ولكن هذه شجرة خاصة ولها خصوصية أنها تسقى بالدهن لا الماء فهي تشرب الدهن وهو العلم الثقيل والنور الخالص
( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور ) النور .
وصبغ للآكلين : الذي يأكل يقدم له الطعام لا الصبغ ، إذن فهذا الصبغ هو نتيجة للأكل من هذه الشجرة ، حيث أن الذين يأكلون من هذه الشجرة ويأخذون علومها وينتفعون بعلم الإمام المهدي (ع) يصبغون بصبغة الله سبحانه . ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) .
المتشابهات – السيد احمد الحسن ع ج 3 .